قائمة الموقع

خبر خاص|| "أزمة الشواطئ" تعيد قضية اللاجئين السوريين إلى الواجهة في تركيا

2017-07-05T06:32:51+03:00

شمس نيوز/خاص

شهدت الآونة الأخيرة توترًا حادًا في بعض المدن التركية، بين اللاجئين السوريين ومواطنين أتراك، لتصل في بعض الأحيان إلى مظاهرات غاضبة تطالب برحيل السوريين عن البلاد.

ولم يكن هذا التوتر وليد اليوم، لكنه برز للسطح جليًا عقب غضب مواطنين أتراك من بعض التصرفات الفردية من جانب سوريين خصوصًا في مناطق الاستجمام والسياحة التركية.

ونشرت وسائل الإعلام المحلية، مقطعًا فيديو يظهر تجمُّع عدد من الشبان الأتراك الغاضبين حول شابَين سوريَّين، قيل إنهما كانا يلتقطان صورًا للفتيات على أحد شواطئ مدينة سامسون (شمال تركيا)، قبل أن يتم تكسير أجهزتهما وإبراحهم ضربًا؛ ما اضطر الشابين إلى اللجوء لدورية الشرطة؛ هربًا من فورة الغاضبين.

هذه الحادثة، فتحت الأبواب على أزمة شواطئ السباحة في تركيا مع السوريين لتأخذ مساحة كبيرة في الصحافة التركية، حيث ركزت وسائل الإعلام على المشاكل والمشاجرات بين الأتراك والسوريين، لتجعلها حديث الجميع، بأزمة اللاجئين.

ولم تتوقف الأزمة عند التداول الشعبي، لتصل للمستوى الرسمي إذ طالب حسن أكغون، رئيس بلدية "بيوك تشكميجيه" في مدينة إسطنبول، اللاجئين السوريين بـ"احترام أصحاب البيت ومتابعة حياتهم في تركيا على هذا الأساس، والابتعاد عن التصرفات الخارجة عن القوانين والأعراف المتبعة في المجتمع". وفق تعبيره.

ونقلت وكالة "دوغان" عن أكغون قوله: "احتضنا الإخوة السوريين والعراقيين بعد معاناتهم من الحرب الأهلية في بلادهم، وأعطيناهم فرصة في متابعة حياتهم هنا(..)، لكن مع الأسف ظهرت بعض التصرفات غير المقدرة لتركيا وشعبها من قبل بعض اللاجئين السوريين، ونحن نرفض هذه التصرفات".

وتسعى السلطات التركية للسيطرة على مثل هذه الحوادث، ومنع امتدادها لمناطق أوسع، ومنع استغلالها من أطراف لتأجيج البلاد.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت الشرطة التركية، أمس الثلاثاء، عن توفير خط ساخن (155) يعمل على مدار الساعة، باللغة العربية، لاستقبال أي شكاوي أو التبليغ عن أي تجاوزات بحق الطرفين.

ولم تقتصر ردود الفعل التركية الغاضبة في الشوارع، بل امتدت إلى الفضاء الإلكتروني وغرد الغاضبون على هاشتاغ #SuriyelilerEvineDönsün ليصبح الأكثر تداولاً منذ الإثنين 3 يوليو/تموز ،2017 على موقع "تويتر" بتركيا، والذي بطالب بإعادة السوريين إلى وطنهم.

في المقابل، اعتبر العديد من المواطنين الاتراك الذين التقتهم "شمس نيوز" أن مثل هذا التوتر أمر طبيعي حدوثه، ولا يجب أن يخرج عن "سياقه العادي" في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وقال الشاب فرقان اسطا لـ "شمس نيوز"، لا يجب أن تنعكس تصرفات بعض الأشخاص على جميع الإخوة السوريين هنا، مضيفًا " في كل مكان نجد السيئ والجيد ولا يجب تعميم التصرفات الشخصية على الكل.".

ويعيش في تركيا، زهاء 3 مليون سوري بينهم أقل من 300 ألف في المخيمات التركية، فيما يعيش البقية في داخل المدن، ويعتمدون في معيشتهم من خلال العمل في كافة المجالات، حيث وفرت السلطات التركية لهم كافة الحقوق بالتنقل والعمل.

وعلى الساحة الالكترونية ظهرت حملة الكترونية مضادة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "        #SuriyelilerKardesimizdir  (#السوررين_إخوننا ) والتي لاقت تفاعلًا واسعًا إذ أعلن المغردون الوقوف ضد كل الفتن ومن يثيرها سواء كان سوريًا أو تركيًا.

وفي متابعة "شمس نيوز" لمئات التغريدات على "تويتر" والتي تحمل هاشتاغ #kSuriyelilerKardesimizdir  لامست رفض الأتراك أي تصعيد ضد العائلات والأفراد السوريين نتيجة لأفعال شخصية لا يقبلها أي الأطراف.

وفي تغريدة له، قال أركان طان الإعلامي في قناة ahaber المستقلة: "أيها الشعب التركي العظيم، اللاجئون السوريون أمانة في أعناقنا، هبة الله إلينا، لعل بإحساننا إليهم يجنبنا الله شعبا ودولة كثيرًا من مكائد الأعداء المتربصين، أنا لا أقول بأن السوريين كلهم ملائكة، لا شك فيهم سيئين، كما فينا نحن الأتراك سيئون، لكنه واجب علينا أن ننظر للشعوب من خلال الخيرين وهم الأكثرية بلا شك".

وحذر طان من "الوقوع في شرك المتربصين ممن لا يحب الخير لتركيا من كلا الجانبين، منهم ومنا، على حد سواء".

اخبار ذات صلة