شمس نيوز/ عبدالله مغاري
وصف القيادي في حركة فتح د. حازم أبو شنب، اللقاء الذي سيجمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت القادم، في العاصمة المصرية القاهرة بـ"المهم جدًا".
وأشار أبو شنب، في تصريح لـ"شمس نيوز" اليوم الأربعاء، إلى أن الزيارة تأتي في سياق التنسيق بين الجانبين المصري والفلسطيني، لافتًا إلى أن الطرفين سيناقشان ملفات عديدة، أهمها المتغيرات التي حصلت بالشرق الأوسط، والعلاقات العربية العربية، وملفات متعلقة بطموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول عملية السلام، بالإضافة لمناقشة الوضع الفلسطيني الداخلي.
وأوضح السفير أبو شنب، أن العلاقة طيبة بين الرئيسين أبو مازن والسيسي على المستويين الشخصي والسياسي، نافيًا أن يكون هناك توترًا في العلاقات حدثت مؤخرًا بين الطرفين، معتبرًا الأخبار التي تقوم وسائل الاعلام العبرية بنشرها حول وجود خلافات بين عباس والسيسي، محاولات "إسرائيلية" لإحداث فتنة بين الطرفين.
وقال أبو شنب، إن زيارة عباس للقاهرة مطلع الأسبوع القادم "مبرمجة" ومخطط لها، متوقعًا الخروج بنتائج إيجابية، مستبعدًا في الوقت ذاته التوقعات التي تم تداولها عن نية السيسي وضع عباس بين خيارات صعبة بما يتعلق بعلاقته مع حماس أو أي أطراف أخرى، منوهًا إلى أنه في العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين مصر وفلسطين هذا الأمر غير موجود.
وحول التقارب الأخير بين حماس والقيادي المفصول من فتح محمد دحلان، أعرب أبو شنب عن استغرابه عن هذا التقارب بين الطرفين، متسائلاً: "كلنا نحتاج إلى تفسيرات على أي أساس كانت الأحداث الدموية التي أدت إلى إنقلاب دموي قامت به حركة حماس بغزة، وظل طوال السنوات الماضية الخطاب السياسي والإعلامي لحماس قام على أساس أنهم قاموا بتنفيذ إنقلابهم الدموي المسلح ردًا على أفعال نسبوها لمحمد دحلان وأتباع له وسحبوها على فتح والسلطة"، على حد قوله.
وأضاف: "كل هذا يظهر جلياً أن لا مبرر لحماس لما قامت به من قتل وذبح وسحل في 2007، وما تبعه من سيطرة عسكرية أمنية زجت خلالها الكثير في السجون ولاحقت وروعت الكثيرين، ولا ما تقوم به حاليًا، ما زلتُ استغرب حدوث هذه التفاهمات ولم أسمع تفسيرات يمكن استيعابها"، نافيًا قيام القاهرة بتسهيل اللقاءات بين الطرفين؛ كون أن الطرفين اللذين التقيا (المشهراوي - السنوار) "ليسا طرفى فلسطيني رسمي وأن لا علاقة للسلطة المصرية بما يحدث بين طرفين غير رسميين".
وبخصوص تفاهمات القاهرة وحماس، قال أبو شنب: "هناك تفاهمات بين حماس والطرف المصري ومعروف ذلك، وهناك نقاط لم يتم الإعلان عنها، وما أستطيع أن أؤكده أن اللقاء لم يكن بالشكل الذي روج له بالإعلام، على أنه لقاء ودي ما بين الطرفين، إنما كان لقاء فرضت فيه الإملاءات على حماس"، وفق رأيه.
وتابع، "الأمر يأتي في سياق تعليمات أمنية من الطرف المصري على المجموعة المسلحة غير القانونية في غزة، هذا شكل العلاقة بين الطرفين اللذين التقيا في الفترة الماضية تم استدعاء وفد من حماس للأراضي المصرية".
وكشف أبو شنب، عن محاولات تجري بالقاهرة لإيجاد توافق سياسي بين السلطة والقيادة السياسية لحركة حماس بموافقة جناحها العسكري، مشدًدا على ضرورة دعم هذا التوافق وأن يكون هناك تفاهمات وضمانات من أجل عدم استخدام القوة في العلاقات الداخلية الفلسطينية ومنع تكرار حدوث انقلابات عسكرية دموية في المستقبل".
واستطرد بالقول: "هناك محاولات ويجب علينا أن ندفع بهذا الاتجاه استناداً لمبدأ التداول السلمي للسلطة والاحترام المتبادل بين جميع الأطراف، واللجوء إلى الدستور وعدم استخدام القوة"، معبرًا عن تفاؤله الشديد لاقتراب وجود مصالحات فلسطينية داخلية ستحدث بين القوى الفلسطينية المؤثرة في الساحة.
وزاد بالقول: "الآلام الموجودة حاليًا هي آلام مخاض لولادة تفاهمات فلسطينية داخلية، نأمل أن تكون قريبة زمنيًا وواقعيًا، فيجب أن نتخلص من هذا المشهد المعيب".
وحول إمكانية شمول هذه التفاهمات القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، قال أبو شنب، "إنه وفي عالم السياسة الأمر يتعلق باعتراف قوى سياسية بقوى سياسية أخرى، وأنه حتى الآن لا أرى اعترافاً من القوة السياسية الرئيسة بتيار دحلان على أنه طرف سياسي، أو انه موجود في الساحة الفلسطينية".
وأضاف: "أي طرف جديد لم يسجل له بعد من الأطراف الأخرى أنه تحول إلى قوة سياسية بشكل حزب أو حركة لا يمكن التفاهم معه، السياق لا يزيد عن فكر لشخصيات يظهر لها وجودًا سياسيًا، ويأتي في إطار شخصي، ولا اعتراف من القوى بوجود قوة سياسية جديدة".
وكانت مصادر فلسطينية، كشفت في وقت سابق لصحيفة "الحياة" اللندنية، أن هناك مفاوضات غير مباشرة تجرى بين رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح من جهة، وحركة حماس من جهة ثانية للتراجع عن التفاهمات مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
وأكدت المصادر، أن عباس و فتح أرسلا اقتراحات لـ"حماس" عبر ثلاث جهات، إحداها دولية واثنتان محليتان، يطلبان فيها من حماس إلغاء التفاهمات مع دحلان وقطع العلاقة معه، إضافة إلى الشروط الثلاثة المعروفة لوقف ما سماه الإجراءات غير المسبوقة، وتتضمن أن تحل حماس اللجنة الادارية حكومة الأمر الواقع التي أعادت تشكيلها ومنحتها الثقة من المجلس التشريعي في قطاع غزة قبل شهور قليلة، والموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وعلى تنظيم انتخابات عامة في فلسطين.
ونقل الوسطاء الثلاثة الرسالة إلى حماس قبل أيام، وأبلغوها أن عباس جاهز لبحث أي قضية مع الحركة بعد تنفيذ هذه الشروط وليس قبلها.
وأوضحت أن حماس رفضت الشروط جميعاً، واشترطت تراجع عباس عن كل الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، ومن بينها فرض الضرائب على الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، وإلغاء طلبه من اسرائيل تقليص نحو 48 ميغاواط من الكهرباء التي تزود بها القطاع، والغاء قرار وقف التحويلات الطبية وتغطية علاج مرضى القطاع مالياً، وإلغاء قرار الحسم بنسب كبيرة من رواتب موظفي السلطة، وكذلك التراجع عن وقف رواتب أسر الشهداء والأسرى.
كما اشترطت الحركة دفع رواتب نحو 40 الفاً من موظفيها الذين عينتهم غداة الانقسام في حزيران (يونيو) عام 2007.
وقالت المصادر: "إن الحركة في حاجة إلى ضمانات مسبقة من أطراف عدة، فلسطينية وعربية ودولية، للموافقة على حل اللجنة الإدارية.
وأضافت أن، الحركة رفضت قطع العلاقة مع دحلان الذي يعتبر نفسه زعيم التيار الاصلاحي في فتح، أو التراجع عن أي تفاهمات معه، بل تعتبر أن هذا شأناً يخصها، فضلاً عن أن المصالحة مع دحلان تصب في نهاية المطاف في المصالحة الفلسطينية عموماً.
واعتبرت المصادر، أن لدى حماس خططاً وقرارات، من بينها منع سفر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مسؤولها في القطاع أحمد حلس الذي منعته أجهزتها الأمنية من مغادرة القطاع الى رام الله قبل أيام.
وتوقعت أن تتخذ قرارات مشابهة في حق قادة فتحاويين آخرين في مقابل منح تسهيلات كبيرة لتيار دحلان للعمل في القطاع والتحرك بحرية.
وأشارت إلى، أن الحركة ردت بوضوح وصرامة على شروط عباس أمس عندما توجه وفد كبير من لجنتها الادارية الى القاهرة برئاسة عضو المكتب السياسي روحي مشتهى، رفيق السنوار في السجون الاسرائيلية وأحد المقربين منه.
ويضم الوفد أيضاً، مسؤولي وزراء قطاعات وزارات الاقتصاد والمال والاسكان والصحة والداخلية والطاقة.
وسيبحث هؤلاء المسؤولون، وهم قياديون في الحركة، مع مسؤولين مصريين تطبيق التفاهمات الأخيرة، والتعاون في هذه المجالات، وكسر الحصار المشدد المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.
واعتبرت المصادر، أن استقبال الوفد في القاهرة يعني اعترافاً مصرياً صريحاً باللجنة الادارية، وإشارة ضمنية واضحة الى عباس برفض حلها، بل التعاون معها على أرض الواقع.
ولفتت أيضاً إلى، الدعوة لزيارة القطاع التي وجهها رئيس حماس في القطاع يحيى السنوار، إلى القيادي سمير المشهراوي، الذراع الأيمن لدحلان، وسليمان أو مطلق أحد كبار مساعدي دحلان، والذي خلف العميد رشيد أبو شباك في قيادة جهاز الأمن الوقائي.
وكشفت المصادر، أن المشهراوي وأبو مطلق سيصلان القطاع الإسبوع المقبل، مرجحًة أن لا يعود دحلان في الوقت الراهن، وأن عودته قد تتأخر أسابيع أو شهور قليلة.
وقالت: إن أنصار دحلان سيحتفون بالرجلين، وسينظمون احتفالات لهما في مناطق عدة في القطاع، كما سيلتقيان قيادة حماس، وفي مقدمها رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية.
وأضافت، أن الانفتاح على مصر ودحلان شجع هنية نفسه على أن يقوم بجولة خارجية بعد عيد الأضحى المبارك تشمل مصر ودولاً عربية وربما اسلامية.
وستكون هذه الجولة الأولى من نوعها لهنية بعد انتخابه رئيساً للمكتب السياسي قبل نحو شهر ونصف الشهر، وسيسعى خلالها الى تعزيز علاقات الحركة العربية والاقليمية.
وأشارت المصادر إلى، أن هذا الهدف أحد هدفين تسعى "حماس" الى تحقيقهما من وراء "المصالحة وطي صفحة الماضي" مع دحلان الذي تبغي ان يشكل لها «جسراً» لاقناع الغرب بتوجهاتها السياسية، خصوصاً بعدما أصدرت وثيقتها السياسية الجديدة مطلع أيار (مايو) الماضي.
ووفق المصادر، فإن الحركة لا تتطلع في المرحلة الحالية الى أي تحالف سياسي مع الرجل الذي تربطه علاقات قوية بهيئات ومؤسسات حاكمة في دول عربية عدة ودول أوروبية وأجنبية، علاوة على الولايات المتحدة واسرائيل.
وأوضحت، أن دحلان يسعى من خلال الانفتاح على حماس إلى الحصول على موطئ قدم له في فلسطين، بعدما حرمه عباس من البقاء في الضفة الغربية التي لجأ إليها بعدما سيطرت حماس على القطاع مباشرة عام 2007.
واعتبرت أن ليس بإمكان دحلان العودة إلى غزة من دون مصالحة مع حماس، وهي أقرب وأسهل من المصالحة مع عباس.
ولفتت إلى، أن دحلان يسعى للعودة الى فلسطين من خلال العودة إلى غزة، كي يعمل على تحقيق حلمه في الوصول إلى كرسي الرئاسة.
وترجح المصادر، أن دحلان لا يسعى إلى خلافة عباس مباشرة بل أن يخلف الأخير قيادي فتحاوي كمرحلة انتقالية، تمهد له الطريق إلى كرسي الرئاسة.