غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر آلاف المرضى بغزة على مقصلة الانتظار يتهددهم الموت

شمس نيوز/ خاص

تتوسد المريضة ابتسام الرضيع (38 عامًا) على ذر اعها فوق أحد أسرّة مستشفى الرنتيسي التخصصي، تحاول أن تكتم أوجاعها التي فاقمها منع تحويلها للعلاج في الخارج.

تجول بنظرها يمنى ويسرى، وتترك لعينيها الحديث عما يسكن قلبها من الأوجاع التي خلّفها لها مرض السرطان في رأسها، وهو ما أجبرها على المكوث في المستشفى وأبعدها عن زوجها وأطفالها الخمسة.

أُصيبت الثلاثينية بمرض سرطان في الرأس، منذ ستة أعوام، مما تسبب لها بوجود أورام خبيثة، إلى أن التهم المرض جسدها، وأفقدها القدرة على النطق، وعدم تحريك يدها اليمنى وقدمها اليمنى.

وتحتاج المريضة الرضيع إلى تحويلة طبية "عاجلة" للعلاج داخل الأراضي المحتلة، ولم تتحصّل عليها منذ أكثر من عام تقريبًا على رغم من تدهور حالتها الصحية.

وتعد السيدة الرضيع واحدة من بين مئات مرضى السرطان، الذين انقطعت بهم السبل بعد وقف السلطة الفلسطينية للتحويلات الطبية خارج القطاع يونيو/حزيران المنصرم، والتي أودت بحياة 15 شخصًا فيما يتهدد الموت آلاف الحالات الطبية بينهم عشرات الأطفال الخدج والمصابين بأمراض خطيرة.

في سياق ذلك، يقول محي الدين المصري شقيق المريضة ابتسام، إن شقيقته تنتظر تحويلة للعلاج في "إسرائيل" منذ شهر مايو/ أيار من العام الجاري، ولم يتم الموافقة عليها من الجهات المعنية حتى اللحظة.

ويؤكد المصري أن حالة شقيقته تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حتى أصبحت حياتها مرهونة بعلاج "المسكنات".

خلال حديث "شمس نيوز" مع المصري، تنظر المريضة ابتسام لنا وكأنها تريد أن تشكو وتشرح لنا أوجاعها بعينيها. ويأمل المصري أن يتطلع جميع المسؤولين والمختصين لحالة شقيقته والإسراع في تحويلها لتلقي العلاج.

قريبًا من سرير السيدة الرضيع، ترقد المريضة نادية حمد (52عامًا)، التي أتى المرض الفتاك على كامل جسدها.

ويوضح فايز حمد زوج المريضة، تفاصيل مرض زوجته وحاجتها للتحويلة الطبية العاجلة، مؤكدًا أنها معاناتها تتفاقم يومًا بعد يوم، لاسيما أنها تحتاج إلى تحويلة طبية للعلاج في الأراضي المحتلة.

وكانت قد حصلت حمد، في وقت سابق، على تحويلات وخرجت لتلقي العلاج "الكيماوي" الخاص بالسرطان، في إحدى مستشفيات "إسرائيل"، وأقر لها الطبيب الخاص المستشفى تحويلة "عاجلة".

تتدخل المريضة أثناء حديثنا مع زوجها، في محاولة منها لشرح معاناتها قائلة "أنا اتعبت كتير من هذا الوضع، واحتاج إلى جرعات الكيمياوي بأسرع وقت ممكن، حيث أصبحت اعاني من انتفاخ الأطراف". وتضيف "بدي اطلع اتعالج ضروري، انا تاركة بيتي وعندي 12 فرد".

ويتابع الزوج فايز "لا زلنا ننتظر التحويلة منذ شهر ديسمبر العام الماضي، وتم ارسال 5 تحويلات لدائرة العلاج بالخارج، وكان الرد أنها تحت الفحص".

ويضيف متسائلًا "إلى متى سنبقى ننتظر التحويلة، إلى أن تفارق الحياة كسابقاتها؟"، داعيًا جميع المسؤولين والمختصين إلى عدم إقحام المرضى عن التجاذبات السياسية الحاصلة الآن بين طرفي الانقسام.

أرقام مروعة**

ذكر الدكتور محمد أبو سلمية مدير مستشفى الرنتيسي، أن هناك 700 مريض من السرطان ينتظرون السفر للخارج منذ شهر مايو الماضي، بالإضافة إلى 300 مريض من الأطفال، مشيرًا إلى أن هناك عدد قليل منهم خرج لتلقي العلاج، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

وبحسب احصائيات لوزارة الصحة في غزة، فإن 2500 مريض يحتاجون لتحويلات طبية شهريًا، لم يحصل 90% منهم على التحويلات.

وذكرت، ان 90% من خدمات مرضى السرطان غير متوفرة في قطاع غزة، فيما يحتاج 200 حالة من مرضى القسطرة العلاجية في القلب إلى تحويلات طبية، ولكنها لم تتوفر حتى الآن.

ويعد مرض السرطان هو ثاني أكبر مسبّب للوفاة في قطاع غزة. ووفقاً لتقرير أصدره "المركز القومي لرصد الأورام"، إذ بلغ عدد حالات السرطان الجديدة التي تم رصدها وتسجيلها ما بين (2009 ــ 2014) 7069 حالة جديدة، نحو ألف منها سجلت في 2014 فقط.

نداء استغاثة**

إلى ذلك، ندد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، بقرار السلطة وقف التحويلات الطبية، قائلا إن أرواح الشهداء التي ارتقت على مقصلة العلاج بالخارج، ستبقى لعنة تطارد المتسببين في إزهاقها".

وكان القدرة قد وجه قبل عدة أيام نداء استغاثة عاجل، قائلاً "إننا في وزارة الصحة أمام قلق حقيقي على حياة عشرات المرضى المصابين بالسرطان وأمراض الدم.

وحذر القدرة في تصريح عبر صفحته الشخصية "بالفيسبوك"، من أن الخطر يتفاقم جراء اضطراب وتأخر جرعاتهم العلاجية، بسبب وقف توريد الأدوية والتحويلات العلاجية من رام الله من جانب، وتعنت الاحتلال الاسرائيلي في السماح لخروج عدد كبير ممن حصل على تحويلات علاجية في الفترة السابقة من جانب آخر.

وطالب بالضغط على كافة الأطراف لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية وإنقاذ حياة آلاف المرضى.

الاحتلال يرفض**

من جانبها، قالت وزارة الصحة برام الله، أنه لا يوجد أي قرار من أي جهة فلسطينية بوقف التحويلات الطبية للمرضى في قطاع غزة، محملة الاحتلال المسئولية عن التأخير في خروج المرضى للعلاج خارج القطاع.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة أسامة النجار في تصريح صحافي، أن الإجراءات تسير كما بالسابق والتحويلات تجري كالمعتاد، والمرضى موجودين في مستشفيات الضفة الغربية بالعشرات".

ولفت النجار، إلى ارتفاع في نسبة الرفض من الجانب الإسرائيلي حيث أن نسبة الموافقة خلال هذا العام تدنت بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي".

وتابع: " أخطر شيء هو التلاعب بقضية المرضى الأطفال خصوصا المصابون بالسرطان"، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة توجهت إلى كل المؤسسات الدولية وسلمتهم قوائم بأسماء المرضى الذين رفضت إسرائيل منحهم تصاريح طبية، وطالبتهم بالتدخل لدى الجانب الإسرائيلي لإصدار تصاريح خروج لهم للعلاج بمستشفيات الضفة والداخل.