شمس نيوز/ غزة

قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي، اليوم الثلاثاء، إن نحو قرن مضى على الصراع العربي الإسرائيلي منذ وعد "بلفور" حتى الآن، انتهى بالتخلي عن 80% من فلسطين.

وأوضح الهندي، خلال مشاركته في ندوة سياسية، أنه وخلال هذا القرن لم تمتلك القوى السياسية في الأمة الإسلامية الرؤية والفهم الصحيح لطبيعة الصراع، مضيفًا " خلال هذه الفترة لا اليسار ولا القوميين امتلكوا الرؤية، ولا حتى الإسلاميين الذين كانوا برأيي بشكل عام تبريريين، ولم يحاولوا فهم طبيعة الصراع ووضعه في مكانه".

وأشار عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، إلى "أنه في هذه الفترة تطل على الأمة الإسلامية أوقات صعبة، عنوانها الحرب على الإرهاب والصراع الطائفي والمذهبي، الذي يبرره البعض بأوضاعه الداخلية".

وأضاف، "يتسابقون اليوم في تقديم ولاء الطاعة لترامب، يتسابقون لأن يحشروا أنفسهم في هذه المعركة، ليصبح لدينا أمراء للطوائف والعشائر يقدمون الأموال والوظائف والكرامة لترامب ".

وتساءل الهندي: " إذا كان هؤلاء يبررون ذلك لأمور داخلية، فبماذا يمكن أن يبرر الفلسطيني أن يلتحق بهذه المعركة، وأن يحشر نفسه بالحرب على الإرهاب، ماذا يمتلك ترامب ليقدم لنا؟؟ ".

ولفت عضو المكتب السياسي للجهاد، أن ترامب سيترك الفلسطينيين فريسة لـ "إسرائيل" وللاستيطان، مضيفًا" هو يقول إن حل الدولتين انتهى، بكل وضوح قال ابحثوا عن المفاوضات، والمفاوضات مع استمرار الاستيطان ماذا ستعالج ا؟".

وزاد بالقول: "إذا الأرض التي سيتم التفاوض على مصيرها تتحول إلى مستوطنات، ما هو المبرر الفلسطيني ليحشر نفسه في هذه المعركة، الدول تبحث عن مصالحها، ولكن أين هي مصالح الفلسطيني ليدخل المعركة".

وأكد الهندي، على أن الأمة تمر في حالة انهيار، لافتًا إلى أن العالم لا يمكن أن يقدم للضعفاء شيئًا، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين إذا لم يساعدوا أنفسهم بأنفسهم، لا يجب عليهم أن ينتظروا من أحد المساعدة.

وأضاف، "نحن مختلفون، الفصائل والبرامج السياسية مختلفة، وهذا شيء طبيعي، ولكن يجب بناء مرجعية، إذا كنا مختلفين نبني مرجعية لهذه الأوضاع، الكل يتحدث أن أوسلو انتهت، ولكن لا زلنا أسرى لهذه الاتفاقية، حتى عندما نتحدث عن مصالحة نتحدث عن حكومة توافق أو وحدة وطنية وانتخابات لمجلس تشريعي".

وزاد: "نحن نريد أن نخرج من هذه الأوضاع، إذا اختلفنا بل نختلف ولكن أن يكون لنا مرجعية وطنية، لا نريد أن نبني منظمة تحرير جديدة ولكن نريد منظمة تحرير لتحرير فلسطين هذا هدفها، لا تكون فقط تستخدم كأداة للتنازل".

وشدد الهندي، على ضرورة المراهنة على ما تبقى من حس المسؤولية الوطنية، بعيدًا عن تصفية الحسابات الشخصية والحزبية، وبعيدًا عن المناكفات، داعيًا لبناء مرجعية واحدة تدرس وتحلل وتستفيد من هذه الأوضاع لتفتح فرص في هذه المرحلة الصعبة، مضيفًا "لا نريد أن نبقى مشتتين وليس هناك حلا للقضية الفلسطينية، والمسألة لا تعدو عن أنها إدارة للأزمة ".

مرفق بالفيديو..