قائمة الموقع

خبر ملك مطر.. تملّكت الإرادة وصعدت بريشتها إلى سلم التفوق (صور)

2017-07-12T13:18:27+03:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

مع اقتراب عقارب الساعة نحو العاشرة صباحًا، بدأت تتسارع النبضات، وجمر الانتظار يلهب عائلة بأكملها، برهة، ثم صدحت أصوات الزغاريد من داخل منزل عائلة مطر غرب مدينة غزة، وتوزعت الحلوى فرحًا بنتيجة ابنتهم.

"ملك" ابنة السابعة عشر ربيعًا، قررت ركل كل اسطوانات الإحباط التي سمعها طلاب الثانوية العامة في غزة، من انعدام فرص العمل والتوظيف، لتدخل تحديًا لإثبات أن لأبناء القطاع المستقبل والحياة، فحصلت على المرتبة الثانية على فلسطين والأولى على القطاع عن الفرع الأدبي بمعدل 99.3%.

"كانت كل العائلة تترقب نتيجتي، بعض اخوتي كانوا على المذياع وبعضهم على المواقع الإلكترونية يبحثون عن النتيجة، وكنت متوقعة نتيجتي ومطمئنة على عكسهم".. تقول الطالبة ملك مطر.

وتضيف لمراسل "شمس نيوز": "دخلت الثانوية وكنت وضعت هدفًا بأن أحصل على معدل مرتفع، وحظيت بدعم كبير من المدرسات والأصدقاء ومن الأهل بشكل خاص".

وتتابع: "ومشاهدتي باستمرار للتقارير الصحفية للطلبة الأوائل في أعوام سابقة، أشعلت داخلي نار التحدي، أن لا بد أن أكون مثلهم.. فدرست واجتهدت ونظمت وقتي ما بين ترفيه وعائلة".

لم تترك ملك فن الرسم خلال دراستها لمرحلة الثانوية العامة، وجعلت منه محطة ترفيه، حتى ارتقت لتنظم معارض فنية لها في لندن واسبانيا وفي عدة مناطق، كبداية طريق نحو النجاح.

وتقول: "في شهر 4 كان لي معرض في بريطانيا وكنت منشغلة به كثيرًا، وكنت على تتبع مع الأجانب في الخارج".

وبالعزيمة والتحدي، قررت ملك الحصول على معدل مرتفع عن سابقيها من العائلة، وبالتفوق على مستوى فلسطين، وأن تتحدي واقع الخريجين في ظل البطالة المرتفعة.

توضح ملك: "كنت أسمع كثيرًا اسطوانة الإحباط، بأن غزة لا يوجد بها مستقبل، وبأني سأضاف إلى جانب الذين نجحوا من قبلي وحصلوا على معدلات مرتفعة، لكنني خضت التحدي والحمد لله بأني تفوقت".

تلقي ملك دمعتا فرح على ما حصدت وتكمل، "عانيت كثيرًا من قطع الكهرباء، وتأثر نظري منها وأصابه الضعف، فـ3 ساعات وصل للكهرباء، غير كافية للدراسة، وسط ارتفاع درجة الحرارة أيضًا".

وتطالب بتحسين وضع الكهرباء، حتى يتمكن الطلاب من التفوق والنجاح، كما وتطالب وزارة التربية والتعليم بأن تعمل على صياغة امتحانات الثانوية العامة للطلبة في العام القادم، بطريقة أسهل من هذا العام الذي وجدت فيه صعوبة رغم تفوقها.

وتطمح ملك من خلال تفوقها إلى حمل رسالة الشعب الفلسطيني، وتحلم بالسفر للخارج وأن تكون سفيرة للغزيين، في دول العالم لشرح معاناتهم ومأساتهم.

أما والدتها رنا مطر فوقفت فور إعلان نتيجة ابنتها "ملك"، لاستقبال النساء اللواتي توافدن على منزلها، لتهنئتها.

تقول الأم رنا عن فرحة النجاح بالابن وصوت الزغاريد لا تهدأ: "كان خبرًا في قمة السعادة ومشاعرنا فيه لا توصف وتعجز الكلمات أمامه".

وتضيف وهي تحمل طبقًا من الحلوى لتوزيعه على الضيوف: "ملك ومنذ طفولتها في طليعة المتفوقين ومميزة وفنانة تشكيلة".

وتوضح أن ممارسة ملك للفن أنه كان تخوفها الوحيد على معدلها ونجاحها؛ "لأنها كانت تقضي أوقات طويلة في الرسم، ولم تنقطع عنه حتى في أوقات الدراسة"، وفق قول الأم رنا.

وتستطرد مستذكرة حديث ابنتها لها: "أمي الدراسة تعتمد على الضبط والتركيز وليس بعدد الساعات، والحمد لله رفعت راسنا".

"ووالدها كان متأكدًا بشكل كبير ومتيقن، من نجاحها وتفوقها"، تقول رنا.

وتضيف: "أنا فخورة بأن لي أخ حصل قبل عدة سنوات على نتيجة الثاني على القطاع، وكنت أقول لملك.. يارب تحصلي على نتيجة مثل نتيجة خالك".

وتتابع: "قد تكون الظروف يمر بها القطاع هي الحافز لأن يكون أبناؤنا متفوقين وناجحين، وغزة مليئة بالطاقات والمبدعين".

أما والد ملك، عماد مطر 45 عامًا، فلم يكن متوقعًا تفوق ابنته وحصولها على المرتبة الثانية على فلسطين، وأنه كان متوقعًا نجاحها بمعدل مرتفع.


ويقول: "نعيش فرحة لا توصف، رغم أننا نعيش ظروف صعبة جراء الاحتلال والحصار، وخصوصًا الكهرباء العائق الأكبر".

ويضيف، أنه كان يعمل على توفير ما أمكنه من طاقة حتى تتمكن "ملك" من الدراسة.

ويوضح أنه عمل على توفير اليو بي أس والطاقة البديلة وتوفير المتطلبات لـ"ملك".

ويختم بالقول الأب عماد: "ملك لها عدد كبير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تشرح معاناة المرأة والطفل الفلسطيني عبر الفن، وأتمنى أن تكون خير سفيرة للشعب الفلسطيني بتفوقها".






اخبار ذات صلة