شمس نيوز/خاص
ست سنوات ويزيد، مرت ثقيلة على كاهل السوريين، ولازالت مآسي الحروب ماثلةٌ في ذاكرتهم وتلقي بظلالها على أيامهم، حربٌ طاحنة لم ترحم أحد، خلّفت مئات آلاف القتلى والمصابين وشرّدت الملايين من أوطانهم إلى بلاد الغربة.
من خرج من وطنه مرغمًا هاربًا من قسوة الحرب، لازال بعد هذه السنين الطويلة يحترق شوقًا ولو لزيارة قصيرة، قد تستمر بضعة أيام يرجع فيها إلى بيته ومنطقته، أو ما تبقى منهما، يطمئن على بعض الأهل أو الأصدقاء، لعله يجد حالًا أحسن يدفعه للعودة والبقاء.
وشهدت الأراضي السورية، أخيرًا، عودة عدد كبير من اللاجئين إلى الداخل السوري، وآلاف النازحين إلى ديارهم.
ففي الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، عاد نحو 30 ألف سوري من البلدان المجاورة، غالبيتهم من تركيا، طواعية، بالإضافة إلى أكثر من 400 ألف نازح في الداخل السوري إلى ديارهم، وفق تقرير لمفوضية شؤون اللاجئين.
رصدت "شمس نيوز" شهادات عدد من العائدين، الذين استغلوا فترة الهدوء وتوقف القصف في بعض المناطق والمحافظات الحدودية، للعودة سالمين.
الحاجة أم واصل، من بلدة الهبيط في ريف إدلب، تقول والتعب بادٍ على وجهها، عند وصولها الجانب السوري: "اشتقنا لهوا بلدنا لترابه ومائه، أصبح عمري سبعين عام، وما تركت بيتي الذي ربيت فيه أولادي، إلا بعد أن حولته الحرب إلى ركام وأنقاض".
وتشير التقديرات إلى، أن آلاف السوريين غادروا تركيا إلى مناطق سورية تشهد هدوءًا نسبيًا، حيث قرر البعض منهم تسليم بطاقة الحماية المؤقتة ما يعني أنهم لن يعودوا إلى تركيا وسيستقرون في بلادهم.
أحدهم الشاب العشريني علي الأحمد، من مدينة حلب، الذي قرر العودة والاستقرار في سوريا قائلًا: "دخلت تركيا بعد إصابتي نتيجة استهداف منزلنا من طائرات النظام وتلقيت العلاج في المشافي التركية واليوم تحسنت حالتي وسأعود إلى وطني اليوم ولن أخرج منه مرة أخرى".
أما عبد الله آل خليل، فلم يسعفه حنينه في الوصول إلى قريته في ريف حماه الغربي، والتي تبعد عن المناطق المحررة 7 كيلو مترات فقط، لكنه تحدث عن ظروف صعبة تعيشها المدن التي قام بزيارتها، من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وعدم توفر الكهرباء نتيجة تدمير محطات الوقود.
ويقول لـ"شمس نيوز"، "الجميع يتمنى عودة الاستقرار بشكل كامل وتشغيل خدمات البنى التحتية وإعادة ترميمها، وفي حال توفرت هذه الخدمات، العائدون من تركيا لا يفكرون في الرجوع".
وتشهد مدن حلب، وحماة، وحمص، ودمشق، وعدد من المحافظات الأخرى، الحركة الأوسع في عودة للاجئين، فيما شهد معبر "باب السلامة" الحدودي ازدحامًا كبيرًا للنازحين خلال فترة عيد الفطر، حيث لم يفتح أبوابه في وجه السوريين خلال العامين الفائتين، في ظل المعارك التي شهدتها منطقة ريف حلب الشمالي.
ومع دخول الحرب السورية عامها السابع، تشير تقارير أممية إلى أن أكثر من من 320 ألف قتلوا عدا عن مليون جريح وملايين الذين تركوا البلاد فارين من أتون الصراع.



