شمس نيوز/ولاء جبريل
يبدو السائق (م.ع) ساهمًا في أمر يشغل باله، فعليه أن يسارع إلى دائرة الترخيص في وزارة المواصلات بغزة، لدفع ثمن ترخيص مركبته 2100 شيقلًا، والتي تبدو مبلغًا كبيرًا مقارنةً بالقليل الذي يجنيه من عمله على الخط.
وعلى الرغم، من وعود وزارة النقل في حكومة الوفاق، بتخفيض ترخيص مركبات الديزل، يجد السائقون في قطاع غزة أنفسهم أمام مأزق كبير إذ ما انتهى ترخيص مركباتهم، على خلاف رفاقهم في الضفة الغربية.
ويقول السائق، لمراسل "شمس نيوز": "في الضفة يدفع السائق 660 شيكل لترخيص مركبته، غير ذلك الوضع الاقتصادي لديه أفضل منا ومساحة التنقل لديه واسعة، أما هنا فأدفع 2100 شيكل بالإضافة إلى المخالفات المرورية والضرائب التي تفرضها علينا الحكومة في غزة ليتعدى المبلغ الـ3000 شيكل سنويًا".
وبالمقارنة، تصل قيمة ترخيص مركبات الديزل في قطاع غزة إلى 2100 شيكل أي ما يفوق ثلاثة أضعاف ما يدفعه السائق في الضفة الغربية والتي تكلف 660 شيكل فقط، أما في الأراضي المحتلة وصلت إلى 1600 شيكل.
يشاركه المأزق نفسه السائق (ت.م) ويقول: "الوضع سيء للغاية، فإذا حسبتها كسائق وما تأخذه الحكومة من السائقين سنويًا من ترخيص وضرائب ومخالفات، ستجد أن السائق مديون للحكومة وبزيادة".
ويتساءل بغضب بادٍ: "من وين بدي أدفع كل هالمبالغ للحكومة؟".
في هذا السياق، يقول ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة في غرفة التجارة والصناعة بغزة، "إن المواطن الغزي كان بالأمس في ظل الانقسام يدفع الترخيص لمركبته الديزل 3000شيكل، وكانت الأوضاع الاقتصادية صعبة في ظل حصار قسم ظهر المواطن، لكن اليوم وبعدما تشكلت حكومة الوفاق تأمل المواطن أن يُخفف عنه العبء"، مشيرًا إلى تعديلات أجريت على ملفات كثيرة كان من بينها ترخيص المركبات.
وأكد، أن من ضمن التعديلات والإجراءات كان ملف ترخيص مركبات الديزل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح الطباع، أنه تلقى الكثير من الوعود حول هذا الموضوع والعمل عليه وحله من جذوره، والمساواة بين المواطنين في شطري الوطن، إلا أن الحكومة ما زالت تماطل بتنفيذ تلك الوعود تحت ذرائع عدة.
وتابع: "أن ما تقوم به الحكومة في قطاع غزة ما هو إلا جباية من المواطن، لدفع رواتب لـ 45 ألف من موظفيها".
وحث الطباع، حكومة غزة على تخفيض ترخيص مركبات الديزل، حتى يتسنى للكثير من المركبات غير المرخصة للسائقين فرصة الترخيص، وبالتالي "تزداد الإيرادات" لديها بدون إثقال كاهل السائق.
وامتدت النقاشات والاعتراضات تلك إلى الفضاء الأزرق، إذ دشن الطباع على صفحته في "فيسبوك" حملة الكترونية، لتهيئة الرأي العام لتلك القضية، مغردًا بهاشتاق #توحيد_رقمين.
ويبدو أن، الطباع لم يكتفِ بذلك، بل قام بالإعلان على موقعه في "فيسبوك" عن وقفة احتجاجية، سيعلن عنها في وقت قريب لحل تلك الأزمة، والتي يعاني منها القطاع منذ تولي حكومة الوفاق مهامها.