غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "أخذوا الجثث وجعلوها فوق بعضها وأحرقوها".. مجزرة دير ياسين بلسان مرتكبيها

شمس نيوز/القدس المحتلة

على رغم من مرور 69 عامًا على مجزرة دير ياسين التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية التي راح ضحيتها أكثر من 200 فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء، لاتزال ذكرها ماثلة في ذاكرة الفلسطينيين وكذلك في وجدان مرتكبيها.

إذ يروي يهوشع زتلر، قائد "عملية" دير ياسين من منظمة "ليحي" الصهيونية بعضًا من تفاصيلها قائلًا:"ركضوا كالقطط... لن أقول لك إننا كنا هناك بقفازات من حرير. منزل إثر منزل... ندخل مع مادة متفجرة، فيما هم يهربون... تفجير وإلى الأمام، ثم تفجير وإلى الأمام... في غضون ساعات، نصف القرية لم تعد موجودة".

.لكنه ينفي في ذات الوقت أن يكون رجاله ارتكبوا مجزرة في القرية الواقعة غربي القدس، ويضيف مستدركًا :"كانت هناك بضعة أخطاء من جماعتنا. وأنا غضبت مما فعلوه. فقد أخذوا جثث القتلى وجعلوها فوق بعضها البعض وأحرقوها. كانت الرائحة كريهة. هذا ليس بسيطًا".

وتأتي شهادة زتلر ضمن فيلم وثائقي للمخرجة الإسرائيلية نيتع شوشاني للتحقيق حول المذبحة.

وقد عملت شوشاني على جمع إفادات عدد من الأشخاص الذين عايشوا تلك المجزرة، إضافة إلى وثائق أخرى حولها تمكنت من وضع اليد عليها، بالرغم من رفض الحكومة والقضاء الإسرائيليين فتح الأرشيف الرسمي أمامها بذريعة أن من شأن ذلك أن "يمس بعلاقات الدولة الخارجية وبشرف الموتى".

ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، في عددها الصادر أمس الجمعة، بعضًا من الوثائق والإفادات التي تضمنها الفيلم المقرر عرضه اليوم في إطار ما يعرف بـ"مهرجان القدس.

ويعرض الفيلم رسالة عُثر عليها في أرشيف منظمة "ليحي" كتبها أحد مقاتليها جاء فيها: "منظمتنا نفذت يوم الجمعة الماضي، بالتعاون مع إيتسل، عملية احتلال ضخمة لقرية عربية على طريق القدس ــ تل أبيب ــ دير ياسين. أنا شاركت في هذه العملية بشكل نشط جداً".

ويصف عضو "ليحي" دوره في المجزرة كاتباً: "قتلت في القرية العربية مسلحًا أطلق النار عليّ، وفتاتين ابنتي 16-17 عاماً ساعدتا مطلق النار. أوقفتهما إلى الحائط وأطلقت عليهما صليتين". ثم يضيف واصفًا حول أعمال السلب والنهب التي نفذها هو ورفاقه: "صادرنا الكثير من المال والمجوهرات التي وقعت في أيدينا... كانت هذه عملية هائلة حقاً، وليس صدفةً أن اليسار يشهّر بنا مرة أخرى".

وفي شهادة أخرى، يرويها المقدم في الاحتياط، مردخاي جيحون، الذي توفي قبل عام، وفي حينه كان ضابط استخبارات في الـ"هاغاناه": "كان هذا إحساسًا واضحًا بالقتل. كان يصعب تفسيره بأنه تم في ظل الدفاع عن النفس. انطباعي كان أنه يتجه بقدر أكبر نحو المذبحة أكثر من أي شيء آخر".

ويروي آخر وهو يائير تسبان، أحد الأعضاء في منظمة "جدناع" في حينه (كتائب الشبيبة) كيف تم إرساله مع رفاقه لدفن جثث القتلى على عجل: "كانت هناك خشية من أن يصل الصليب الأحمر في أي لحظة. كان ينبغي طمس الآثار لأن نشر الصور والشهادات عمّا يحصل في القرية كان من شأنه أن يضر جداً بصورة حربنا التحريرية".

 يضيف تسبان: "رأيت عددًا كبيرًا من الجثث. لا أذكر أني رأيت جثة رجل مقاتل. ولا بأي حال. أتذكر أساسًا نساءً وشيوخًا". ينفي تسبان ادعاءات بعض المشاركين في المذبحة بأن القتلى أُصيبوا في تبادل إطلاق نار، مؤكداً أنه رأى الناس وقد أُطلقت عليهم النار في ظهورهم: "شيخ وامرأة يجلسان في زاوية الغرفة ووجههما على الحائط وإصابتهما من الخلف".

وفي سياق إنتاجها الوثائقي، تروي شوشاني أنها سعت للحصول على صور تاريخية عن المذبحة، فاكتشفت أنه لا يوجد أي صور منشورة لها. ورداً على طلبها، حرر لها الجيش الإسرائيلي من أرشيفه صوراً لمقاتلين شاركوا في المجزرة، لكن من دون أي صورة للقتلى الفلسطينيين الذين قضوا فيها. وأثناء بحثها العبثي عن صوَر، تعرفت إلى شرغا بيلد، الذي كان ضابط استخبارات في الـ"هاغاناه" خلال فترة المجزرة. وروى لها أنه أُرسل بعد المجزرة إلى القرية مع كاميرا ليوثق ما حصل: "عندما وصلت إلى دير ياسين، كان أول شيء رأيته شجرة كبيرة محترقة رُبط عليها شاب عربي. لقد ربطوه وأحرقوه مع الشجرة. لقد صورت هذا".

ويؤكد أنه صوّر أيضًا عشرات القتلى الآخرين الذين تم تجميعهم في محجر قرب القرية، وسلّم شريط الصور للمسؤولين عنه، لكنه منذئذ لم يرَ هذه الصور.