شمس نيوز/ خاص
كان لعائلة قصي العمور (17 عامًا) من بلدة تقوع جنوب شرق محافظة بيت لحم، أن تنتظر نتيجة ابنها في الثانوية العامة التي أعلنت قبل أيام، لكن قصي قرر أن ينال شهادة أعظم، وأن يُخلّد اسمه في صفحات "الانجاز".
قصى الذي تقدم لدراسة الثانوية العامة-الفرع العلمي- في بداية العام ليكمل مسيرة حياته في التفوق، ارتقى شهيدًا صباح يوم 16-1-2017، بعد أن اخترقت ٦ رصاصات جسده خلال مواجهات اندلعت مع جنود الاحتلال في بلدته.
"السلام على الشهداء مرآة الجنة، نعم أنا من وطن نصفه شهيد ونصف لاجئ والباقي ينتظر.. أراك يا قصي تجلس على كتف السماء وتبتسم"، تقول والدته في يوم إعلان نتائج الثانوية العامة.
وتضيف، مستذكرة فلذة كبدها قصي، "أدى صلاة العصر في المنزل، وشرب كأس ماء، ثم ودع أفراد عائلته وغادر".
وتتابع في نقل ما دار من حديث بينه وبين عائلته قبيل رحيله: "يما شهيد بإذن الله".
وما زال اسم قصي حاضرًا في مدرسته بين أصدقائه، ويوم إعلان النتائج كان بيته عامرًا بالأحبة، فزاره نائب وزير التربية والتعليم في المحافظة ومدير ومعلمي مدرسته ورئيس بلدية تقوع.
حلم قصي، كان دراسة العسكرية في الجزائر، يوم أفصح عن ذلك عارضه في ذلك الوقت زوج اخته، مستذكرًا حديثه له: "اقعد فسيسجنك الاحتلال"، فرد قصي: "من قال بأني سأسجن، أنا شهيد إن شاء الله".
"تقوع" وبعد يومين من استشهاد الشاب محمد جبرين، قررت نزع ثوب الحزن، بانتصار، بعد أن حصدت المركز الأول والثامن على مستوى فلسطين في الفرع الأدبي بنتائج الثانوية العامة.
ونال قصي ما تمنى رغم أنه كان له أمنية بالتفوق، لكن بلدته "تقوع" تكرمه بحصول طالبتين على أعلى الدرجات في الوطن.
وحصلت الطالبتين خلود خالد محمد عبد الخليل (صباح) والطالبة سحر عادل أنور الخطيب، على المركز الثاني والثامن على مستوى فلسطين في امتحانات الثانوية العامة عن الفرع الأدبي، لتضيفا مزيدًا من الفخر لبلدة تقوع، التي تتعرض لهجمة شرسة وممنهجة من قبل جيش الاحتلال، الذي يتعمد اعتقال وقتل طلبة مدارسها.