شمس نيوز/تمام محسن
تصوير/حسن الجدي
يختفي داخل ورشته الفنيّة الصغيرة في مدينة غزّة، لساعات تحيطه قطع "الخردة"، علب الألوان وأدوات التشكيل، وفي رأسه صورة متخيلة لمجسّم أحرف اللغة العربيّة، ذو رونق جمالي.
منذ نحو العامين، بدأ الفنان الفلسطيني شريف سرحان (40 عامًا)، في تجميع مخلفات البيئة والحرب، ليجعل منهما عملًا فنيًا يدهش كل من يشاهده، منطلقًا من دوره كفنان في الحفاظ على البيئة.
ويقول لـ"شمس نيوز": "منذ سنوات كنت أفكر كيف أستخدم مواد خامة مختلفة في الأعمال الفنية، فأسست لمشروع تحويل مخلفات البيئة والحرب لتكوين عمل فني في الفضاء العام"، يقول إنه الأول من نوعه في القطاع.
يستخدم سرحان في عمله "خردة إعادة تجميع" مخلّفات المعادن كالألومينيوم والحديد والخشب وأوراق الجرائد، التي لا تشكل عبئًا على البيئة؛ نظرًا لعدم وجود الماكينات والمعدّات الخاصّة لإعادة تدويرها والاستفادة منها، ويقول " قررت تشكيل أعمالي الفنية بحيث نساعد في تخفيف الخردة في السوق الموجود بكميات مهولة".
وكغيره من فناني قطاع غزة، يبحث سرحان عن "هوية خاصة" تميزهم في عالم الفن، فعمدوا إلى استخدام وسائط جديد في أعمالهم كشمع العسل والألمنيوم وبقايا ورق الإسمنت، وتعكس كل مادة دلالة خاصة بحسب طبيعة العمل.
يوضح سرحان أن مشروع "خردة إعادة تجميع" والمقرر عرضه مع نهاية العام الجاري، هو جزء من عمل فني أضخم يحمل عنوان "حروف ومدينة" بدأه قبل ثمانية أعوام ويركز على استخدام الحروف العربية بمفهوم مختلف.
وبالإضافة إلى، تجسيد الحروف العربية في صورتها الأصيلة قبل 1400 عام، يعكس العمل في مجمله اكتظاظ قطاع غزة الذي يقطنه نحو 2 مليون نسمة، ويقول سرحان: "ترتبط الفكرة بالاكتظاظ ويعد قطاع غزة رمزًا لهذه الحالة".
ويؤمن سرحان، أن أصوات الناس تتحول إلى حروف تحلق في السماء، "تخيلي كم من الحروف في سماء غزة؟" يقول متسائلًا.
في العام 2015، أنشأ معرضًا له في مدينة رام الله حمل اسم المشروع نفسه ولاقى إعجاب الكثيرين من زوّاره، كما شارك أيضًا في إنشاء "منارة غزّة" من مخلّفات البيئة، بالتعاون مع العديد من الفنّانين المساعدين والمهندسين.