قائمة الموقع

خبر سننهار اذا لم تتم الوحدة ..!!

2017-07-18T07:04:53+03:00

بقلم / أكرم عطا الله

ماذا تعني الكتابة أمام مشهد التدهور الحاصل والتغول الاسرائيلي المجرد من كل أوراق التوت في عربدته التي تندفع بلا كوابح ضد حقوقنا، فالكتابة لا تسمن ولا تغني من جوع الشعب لوحدة مزقها الصراع على السلطة بين الفلسطينين، ولا تستطيع الكتابة وقف عدوان يومي يتجسد بكل ما يملك من قوة وغطرسة ضد الضفة والقطاع والقدس.

لكن الكتابة على الأقل تسجل أمام من سيوثقون تاريخ هذه المرحلة العصية من تاريخ شعبنا أن هناك من بُحّت أقلامهم وهم يناجون نور الوحدة وسط ظلام الانقسام وأن هناك من قالو مراراً أن الوحدة هي السلاح الأبرز لمواجهة التغول الحاصل والذي يستمد جزء من قوته من هذا الضعف الذي يعتري الفلسطينين المشغولون بحروبهم على الحكم.

بالأمس كانت اسرائيل تكمل حلقات السيطرة على قدس أقداسنا وقد اتخذت قرارين هما الأخطر في تاريخ المدينة، فقد وضعت بوابات حديدية والكترونية للأقصى ليصبح في قفص داخل السجن المدجج بالجيوش أما القرار الثاني وهو مصادقة اللجنة الوزارية على عدم تقسيم القدس أي أنها القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل.

ردود الفعل الفلسطينية الباهتة على العدوان الجديد الميداني والسياسي على القدس والأقصى تعكس حالتنا المرضية وتغلغل سرطان الانقسام داخل الجسد الفلسطيني وانعدام مناعته بشكل كبير ففي السابق كان أقل اجراء اسرائيلي في القدس مدعاة لاندفاعة وطنية وشعبية هائلة تضع الاقليم والعالم واسرائيل أمام الارادة الفلسطينية الصلبة وتدفع اسرائيل للتراجع تحت ضغوطات الميدان وضغوطات العالم الذي كان شديد الخوف من انفجارات بركانية في المنطقة لكن بات من الواضح أننا لم نعد نصدر سوى نواح خافت لا يليق بثورة ولا بشعب ولا بتاريخ انكتب بحبر الشهداء.

ان القوى والفصائل الفلسطينية التي صنعت كل هذا التاريخ المجيد وبأقل الامكانيات تبدو الآن عاجزة عندما يتعلق الأمر بالانقسام والاستيطان وتنكشف أكثر عندما تصل سكين الذبح الى القدس، وهي تضع نفسها في دائرة الاتهام ربما دون أن تدري لأن كل الفلسطينين يحملونها مسئولية ما يحدث بسبب تفتيتها للنظام السياسي وتحطيم وحدة الفلسطينين وتآكل ارادتهم الوطنية الى درجة اللامبالاة تجاه المشروع الوطني والعربدة الاسرائيلية وهي مشغولة تراقب بعضها وتسعى بكل ما تملك من قوة لاضعاف بعضها.

صحيح أن الفصائل لا تستطيع مواجهة الترسانة الاسرائيلية وصحيح أن الفصائل لا تستطيع وقف الزحف الاستيطاني، وصحيح أن الفصائل لا تستطيع تحرير القدس اذ بات المشهد أمامنا مكشوفاً الى حد بعيد ولا يمكن تغطيته بالشعارات وتحميل المسئوليات، لكنها تستطيع صناعة وحدة موقف ووحدة مؤسسة ووحدة حال تقنع المواطن بأنها فعلت ما باستطاعتها ولكن الأمر أكبر من قدراتها فعلى الأقل تخفف وطأة اتهامها بالمسئولية من هذا الخراب القائم.

بامكان الفلسطيني موحداً أن يفعل الكثير، فهذا الشعب العظيم واجه العالم بقلب الطاولة في وجه الجميع أكثر من مرة ودفع هذا القدر من التضحيات بسخاء شديد قادر هذه المرة على مفاجأتنا من جديد فهو يمتلك مخزون هائل من الارادة الكفيلة باهتزاز الأرض فهو لم ييأس على امتداد تاريخه الطويل رغم وعورة الدرب واشتداد الظلام في كل مرة كان يستولد الأمل من أطفاله الذين يرضعون حليب الكرامة في طفولتهم.

هل الأمر مختلف هذه المرة لأن الارادة الفلسطينية تصطدم بالحكم الفلسطيني؟ وما بين ارادة شعبية تحتقن قهرا وتسعى للتغير الثوري وحكم يسعى لتثبيت الوضع الراهن نبقى أمام معادلة بالغة التعقيد وتجربة لم يمر فيها الفلسطيني سابقاً.

ففي الانتفاضة الأولى كانت الارادة تندفع بغير حساب وتقود نفسها باقتدار مدهش وفي الانتفاضة الثانية كانت الارادة الفلسطينية في حالة تكامل وانسجام مع القيادة الفلسطينية ممثلة بالزعيم التاريخي ياسر عرفات الذي ألهب الرأي العام الذي كان جاهزاً للفعل، أما الآن فان ارادة الانقسام في حالة تعارض شديد مع الارادة الشعبية اذا ما أعلنت التمرد ضد اسرائيل،

كل طرف من أطراف الحكم في الضفة وغزة بات يخشى من الشارع خوفاً من الآخر الفلسطيني وهنا أزمة علينا تدارسها من جديد حتى نخرج من هذا المأزق والا على الأقصى وكل شيء السلام، انها الوحدة فقط الكفيلة بوقف هذا الانهيار..!!

المقال يعبر عن رأي كاتبه

نقلا عن نبأ برس

اخبار ذات صلة