غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر قوة الارادة تهزم ارادة القوة...!!

بقلم / أكرم عطا الله

النهاية الطبيعية لمعركة الارادة كان لابد وأن تنتهي بهزيمة اسرائيل فعندما نحى المقدسيون السلاح جانباً وتقابلت الارادتان الفلسطينية والاسرائيلية وجهاً لوجه كان لابد وأن تهزم الأخيرة لأن الارادة الفلسطينية لديها من فائض الصمود والتحدي ما يجعلها قادرة على الاستمرار بمعركتها حتى النهاية التي تريد ولأنها أيضاً ليس لديها خيارات سوى النصر أو النصر فالهزيمة في معركة القدس كانت تعني هزيمة للتاريخ الكفاحي المتوارث وهزيمة للمستقبل الفلسطيني الذي تنتظره معارك قادمة.

تجربة التاريخ الفلسطيني تثبت ما يستحق قراءته لاستخلاص العبر والاستفادة من الامكانيات الفلسطينية فالتجربة تقول أن جميع المعارك التي استخدم فيها الشعب الفلسطيني والجماهير الفلسطينية في مواجهة اسرائيل جعلت هذه الدولة تجثو على ركبتيها ولكن المعارك التي تم تحييد الجماهير وسحبها جانباً وخاضت الفصائل المسلحة وحدها أو السياسيون المعركة لم تنتصر ألا يستحق هذا أن نشتق منه ما يشكل برنامج عمل ؟

الشعوب تستفيد من تجارب الاخرين ومشكلة اذا لم نستفيد من تجربتنا الماثلة أمامنا كيف انهزم الجيش الاسرائيلي أمام أطفال الحجارة قبل أكثر من ربع قرن وكيف ينهزم أمام أهل القدس الأبطال الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء اعتصاماً ومواجهات في كافة المحاور، وبالمقارنة ففي المفاوضات لم نحقق ما نريد عندما انزوت الجماهير جانباً وتكفلت المجموعة السياسية بتحقيق الاستقلال على طاولة مسلح فيها الاسرائيلي بكل امكانياته أمام فقر الفلسطيني، ولم نحقق الانتصار عندما انزوت الجماهير جانباً واحتكرت الأجنحة العسكرية المسلحة المواجهة مع جيش اسرائيل.

ليس من الضروري التذكير بما كتب سابقاً عن تقرير المؤسسة العسكرية لقدرتها على مواجهة الفلسطينين والتي وضعت تصورها أمام المؤسسة السياسية والذي تلخص باستعدادها للمواجهة في شتى الحروب والمجالات ولكن ما لا يستطيع التعامل معه هو ربيعاً فلسطينياً يتمثل بزحف آلاف الفلسطينين حينها سيكون الجيش عاجزاً عن التصرف، هم قالوا لنا ذلك ودلونا على ممكنات قوتنا التي نجح بها أهل القدس وأخفقنا جميعاً في قراءتها ولازلنا نصر على استعمال أدواتنا القديمة التي حقق فيها الاسرائيلي الانتصار سواء المفاوضات أو المواجهة المسلحة فكيف سنقنع نحن والمقدسيون الفصائل والنظام السياسي بأن لديها من الامكانيات ما يُركّع اسرائيل لكن هذه الامكانيات ليست موجودة داخلها بل في بحر الجماهير الذي اذا ما أحسن استخدامه سيقدم النموذج.

حتى لا نظلم الفصائل فقد كانت جميعها على قلب رجل مقدسي واحد قرر أن لا تمر البوابات وفيما كان الفعل في الضفة الغربية يتدحرج نحو سيناريو يشكل كابوساً لاسرائيل وهو سيناريو الانتفاضة الشعبية الواسعة في كل المدن "لاحظوا فقط يحسبون حساباً للشعب أما دون ذلك هم مطمئنون لقوتهم"، وزاد الضغط الاسرائيلي عندما تلقى معلومات عن توجهات حركة فتح وتحضيراتها لتحريك الشارع بعد أن تبنى الرئيس أبو مازن الموقف رسمياً بالمواجهة في سابقة أشعلت الأضواء الحمر لدى تل أبيب فقد كان الموقف الرسمي هذه المرة يتكيء على المقدسين طليعة المعركة واحتياطي الشعب المنتشر في كل المدن هذا الانسجام بين القيادة والشعب كان لابد وأن يجعل اسرائيل تعيد حساباتها.

الرئيس هذه المرة قرر أن المعركة بنفسه مستنداً للارادة الشعبية وبعد شعوره بالخذلان العربي والاسلامي عندما تعلق الأمر بالقدس وتجاهل القيادة الفلسطينية في مفاوضات الحل والنزول عن الشجرة وكأن الفلسطيني لا علاقة له بالقدس وهو ما أثار الفلسطيني الى الحد الذي بدت في المواجهة مكشوفة دون حسابات الربح والخسارة، فقط كانت حسابات الوجود الفلسطيني في القدس هي الأولوية القائمة.

اسرائيل منذ الأمس بدأت باعادة الوضع الى ما قبل الرابع عشر من يوليو معلنة هزيمتها دون ورقة توت تغطيها وبات واضحاً أنها تبحث عن مبرر لتلك الهزيمة التي كان مبررها الوحيد هو فشلها في قراءة الشعب الفلسطيني وعربدتها الزائدة لكن هذه المرة كأنها ضبطت الرئيس أبو مازن متلبساً لتبدأ الصحف الاسرائيلية بتسريب التهديدات ضده وبأن اسرائيل تعد سلسلة عقوبات ضد الرئيس الفلسطيني.

التهديدات جديدة والفلسطينيون مدعوون للتوحد وعدم ترك الرئيس وحيداً عندما يتعلق الأمر بانتقام اسرائيل، مدعوون لتنحية خلافاتهم جانباً والرئيس هنا مدعو للملمة كل هذا التشرذم تحت قيادته وهذا بات ملحا لمواجهة اسرائيل موحدين فالأمر لم يعد يحتمل ترف الصراع الداخلي، بروفة القدس كانت هامة لكن خلفها معركة أخرى ستحدد اِن كنا ننهزم أم ننتصر وببساطة سننهزم ونحن مشتتين..!!

المقال يهبر عن رأي كاتبه

نقلا عن نبأ برس

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".