شمس نيوز/ توفيق المصري
تُسارع أم توفيق الجاجة بعد مناداة زوجها لها بتقصي أحوال مطبخها، إلى تفقد إسطوانة الغاز بمنزلها في حي الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة، خشية حدوث تسرب منها.
تعود أم توفيق لزوجها وقد هدأت قليلًا، بعد أن تغلغل إلى فكرها أنها ربما بعد لحظات ستفقد هي وأسرتها الحياة، نتيجة استنشاقهم رائحة الغاز.
تقول أم توفيق لـ"شمس نيوز"، التي تعاني من صعوبة في التنفس "باستمرار وشبه يومي كلما هبت الرياح الغربية سارعنا إلى تفقد بيتنا مما إذا كانت الرائحة نتيجة تسرب من اسطوانة الغاز في مطبخنا".
ويضيف زوجها الحاج أبو توفيق إلى حديثها، أنهم يشتمون رائحة الغاز منذ شهر تقريبًا، مضيفًا "كنا نظن أن هذه الرائحة، بسبب توقف مواتير تصريف مياه الصرف الصحي عن العمل، لعدم توفر السولار اللازم لتشغيلها، لكن كل من أتى لزيارتنا، سألنا عن رائحة الغاز".
ويشير الحاج أبو توفيق لـ"شمس نيوز" إلىى الأوقات التي تظهر فيها رائحة الغاز، قائلاً "في التاسعة ليلاً، تهب الرائحة.. ومع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة وحاجتنا للهواء، أصبحنا غير قادرين على إغلاق النوافذ أمام الرائحة".
ويتابع، أنهم منزعجون من رائحة الغاز المنتشرة في الأجواء، والتي يجبروا على استنشاقها في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة.
إلى جانب معاناة عائلة الجاجة، قابل معد التقرير حالات أخرى تشتكي هي الأخرى من استنشاقها لرائحة غاز.
محمد السقا (35 عامًا) الذي يقطن في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، يتخوف على أطفاله الثلاثة، نتيجة رائحة الغاز المنتشرة.
يقول محمد لـ"شمس نيوز"، وهو لا يعرف إلى أي الجهات يوجه شكواه، "منذ 6 أشهر ونحن نشتم رائحة غاز، بشكل متقطع، وفي ساعات المساء تظهر بالأغلب".
ويتابع، "عندما تقوم بفتح كبسولة الدواء، الرائحة التي نشتمها قريبة منها تمامًا"، مشيرًا إلى أنها قريبة أيضًا من رائحة الغاز.
ويضيف "الرائحة مزعجة، خصوصًا أنها في ساعات المساء ومع موعد خلودنا للنوم.. وكان لدينا احتمال بأن هذه الرائحة ربما تكون إثر رش أحدهم للحشائش بأدوية، خصوصًا وأن جانب منزلنا نادي، لكن تبين أنها ليست منه".
وينوه محمد إلى، أنه ورغم كل محاولاته، لم يعرف من أين مصدرها ومن المتسبب فيها، هل البلديات أم الاحتلال أو صناعات محلية؟ مشددًا أن أغلب جيرانه يشتكوا من المشكلة نفسها، وأنه سمع شكاوى من أناس في مناطق أخرى.
وبالانتقال لمنطقة أخرى، فابنة مدينة رفح جنوب قطاع غزة ألاء حجازي، تشتكي هي الأخرى من استنشاقها المستمر لرائحة قريبة للغاز.
تقول ألاء لـ"شمس نيوز"، "أتمنى بأن يتم معرفة أسباب هذه الرائحة؛ لتتطمأن قلوبنا".
أما هديل فكانت تظن أن الرائحة التي تشمها في خان يونس- حيث سكنها وزوجها-، أنها بمنطقتها فقط.
تفاجأت هديل مشعل، بعد زيارتها لبيت عائلتها في منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة، أن نفس الرائحة موجودة بل أقوى وأشد، فتساءلت عن هذه الرائحة، وتنتظر الاجابة؟.
غير معروفة**
وعلى خطٍ متصل، نفى مدير عام حماية البيئة المهندس بهاء الدين الأغا، علمه بالموضوع، وقال "بعد تواصلي مع زملاء لي وسؤالي حول ما إذا كانت هناك رائحة في أجواء قطاع غزة، تبين فعلًا ما نقلته شمس نيوز من انتشار لرائحة غاز".
وأضاف الأغا خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أنه وفي الأيام القليلة القادمة سيتم معرفة أسباب هذه الرائحة، من خلال فحوصات ستجريها سلطة جودة البيئة للهواء، وأنه سيتم إصدار ما يلزم من بيانات ومعلومات للجمهور.
وأوضح، أن أجواء قطاع غزة "غير ملوثة بحسب المعايير العالمية لتلوث الهواء"، مضيفًا "المشكلة الوحيدة التي تحدث بالهواء في قطاع غزة، هي من الوقود، وعادة ما تكون في مناطق المفترقات والأماكن التي تكتظ بالمولدات الكهربائية".
وأكد الأغا، أنه وبعد اتصالنا به وسؤاله لزملاء له، بأن العديد أكدوا له ما نقلته "شمس نيوز"، وأنه سيتم العمل خلال هذا الاسبوع للكشف عن أسباب تلوث الهواء.