شمس نيوز/ تمام محسن
لم تعد تحركات حماس على رقعة السياسة تدهش المواطن الفلسطيني إلى حدٍ بعيد، ففي الوقت الذي تعصف بها الأزمات من كل صوب، صار ضروريًا البحث عن مخرج وإن كان عبر "تحالفات الأعداء".
بعد إعلانها عن "تفاهمات" مع القيادي المفصول من حركة فتح، النائب محمد دحلان، والذي يبدو أنها لم تقنع كافة كوادر الحركة، توجه قبل أيام وفد من حماس في الضفة الغربية يرأسه نصر الدين الشاعر لزيارة رئيس السلطة محمود عباس.
وعلى الرغم، من تأكيدات مسئولين في الحركة بأن زيارة الوفد "مبادرة شخصية"، وأنها لا تحمل طابعًا سياسيًا، تشير تقديرات مراقبين إلى أن كوادر حماس في الضفة غير راضية عن تفاهمات القاهرة-دحلان-حماس.
**لم تصل لرؤية
وفي سياق ذلك، قال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في تصريحات صحافية، إنه لا يوجد أي "حراك حقيقي يدل على وجود تغير في المواقف من قبل السلطة الفلسطينية والرئيس عباس".
وأوضح، أن الزيارة محاولات قامت بها شخصيات مستقلة ووطنية لتقريب وجهات النظر، غير أنها "لم تصل إلى بلورة رؤية معينة يجتمع عليها الجميع لإحداث اختراق في الواقع المؤلم، بعد العقوبات التي فرضت على غزة".
**للفت الانتباه !
ويرى المحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو، أن زيارة وفد من حماس تؤكد عدم رضا كوادر الحركة في الضفة عن تفاهمات حماس ودحلان، قائلًا: إن زيارة الوفد كانت بمثابة إلقاء حجر في المياه الراكدة للفت الانتباه، لذلك تداركت قيادة حماس في غزة الأمر وطرحت مبادرتها للمصالحة.
وأشار في اتصال هاتفي مع "شمس نيوز" إلى، أن "حماس الضفة" تعتزم المصالحة مع عباس، وتوافقت معه على الكثير من الملفات لقطع الطريق على تفاهمات حماس غزة-دحلان-القاهرة.
وفي أعقاب الزيارة، طرحت حركة حماس مبادرة "النقاط السبع" لإتمام المصالحة الفلسطينية، والتي وصفتها حركة فتح بـ"التعجيزية"، فيما يبدو أن الطرفين دخلا "دوامة جديدة من المناكفات"، بحسب المحلل سويرجو.
وتضمنت مبادرة حماس الأخيرة: تجميد اللجنة الإدارية فور استلام حكومة الوفاق الوطني لمسؤولياتها كافة في قطاع غزة، واستيعاب الموظفين الذين على رأس عملهم، الإلغاء الفوري لكل الإجراءات التي فرضتها السلطة على غزة مؤخرًا.
**لجس نبض..
بالإضافة إلى، الشروع الفوري في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني بالتوافق، والذهاب لانتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني وعقد اجتماع فوري للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
ويخالف المحلل السياسي فهمي شراب سابقه، ويرى أن كوادر حماس في الضفة لا تستطيع أن تخطو بعيدًا، أي خارج سياق ما تقرره القيادة بغزة؛ وذلك لأن مركزية الحركة في جغرافية قطاع غزة.
ويرى شراب، أن زيارة الوفد لعباس تأتي في محاولة لجس النبض إذا كان هناك تغير في موقف الأخير إزاء الحركة، ويشير إلى أن طرح مبادرة السبع نقاط هي "ذر الرماد في العيون وتسكين الرأي العام".
وأكد في حديث لـ"شمس نيوز"، على الرغم من أن المبادرة مكررة ولم تحمل جديد، لكنها جاءت في وقت يشهد الشارع الفلسطيني "حالة غليان" ضد المتسببين في الانقسام.
هل تعتزم حماس التصالح مع عباس أو المضي في تفاهماتها مع دحلان؟
يرى شراب، أن حماس ماضية في تفاهماتها مع تيار دحلان، مشيرًا إلى أنها أدرجت تفاهماتها مع تيار فتح الإصلاحي كبند، حتى في تفاهماتها مع أبو مازن.
ويدعم رأيه بالقول، إن "عباس قادر على توفير مظلة شرعية للحركة لكنه غير قادر على مساعدة حماس في الخروج من مأزقها ولا يملك الإرادة الحقيقية لذلك".
ويضيف، "على عكس تيار دحلان الذي ينوي العودة إلى غزة ومعظم مكوناته من غزة، بالإضافة إلى تعاون مسبق جرى بين الجانبين على حل بعض الأزمات وبالتالي هناك تقارب مجتمعي وشخصي مع دحلان أكثر منه بين حماس وعباس".