غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر كاتب إسرائيلي: عريقات يحاربنا ويطلب منا إنقاذ حياته

الكاتب/كلمن ليبسكند

صحيفة "معاريف" العبرية

النقاش الذي ثار هنا في الأسبوع الماضي في مسألة إذا كان ينبغي السماح لمسؤول السلطة الفلسطينية صائب عريقات، أن يجتاز عندنا زراعة رئة، لا يزال نقاشا مبدئيا مهما، ولا سيما لأن عريقات ليس المسؤول الفلسطيني الأول (وينبغي الافتراض بأنه لن يكون الأخير أيضا)، الذي بيد واحدة يحاربنا وباليد الثانية يطلب منا إنقاذه.

من أجل البحث في الوضوع بجدية، يجب أن نضع جانباً قبل كل شيء الادعاء بالعنصرية، الذي سبق أن طرح في الأسبوع الماضي. فهذا ادعاء هراء. لحقيقة أن عريقات عربيّ ليس هناك وزن في هذا النقاش. فمواطنو إسرائيل العرب يوجدون في الموقف ذاته من ناحية الجهاز الصحي الإسرائيلي الذي يوجد فيه مواطنو إسرائيل اليهود. هكذا كان، هكذا في الحاضر وهكذا ينبغي أن يكون.

من أجل البحث في الموضوع بجدية ينبغي أن يزيح عن هذا النقاش ادعاء غير وارد آخر: الادعاء الذي يقول أن الإنسان ملزم بأن ينقذ حياة إنسان آخر حياته في خطر، سواء كان حبيبه أم مخربا ارتكب لتوه عملية. هذا الادعاء وارد في حالة يكون فيها الجريح ملقى على الأرضية أمام قدميك وإذا لم تعالجه هنا والآن فسيموت. وهو غير وارد في حالة عريقات الذي يحتاج إلى الزراعة، يمكن أن يجتازها في ألف مكان في أرجاء العالم ولسبب ما يختار بالذات الدولة التي يوجد معها في علاقات حرب.

قبل بضع سنوات توج واحد من مواقع الانترنت الذي عني بالعلاجات التي تمنحها إسرائيل لأقرباء المسؤولين في حماس هذا النقاش بعنوان: "الإنسانية قبل الخصومة". وبالفعل هذه ليست "إنسانية"، بل اضطراب نفسيّ. هذه ليست مجرد "خصومة"، لأن الصراع المضرج بالدماء بيننا وبين الفلسطينيين، ليس سباق تل أبيب.

يكفي أن نرى أي خدمات تلقتها في السنوات الأخيرة في إسرائيل عائلة اسماعيل هنية، رئيس وزراء حماس في غزة سابقا، كي نفهم كم جن جنوننا: ابنته أدخلت إلى مستشفى اخيلوف، حفيدته تلقت علاجا في شنايدر. شقيقته دخلت إلينا مع زوجها كي يتلقى هذا مساعدة طبية في بيلنسون.

دولة إسرائيل كما يبدو، تتعاطى مع حربنا مع الفلسطينيين بشكل عام ومع حماس بشكل خاص كلعبة. على الملعب نتطلع للنصر، ومع الخروج من الملعب نتصافح. إذن صحيح أن هنية يبعث برجاله لإطلاق الصواريخ علينا، لحفر الأنفاق نحونا ولخطف جنودنا، وصحيح أن مقاتليه يسعون لقتلنا بقدر ما يستطيعون، وصحيح أن المنظمة تتطلع لإبادتنا، ولكن إذا كان ممكنا مساعدتهم على الطريق، فلم لا؟

عودة إلى عريقات. هو مؤيد لمقاطعة إسرائيل، أي المستشفى الذي قد يزرع أطباؤه فيه له رئة. لقد أطلق في حينه رسالة عناق لمخطط قتل الوزير رحبعام زئيفي، وصفه «حبيبنا» واستهل معه الحديث بـ»اكتب اليك، أخي العزيز، كي اعرب عن أشجع مشاعر التضامن والأخوة». وقد كان برغياً مهما في نشر فرية الدم التي اتهمت إسرائيل بارتكاب مذبحة جنين في حملة السور الواقي. وبين هذا وذاك، أجرى زيارة مواساة لعائلة مخرب ارتكب عملية إطلاق النار ضد جنود الجيش الإسرائيلي. وكل الوقت يعمل تحت حكم فلسطيني يدفع رواتب شهرية للمخربين، ممن كل ما هو مطلوب منهم ليتلقوا هذا المال هو قتل اليهود. أتريدون أن نجسد هذا بشكل أكثر تلوينا؟ إذا كان الطبيب الذي سيزرع الرئة لعريقات سيقتل في عملية دهس بعد أن ينهي ورديته، فإن حكومة عريقات ستدفع للقاتل راتباً على ما ارتكبه من فعل. اذن صحيح أن وزارة الصحة أوضحت بأن عريقات لا يوجد في قائمة الانتظار العادية لمواطني إسرائيل، وان عليه أن يوفر عدة شروط كي يحصل في إسرائيل على عضو من متبرع إسرائيلي، ولكن كل هذا ليس مهما. المهم هو الموضوع المبدئي.

كل من يدعو إلينا كل هؤلاء الأعداء- هؤلاء الذين في كل يوم هم مسؤولون بشكل مباشر وغير مباشر عن قتل اليهود-كي يعرضوا عليهم مساعدة طبية، ليس سوى مجنون. احد ما هناك فوق يجب أن يوقف هذا الجنون، ومن الافضل ساعةً ابكر.