قائمة الموقع

خبر كان المجلس الوطني الفلسطيني حلًا!

2017-08-10T09:02:09+03:00

بقلم: صابر عارف

 قبل أسابيع وأثناء التقارب الحمساوي الدحلاني الذي تم في القاهرة، أي بمباركة قد ترتقي لمستوى الرعاية المصرية التي أثارت القلق والفزع العباسي تحدثت العديد من الاطراف والمصادر الفلسطينية عن سعي عباسي لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني للاستقواء به على التحالف الحمساوي الدحلاني وإمكانية استخدام هذا التحالف المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تسيطر عليه وعلى رئاسته حركة حماس.

 في الصراع الداخلي المحتدم بين عباس من جهة وكل من حماس ودحلان وجماعته من جهة أخرى. وللتخلص من ياسر عبد ربه الذي نزع منه عباس أمانة سر اللجنة التنفيذية وأودعها عند صائب عريقات.

وهذه الأيام يثار مجددًا الجدل حول انعقاد المجلس، حتى وصل الأمر بالبعض غير الرسمي لتحديد يومي ٦و٧ الشهر القادم موعدا لانعقاد الدورة وحدد مكانها في رام الله في مواجهة. من يدعون لعقده بالخارج لإتاحة الفرصة لمشاركة الجميع وخاصة المعارضين للسلطة وسياسات أوسلو والمعارضين لانعقاده في ظل الاحتلال كمؤتمر حركة فتح الاخير السابع. وأفاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، أن هناك تحضيرات ومشاورات تجري لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بين الفصائل الفلسطينية لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني خلال شهر أيلول القادم، وفي حال عقدت الشهر القادم فسوف تكون كما قال، جلسة عادية وبإمكان كافة الفصائل الفلسطينية المشاركة فيها بما في ذلك حماس والجهاد.

 

 حتى اللحظة لم تتأكد معطيات غير الرسميين بالانعقاد، فلم توجه الدعوات ومصادر رئاسة المجلس ترفض الحديث في الموضوع وإن كانت أقرب إلى النفي منها للإثبات، وأعتقد بأننا لسنا أمام الانعقاد الشهر القادم، فلا يوجد عند قيادة الأمر الواقع  أي جديد يمكن أن تعرضه على المجتمعين في المجلس الوطني، وأقصى ما تفكر  وتحلم به هو أن تحظى بالدعم وتجديد الثقة بها من قبل المجلس في زمن يتراجع رصيدها الشعبي والكلي بشكل متزايد وبتسارع، ومن الواضح أن عُزلة الرئيس الفلسطيني وسُلطته في رام الله في ازدياد بسبب حالة الجُمود السياسي والدبلوماسي التي تعيشها، وتقدّم الرئيس في السن، وتراجع حالته الصحيّة، وغِياب الحِراك الدبلوماسي على الصعيدين العربي والدولي، واتخاذ قرارات غير صائبة، وأبرزها قطع رواتب عشرات الآلاف من المُوظّفين .

 كما لا يوجد عند قيادة الأمر الواقع أي رؤية سياسية جديدة أو أي رغبة حقيقية في التغيير، كما كان عليه الحال قبل عام عندما فكرت بالتخلص من ياسر عبد ربه وآخرون، فلم يعد المذكور يشكل أي مشكلة لهم بعد أن تم احتوائه تمامًا وصمت صمت القبور، خاص وأنه على نفس الأرضية السياسية!

 

صحيح أن الرئيس عباس حَظي بزيارةٍ نادرةٍ من قبل العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إلى مقرّه في مدينة رام الله أمس (الإثنين) واستغرقت قمة المأزومين عدّة ساعات، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي الأردني إثر مقتل أردنيين على يد حارس السفارة الاسرائيلية وسط السفارة في قلب العاصمة الأردنية عمان والطريقة المهينة التي تعامل بها رأس الكيان الصهيوني نتنياهو مع الأردن حكومة وشعبًا وملكًا. وكما يعتقد الملك واهمًا بأنه قد يحقق غرضه من الزيارة قد يعتقد محمود عباس بأنه لم يعد بحاجة لانعقاد المجلس الوطني للاستقواء به، لتجاوزه بالدعم الذي اظهره له ولقيادته الملك عبد الله ما كانت قد قدمته الرباعية العربية ممثلة بمصر والسعودية والامارات والاردن لخصمه الدحلان من دعم واضح في وقت سابق من بداية العام الحالي عندما اهتزت مواقع عباس وعقد مؤتمر حركة فتح السابع.

أقول بأن عباس لم يعد راغبًا كثيرًا بعقد المجلس الوطني _ مع أنه يتمناه لتجديد البيعة والشرعية الزائفتين ويتمناه عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة _ خشية من المشاكل التي قد تثار في وجهه من بعض الفصائل كالشعبية مثلًا ومن العديد من المستقلين الذين سيطالبون بالتغيير والتجديد في هيئات منظمة التحرير، وفي إعادة صياغة برنامجها وخطها السياسي بعد التخلص من أوسلو وسياساته وكل ما ترتب عليه من هيئات ومؤسسات وهمية إلا المؤسسات الأمنية التي أسسها دايتون الأمريكي ويرعاها المحتل الصهيوني.

فيما مضى وعندما كانت هناك إمكانية لإنقاذ ما يمكن  إنقاذه من الوضع الفلسطيني الممزق والمنهار بإعادة الحيوية لمؤسسات المنظمة وتجديدها كان  انعقاد المجلس الوطني ضرورة وطنية خالصة وملحة، أما اليوم وبعد ما وصلت الأمور الى ما وصلت اليه من انقسام حاد شامل وخاصة الانقسام حول عقده من عدمه، فلم يعد للانعقاد أي مبرر وطني وتحديدًا إذا أصر المتنفذون على عقده في رام الله، والحل والبديل الوطني هو ما يتجاوز هذه المؤسسات الميتة بحوار وطني جديد وبمفهوم جديد لبناء ما هو جديد من نظام سياسي إلى برنامج واستراتيجية جديدة الى قيادات ومؤسسات وهيئات جديدة .

 

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"

 

اخبار ذات صلة