شمس نيوز/ خاص
كثرت في الفترة الأخيرة تصريحات قيادة حركة حماس التي يمكن وصفها بـ "الإيجابية"، حول نيتها حل "اللجنة الحكومية الإدارية" التي شكلتها أخيرًا، والتي تقول إنها لسد الفراغ الذي خلفه تخلي حكومة التوافق الوطني عن أداء مهامها في القطاع.
وكانت آخر التصريحات، ما قاله رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار، خلال اجتماع أمس مع عدد من الكتّاب والمحللين السياسيين، إن "حل اللجنة الإدارية هو أسهل قرار يمكن أن تتخذه حركة حماس، لو اقتنعنا إننا لن نعود إلى الحلقة المفرغة التي يدخلنا بها الرئيس محمود عباس".
وسبق ذلك، أن أكد القيادي في حركة حماس خليل الحية، استعداد حركته حل اللجنة "فورًا "بعد تحمل حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها تجاه القطاع، مشيرًا إلى عدم وجود ضمانات من الحكومة قبل أن يتم حل اللجنة الإدارية في غزة.
رهنت حركة حماس - من خلال تصريحات مسؤوليها - حلّ اللجنة الإدارية بشرط تولي حكومة التوافق مهامها في غزة، فيما تشترط الأخيرة أيضاً حل اللجنة قبل تولي الحكومة مهامها في القطاع.
وتثير تصريحات الطرفين تساؤلاً حول مدى جدية تطبيقها فعلياً على أرض الواقع في الفترة الراهنة، خاصة أن الغزيين ينتظرون بشغفٍ أي حلول لأوضاعهم المعيشية المتردية.
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، يرى أن السنوار، في تصريحه الأخير، أرسل لرئيس السلطة محمود عباس من خلال قيادات فتحاوية وازنة، رسائل مفادها "إذا وافق أبو مازن على إنهاء العقوبات ضد غزة، سيكون قرار حل اللجنة الإدارية جاهز فوراً".
وقال الدجني خلال حديثه مع "شمس نيوز": "ما سبق يدلل على أن اللجنة الإدارية ليست عقبة، وحماس تدرك أن عباس يناور في مسألة اللجنة، ويريد أن يدور في حلقة مفرغة وهي غير جاهزة لها".
ويرى أنه في حال "صدقت نوايا أبو مازن في مسألة وجود ضمانات، لن تكون اللجنة هي العقبة"، وفق تعبيره، منوهاً إلى أن اللجنة موجودة من فترة قصير وعمر الانقسام أكبر منه.
**يراوح مكانه
بينما يعتقد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله، أن الحالة السياسية القائمة لا تزال تراوح مكانها في ظل تبادل التصريحات بين الطرفين (حماس والسلطة).
وقال عطاالله في حديثه مع "شمس نيوز": "لا زال كلٍ من الطرفين ينزع مبررات للآخر، دون الوصول لأي حلول حتى اللحظة"، مستبعداً حلحلة الأوضاع في الوقت الراهن".
ورأى أن إيجاد حلول فعلية على أرض الواقع سيأخذ وقتاً طويلاً، متوقعاً أن يبقى الحال على ما هو عليه الآن.
وطالب عطاالله، بضرورة أن يدرك الجميع أن الوضع في غزة لا يحتمل مزيداً من إهدار الوقت، لاسيما أن الفلسطينيين أمضوا كثيراً من الوقت في صراعاتهم الداخلية.
***لن يستجيب لغزة
أما الكاتب فهمي شراب، يرى أن أبو مازن "غير مستعد؛ للتقدم نحو غزة"، واصفاً إياه بـأنه "موظف لدى الأمم المتحدة وأمريكا ويطبق صفقة القرن وهو مكبل بديونه ويريد التخفيف من الأحمال الثقيلة وتقليص عدد الموظفين، وهو ما تساوق مع رغبة الاتحاد الأوروبي"، وفق تعبيره.
واستبعد أن تتم المصالحة بين الطرفين، قائلاً "هناك قناعة أنه من الصعب إتمام المصالحة، وأبو مازن لا ينوي التصالح معها".
**تفاهمات القاهرة
وقال شرّاب "على حماس المضي قدماً في التفاهمات الحاصلة في مصر، وإن كانت بطيئة، لكنها ستؤدي إلى حل كثير من الأزمات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني"، معتبراً ان مصر هي البديل والخيار المطروح المحدود لدى حماس.
وبالعودة إلى الدجني، قال إن هناك توجهات حقيقية (لدى حماس) بضرورة حل أزمات غزة، من خلال عدم إقصاء أي طرف، نظراً لإدراك الجميع خطورة المرحلة الراهنة.
وتوقع أن تكون تفاهمات القاهرة والتي تطرأ على المشهد حالياً، هي البديل لحل أزمات غزة، وذلك من خلال البدء بشكل عملي في تطبيقها خلال الأسابيع القليلة القادمة.