شمس نيوز/ترجمة خاصة
يثير انتشار قوات تنظيم حزب الله اللبناني على الحدود مع "اسرائيل" في هضبة الجولان، وإقامة ميناء عسكري إيراني سوري، قلق الأوساط الأمنية الإسرائيلية.
إذ وصفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، في مقالها حول انتهاء زيارة وفد أمني اسرائيلي رفيع إلى الولايات المتحدة، الوضع في المنطقة الشمالية بـ "الكئيب".
وقالت الصحيفة: "إسرائيل قلقة؛ قدمنا معلومات مثيرة للقلق وواضحة جدًا، لكن الأمريكيون ليس لديهم رؤية واضحة، وبالنسبة لهم كل شيء مفتوح، ولنا الحق بالدفاع عن أنفسنا!".
وأضافت، أنه في ختام زيارة الوفد الأمني لواشنطن، رفضت الولايات المتحدة الالتزام باتفاق ينص على إنهاء القتال في سوريا يتضمن شرطًا بإجلاء القوات العسكرية الإيرانية المنتشرة في أراضيها.
وضم الوفد رئيس الموساد يوسي كوهين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال هرتسي هليفي، رئيس قسم استخبارات الموساد السابق، السفير الاسرائيلي رون ديرمر ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي ايتان بن دافيد.
واستغرقت الزيارة عدة أيام عقد خلالها لقاءات مع رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأعضاء مجلس الأمن القومي وممثل الرئيس ترامب في الشرق الأوسط.
وقال مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات، إن "الوفد الإسرائيلي قدم معلومات استخباراتية حساسة وموثوق بها ومزعجة للغاية" تدعمها وثائق وصور تظهر طبيعة الانتشار الإيراني المتنامي في سوريا التي تشهد "حربًا أهلية" صعبة منذ عدة سنوات.
وبحسب الصحيفة الاسرائيلية، فقد قُدمت المواد إلى الأمريكيين استعدادًا للتسوية المتوقعة بين واشنطن وموسكو، التي من المفترض أن تضع حدًا للقتال في سوريا، حيث سجلت المخابرات الإسرائيلية انخفاضًا كبيرًا في عدد الإصابات وضعف في قوة "الحركات الجهادية"، بما في ذلك "داعش" وجبهة النصرة. وهذا الوضع يشير إلى "اتفاق متوقع قريبًا".
ووصف الطرفان المحادثات بينهما، بأنها كانت "مفصلة جدا ومهنية"، ومع ذلك، هناك قلق كبير في "إسرائيل"، لأن الأميركيين لم يلتزموا، كجزء من اتفاق في سوريا، بأن الولايات المتحدة سوف تطالب بإجلاء القوات الإيرانية وحزب الله، الحلفاء القدامى للأسد، حسب يديعوت.
تخشى "إسرائيل" أن تستغل إيران وحزب الله الوضع لتحويل سوريا إلى منطقة عسكرية معادية لها، والقلق الرئيسي هو نشر قوات إيرانية ومن حزب الله في الجولان السوري، على الحدود مع مرتفعات فلسطين المحتلة، بهدف فتح جبهة جديدة مع "إسرائيل" حال اندلاع حرب شاملة.
التقييم الأمني في "اسرائيل" بحسب الصحيفة، هو أنه إذا فتحت الجبهة مرة أخرى في الشمال، فإنها ستشمل سوريا ولبنان معا، بالتعاون مع القوات الإيرانية.
وتابعت الصحيفة بالقول، إن مصدر القلق الرئيسي "لإسرائيل" أنه نظرًا للمشاكل الداخلية الأمريكية، والأزمة مع كوريا الشمالية، فقد قررت الولايات المتحدة عدم القيام بالكثير من "فرد العضلات" في سوريا وتركتها تنهار تحت رحمة روسيا، ايران، وحزب الله اللبناني.
كما وكشفت الصحيفة الاسرائيلية بأن "إسرائيل" تعتزم إرسال وفد مماثل إلى الكرملين في محاولة للتأثير على الرئيس بوتين لمنع التوسع الإيراني في سوريا.
وتضم القوة العسكرية الإيرانية المنتشرة في جميع أنحاء سوريا نحو 500 جندي ايراني وحوالي خمسة آلاف مقاتل من حزب الله وعدد قليل من آلاف المقاتلين الشيعة الذين وصلوا من أفغانستان وباكستان والعراق. وتعمل القوات حاليًا كجزء من سلاح خاص أنشأه الحرس الثوري للعمل في سوريا. وهذا التشكيل يخضع لقيادة فيلق القدس، الذراع الخارجي للحرس الثوري برئاسة قاسم سليماني، والذي يقضي معظم وقته في سوريا، ويعتبر تعميق التدخل الإيراني مهمة مركزية في سوريا حاليًا، فيما بدأ بمشروع خاص وهو بناء قاعدة عسكرية لإيران وحزب الله في ميناء طرطوس، حسب يديعوت.
وترى "إسرائيل" أن هذه القوات ستتعزز بشكل كبير إذا لم تفعل القوى العظمى شيئًا لإنهاء الوجود الإيراني في سوريا وأن حزب الله بدأ بالفعل في انشاء بنية تحتية لجمع المعلومات الاستخباراتية في مرتفعات الجولان. وقالت مصادر إسرائيلية في مؤخرًأ أن "إسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها في أي حال من الأحوال".