قائمة الموقع

خبر 48 عامًا على احراق المسجد الأقصى ولا زالت نيران التطرف تلتف حوله

2017-08-21T06:56:53+03:00

شمس نيوز/ القدس المحتلة

يصادف، اليوم الاثنين، الذكرى الثامنة والأربعين لإحراق المسجد الأقصى المبارك، على يد المتطرف اليهودي مايكل دينس روهن، والذي أقدم على إحراق المسجد في الحادي والعشرين من آب عام 1969.

وفي ذلك اليوم، أشعل روهن النار في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى، ما أدى إلى وصول النيران إلى كامل محتويات الجناح، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة.

ومن ضمن المعالم التي تضررت بفعل النيران أيضًا، مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى مدينة القدس وفتحها، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.

كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

واستطاع المواطنون إنقاذ ما تبقى في المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل، وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ الأقصى، رغم محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعها من ذلك، وقطعها المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمَّدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر؛ حتى لا تشارك في إطفاء الحريق.

وأثار إحراق المسجد الأقصى ردود فعل كبيرة عند العرب والمسلمين، حيث أدى في اليوم التالي للحريق آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، واشتعلت المظاهرات بالمدينة المقدسة، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب، وإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية.

ومن بين ردود الفعل، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 271 لعام 1969 بتاريخ 15 سبتمبر والذي أدان "إسرائيل" لحرق المسجد الأقصى في يوم 21 أغسطس من سنة 1969، ودعا إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري.

"إسرائيل" وبعد إلقائها القبض على الجاني الاسترالي الجنسية والقادم الى فلسطين باسم السياحة، وجدت له مبررا "الجنون"، ليسافر إلى مسقط رأسه استراليا، بعد أن مكث فترة قصيرة في مستشفى للأمراض النفسية قرب عكا.

وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية إزالة آثار الحريق التي تعرض له المسجد الأقصى وترميمه وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبي، من خلال فريقها الفني المتكامل الذي بدأ عمله مطلع 1970.

وبعد مرور 48 عاماً على إحراق المسجد الأقصى، لا تزال حكومة الاحتلال الاسرائيلي تواصل ممارساتها الرامية لتهويد المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، فتارة تطلق المستوطنين لاقتحامه ، وتارة اخرى تحاول عرقلة زيارة المسلمين لمسجدهم ، فضلًا عن محاولات تغيير وتزييف التاريخ.

وفي الرابع عشر من الشهر الماضي، استغلت "إسرائيل" اشتباك مسلح وقع داخل الأقصى بين ثلاثة فلسطينيين وجنود الاحتلال، أدى إلى استشهاد الفلسطينيين الثلاثة ومقتل جنديين، استغلت الحادثة لتمرير اجراءات جديدة وتغيير الواقع بالمسجد، فأغلقته لأول مرة منذ عام 1969.

وبعد الاغلاق، قامت سلطات الاحتلال بتركيب بوابات الكترونية لتفتيش المسلمين على بوابات الأقصى وقامت بتركيب أعمدة نصبت عليها كاميرات مراقبة، ما أدى إلى أحداث حالة رفض عند المسلمين في كل العالم.

وعلى إثر هذه الاجراءات الجديدة رفض الفلسطينيون الدخول إلى الأقصى من خلال الخضوع لإجراءات الاحتلال، واقاموا صلاتهم لأسبوعين على التوالي على بوابات المسجد الأقصى، واندلعت مواجهات في الأراضي الفلسطينية، أدت بالنهاية لانتصار المقدسيين ، وإزالة الاحتلال لكل إجراءاته.

وفي الذكرى 48 لاحراق المسجد، قالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس، إن إحراق المسجد الأقصى كان البداية لمخطط شامل لتهويد المسجد والاستيلاء الكامل عليه لتتبين خيوط المؤامرة.

اليوم ومع بقاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية واحاطة التطرف للمسجد الأقصى واستمرار المؤامرة ، تبقى الحاجة الملحة حسب مراقبون للشأن الفلسطيني إلى اعادة الوحدة الوطنية وانهاء الصفحة السوداء من تاريخ القضية الفلسطينية، لتعاد البوصلة إلى اتجاها الحقيقي، وهو القدس والأراضي الفلسطينية المسلوبة.

اخبار ذات صلة