قائمة الموقع

خبر موسكو.. القدس وطهران.. لحظة الحقيقة

2017-08-23T06:53:57+03:00

بقلم: ايال زيسر

إن اللقاء بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدًا في منتجع الرئيس الروسي في سوتشي، يمكن أن يكون اللقاء الأهم من بين اللقاءات التي قاما بإجرائها منذ بداية تدخل روسيا في الحرب الأهلية السورية قبل أكثر من سنة. هذا التدخل العسكري الذي حول روسيا الى جارة إسرائيل الشمالية، أثار في البداية تخوفًا من حدوث احتكاكات وربما مواجهة بين سلاح الجو الروسي والأسطول الروسي اللذين يعملان بدون إزعاج من أحد وبلا قيود في داخل سوريا وبين إسرائيل التي أرادت الحفاظ على حرية العمل في السماء السورية.

إن تصادم كهذا بين تركيا وموسكو، بعد إسقاط الطائرة القتالية الروسية من قبل الأتراك في تشرين الثاني 2015 أدت إلى حدوث آزمة خطيرة في العلاقة بين الدولتين، وأجبرت أردوغان على تقديم الاعتذار لروسيا. ولكن في حالة إسرائيل فقد منعت المحادثات، وربما الكيمياء الشخصية بين بوتين ونتنياهو، الاحتكاك والمواجهة المحتملة بين الدولتين. ومكنت الجانبان من مواصلة طريقهما. روسيا قامت بقصف المتمردين في أرجاء سوريا، ودمرتهم وأنقذت نظام بشار الأسد من السقوط المؤكد. في حين استمرت إسرائيل في مهاجمة قوافل السلاح بدون إزعاج، التي كانت في طريقها عبر الأراضي السورية من طهران إلى حزب الله.

المشكلة هي أن التفاهمات بين نتنياهو وبوتين كانت جيدة في حينها. على الارض، في سوريا نفسها، الوقائع تتغير بسرعة. الحرب في الدولة تقترب من نهايتها، كما يبدو، قبل المتوقع، مع بقاء بشار على كرسيه واسرائيل في ورطة، حول ما هو متوقع من الرئيس السوري عند انتهاء الحرب. هل سيكون هو نفس الرئيس الذي أرادت أن توقع معه على اتفاق سلام مقابل هضبة الجولان، وأن تفصله عن إيران وحزب الله؟

إجابة جزئية جاءت في خطاب بشار الأسد في يوم الأحد الماضي في دمشق، حيث أعلن بشار أن الحرب تقترب من نهايتها، وأكد لمستمعيه بأن سوريا قد صمدت في المعركة على الرغم من أنها فقدت أفضل أبنائها، وأن انتصارها جاء بفضل روسيا، وفي الأساس إيران وحزب الله، الذين ستسجل أعمالهم من أجل سوريا في صفحات التاريخ.

في الحقيقة، عندما ستنتهي الحرب في سوريا فإن المنتصر سيكون بوتين الذي وضع كل ثقله، وبالأساس ثقل روسيا، من أجل إنقاذ بشار الأسد. ولكن كان هناك لاعبون مركزيون هم إيران وحزب الله الذين حاربوا جنبًا الى جنب مع روسيا وفي المقابل حصلوا منها على موطئ قدم في سوريا.

في الأسابيع الأخيرة تعمل إسرائيل على ضمان أن اتفاقات وقف إطلاق النار بمبادرة روسيا، ستبعد إيران وحزب الله عن الحدود الإسرائيلية السورية، ولن تسمح لإيران بإمكانية إقامة قواعد عسكرية في سوريا أو منشآت يمكن من خلالها تهديد إسرائيل. روسيا مستعدة للإصغاء إلى إسرائيل، فهي غير معادية لها مثلما كان الأمر في السابق، لكن يوجد لموسكو مصالح في سوريا. وحسب رأيها فإن إسرائيل مطلوب منها أن تتعلم العيش مع إيران وحزب الله، اللتان هما حليفتان حيويتان لموسكو في المنطقة.

لقد نسيت روسيا كما يبدو كيف ردوا بغضب على الأنباء التي تقول إن الولايات المتحدة تنوي نشر قواتها في دول البلطيق، في بولندا أو في دول وسط آسيا. ولكن ما هو مسموح لها ممنوع، كما يبدو، على دولة صغيرة.

إن اللقاء بين نتنياهو وبوتين هام أيضًا بسبب غياب اللاعب الأمريكي. يتبين أنه لا يوجد فرق بين إدارة براك أوباما وبين إدارة دونالد ترامب في كل ما يتعلق بالقرار البارد، وحتى الساخر، الذي يقضي بترك المتمردين في سوريا لمصيرهم والتركيز على أهداف أثمن وأسهل، مثل تصفية داعش.

من الافضل لإسرائيل أن تبلور سياسة تتعلق بما يجري في سوريا، وبالأساس أن تضع خطوط حمراء، الأمر الذي امتنعت عن القيام به خلال سنوات الحرب، حيث أن أمنها في ظل إيران ليس بالإمكان أن تضعه في أيدي بوتين أو في أيدي ترامب.

 

عن صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية

اخبار ذات صلة