قائمة الموقع

خبر إسرائيل.. ودرس كوريا الشمالية

2017-09-06T06:05:24+03:00

بقلم: أريئيل كبيري

كوريا الشمالية حصلت بالقوة على عضوية "غير مرغوب فيها" في النادي النووي العالمي. هل هناك سبب للقلق؟ هل نحن أمام حرب نووية؟ هناك شك كبير في ذلك. كوريا الشمالية أثبتت قدرة على أن تضرب بمساعدة السلاح النووي التجمعات السكانية في الشاطئ الغربي للولايات المتحدة، وكذلك أيضًا التجمعات السكانية الكبيرة في اليابان وروسيا والصين. كل مبادرة أولى ضد نظام كوريا الشمالية التي كان يمكن الحديث عنها بمستوى 15 ألف فوهة مدفعية موجهة نحو سيئول، أو عن بضع قنابل نووية بدون أجهزة إطلاق عابرة للقارات، سقطت الآن عن الأجندة. النظام حظي بحصانة ضد تغييره بالقوة من قبل دولة عظمى أجنبية.

هل يجب علينا أن نتوقع حدوث عملية جماعية باسم مجلس الأمن؟ حيث أن الصين وروسيا اللتان حتى الآن قامتا بالدفاع عن نظام كوريا الشمالية، تحولتا إلى دولتان مهددتان ليس أقل من الولايات المتحدة. والإجابة على ذلك ترتبط برغبة الصين وروسيا في مواصلة دعم نظام كوريا الشمالية لأسباب تتعلق بالهيمنة الامريكية في شرق آسيا. هذه الهيمنة ستزداد بشكل كبير إذا اتحدت الكوريتان. وإذا قررت روسيا والصين رغم ذلك أن ترفعا دعمهما عن كوريا الشمالية، عندها سيكون التهديد على الحاكم المستبد من الداخل (لأن جنرالاته ربما يقررون أن الامر سيكون أفضل بالنسبة لهم من دونه). في سيناريو الصراع الداخلي على الحكم فإن الخطر من حرب نووية أقل من سيناريو يتضمن مواجهة مباشرة بين دول عظمى نووية.

هل يمكن توقع عملية هجومية أحادية الجانب، كما ادّعى محللون، أن الرئيس ترامب يمكن أن يأمر بها؟ هناك طريقة جيدة لتقدير الخطوط السياسية التي ستأخذها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا والصين في الحسبان، تتعلق بثمن الخطأ المحتمل للاعبين المختلفين. كل دولة عظمى تسأل نفسها – ماذا لو اخطأت؟ كم سيكلفني ذلك؟ القرارات السياسية سيتم اتخاذها بدرجة كبيرة على ضوء هذه الإجابة. إذا كانت تكلفة خطأ استراتيجي محتمل منخفضة، فعندها يحتمل أن يجذب الهجوم بعض متخذي القرارات، لكن عندما نتحدث عن أنظمة سلاح لا يمكن الدفاع امامها مثل السلاح النووي، فان تكلفة الخطأ الاستراتيجي المحتمل هي تكلفة باهظة جدًا. في وضع كهذا يفضل متخذو القرارات الاعتماد على ردع الخصم وليس على مهاجمته. وعلى أبعد تقدير، يمكن توقع وضع انظمة دفاعية مضادة للصواريخ، التي تفيد بالأساس في تهدئة الجمهور الواسع، حيث أنه لا يمكن أن نرفع الخطر بصورة كاملة، الذي يواجه سكان المدن الكبرى، من التعرض لحرارة 5 آلاف درجة مئوية.

في المدى القريب يمكن الافتراض أن الدول العظمى، بما في ذلك دولة كوريا الشمالية التي هي الدولة العظمى الجديدة، ستتصرف مثل البشر الذين يسيرون حفاة على قشر البيض، ببطء وحذر. كوريا الشمالية ستكون أكثر هدوءًا لأنها حصلت على بوليصة تأمين عسكرية شاملة ضد كل عدو خارجي، والدول العظمى الاخرى واللاعبين الاقليميين سيكونون أكثر هدوءًا لأنهم سيرغبون في منع كل تصعيد ممكن. هذا التحليل المعقول سيعتبر صحيحًا في الفترة القريبة إذا كان تقدير كوريا الجنوبية عن كشف استعداد كوريا الشمالية لإجراء تجربة نووية اخرى، ليس صحيحًا فقط، بل تجسد فعليًا. تجربة أخرى، كما هو مفهوم ليست مطلوبة لإظهار قدرات كوريا الشمالية الجديدة، ستشكل تحديا جديا للدول العظمى، ومن شأنها أن تؤدي إلى ضغط جماهيري على متخذي القرارات بأن يستخدموا القوة.

إذا كان التصرف يخبرنا عن الشخصية وعن المصالح، فان تصرف كوريا الشمالية يشير إلى أنها دولة عظمى للوضع الراهن، أي دولة تقدر ما يوجد لديها أكثر من تقديرها لما هو ليس لديها. إن سلوك كوريا الشمالية في الآونة الاخيرة أوصلها الى هدفها الاستراتيجي – الحصول على بوليصة تأمين عسكرية للنظام ضد أي عدو خارجي. إيران في المقابل هي قصة أخرى. إن سلوكها ونشاطاتها في ارجاء الشرق الاوسط تظهر أن إيران هي دولة عظمى اصلاحية، أي دولة تقدر أكثر ما ليس لديها على ما هو لديها. إذا كان خلافا للمأمول لم يمنع الاتفاق النووي حصولها على السلاح النووي، عندها فان صافرات الهدوء تقتضي أن يتم استبدالها بصافرات انذار.

 

عن صحيفة "إسرائيل اليوم"

اخبار ذات صلة