شمس نيوز/ منى الأميطل
يشهد السوق الاقتصادي العالمي تراجعًا وتأرجحًا بسعر الدولار أمام العملات الرئيسية، وفي ظل الأزمات المتلاحقة التي تفتك بقطاع غزة، شكل تواصل تهاوي العملة الأمريكية أمام الشيقل الإسرائيلي ضربة قاسية للموظفين الذين يتلقون رواتبهم بالعملة الخضراء، وأصحاب العقارات.
فالموظفة سماح عاطف والتي تتلقى راتبها بالدولار، تقول لـ "شمس نيوز"، "إن انخفاض الدولار أثر بشكل كبير على فئة كبيرة من المواطنين، جراء خسارتهم جزء كبير عند تحويلهم لعملة الشيقل".
وتضيف، "أنا شخصيًا عند تحويل راتبي إلى الشيقل تبلغ خسارتي حوالي 200شيقل، فلولا هبوط الدولار كان من الممكن استغلال هذا الفرق لسد إحدى احتياجاتي الأساسية".
وتتمنى سماح، أن يتم تثبيت سعر صرف الدولار من قبل المؤسسات الخاصة حتي لا يؤثر انخفاضه على الموظف.
توافقها في الرأي والمشكلة، الموظفة آية حسن، وتوضح بأنها تتابع بحذر أسعار العملات يوميًا لمراقبة سعر الصرف، حيث هبوط العملة الأمريكية يؤدي لخسارتها جزء من راتبها".
وتقول: "في الوقت الحالي ومع غلاء الأسعار لا أستطيع تلبية كافة متطلبات الحياة ودفع الاقساط الشهرية، وخاصة مع انخفاض الدولار وتبلغ خسارتي مع هذا الهبوط ما يزيد عن 300شيقل".
أما أصحاب الأملاك الذين يأجرون عقاراتهم، لهم نصيب من أزمة هبوط الدولار، حيث أعرب أبو محمد صاحب عقار، عن استيائه من انخفاض الدولار كونه يتلقى المبالغ المالية من المستأجرين بالدولار الأمريكي.
في السياق ذاته، أرجع المحلل الاقتصادي سمير أبو مدللة، انخفاض سعر صرف الدولار إلى عدم وضوح الرؤية السياسية للولايات المتحدة الأمريكية.
في كل المجالات يوجد مستفيد ومتضرر، وقال "إن المتضررين من تراجع الدولار هم السلطة الفلسطينية، كونها تتلقى المساعدات الخارجية بعملة الدولار وتحولها إلي الشيقل، كذلك وسيؤثر بشكل سلبي على من يتقاضون رواتبهم بالشيقل حسب الدولار، إلى جانب من يتقاضون رواتبهم بالدولار من موظفي المؤسسات الدولية"، مشيرا إلى أن حوالي 25% من موظفي القطاع الخاص والأهلي والمؤسسات الأجنبية يتلقون رواتبهم بالدولار الأمريكي.
وأضاف أبو مدللة، "بينما المستفيدين من هبوط الدولار هم التجار المستوردون للبضائع من الخارج، مما يعزز أرباحهم كونهم يشترون بالدولار ويبيعون بالشيقل ، وأيضا المواطنين الذين يلجأون للدولار لسداد قروض.
ونوه إلى، أن هبوط الدولار يجب أن يرافقه انخفاض بالأسعار المحلية.
وتوقع أبو مدللة، عدم استمرار العملة الخضراء في الهبوط أكثر من ذلك، وهو هبوط مؤقت حيث سيبقى بحدود 3.56 شيقل، حيث ستسعى الولايات المتحدة لمعالجة الوضع، وفق تقديراته.
وتجدر الإشارة إلى، أنه منذ كانون الأول الماضي فقدت العملة نحو 10 في المئة من قيمتها، رغم رفع سعر الفائدة بربع نقطة مئوية.
ويرجع المحللون الهبوط الأخير في سعر صرف الدولار إلى تحول المضاربين في سوق العملات إلى اليورو متشجعين بسياسة البنك المركزي الأوروبي.
إلا أن آخرين يرون أن عوامل ضعف الدولار هيكلية، ولا تتعلق فقط بالمخاوف من تأثير الأعاصير على الاقتصاد أو من التوتر النووي مع كوريا الشمالية.
ومع الضبابية التي تحيط بمستقبل تشكيل الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي يصعب على المستثمرين توقع اتجاه السياسة النقدية للولايات المتحدة.
وهناك عامل آخر يدفع الكثيرين لتوقع استمرار عاصفة هبوط سعر صرف الدولار ويتعلق بالاقتصاد الأميركي وفرص النمو فيه.