شمس نيوز/ القدس المحتلة
أعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي ، الخميس الماضي، انتهاء أكبر مناورة عسكرية لها منذ 20 عامًا والتي امتدت على مدار أسبوعين، حاكت من خلالها اجراء مواجهة عسكرية موسعة مع حزب الله .
المناورة والتدريبات العسكرية شهدت على القدرات الدفاعية والقصف النيران المكثف والاستخبارات والمناورة على مختلف الجبهات بالتوازي في وقت واحد ولفترة زمنية طويلة، كما اشتملت المناورات على تدريب لكيفية مواجهة اختراق حزب الله للحدود الشمالية، ونقل المعركة إلى داخل الأراضي اللبنانية وإخلاء المستوطنات من عشرات الآلاف من السكان.
في ذات السياق، لخص المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" الهدف من المناورة العسكرية التي أجراها الجيش الإسرائيلي، والتي وصفت بأنها الأولى من نوعها منذ العام 1998، بأنها تهدف إلى فحص وتنظيم عمل القيادات على مستوى فوق الفرق، وهو الجانب الذي فشل فيه الجيش في الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان في صيف العام 2006.
وركزت المناورة ، على أنه في حال اندلاع الحرب مستقبلا مع حزب الله في لبنان، فإن التعليمات لقادة الفرق والألوية ينبغي أن تكون واضحة، وسيكون عليهم الوصول إلى الأهداف التي وضعت أمامهم في عمق الأراضي اللبنانية في الموعد المحدد، وضرب وحدات حزب الله وممتلكاته في هذه المناطق، والعمل على تقليص إطلاق الصواريخ باتجاه "إسرائيل".
وعلى مستوى قيادة هيئة الأركان، فسوف يكون المطلوب من الجيش توفير حماية فعالة من إمكانية تحقيق حزب لله لـ"إنجاز إدراكي" (يرتسم في الوعي) مثل توجيه الضربة الأولى المفاجئة، وفي الوقت نفسه يوجه الجيش ضربة عسكرية ضخمة في الأراضي اللبنانية تعتمد على معلومات استخبارية دقيقة، وخلال وقت قصير يستعد لإرسال قوات برية ضخمة للمناورة في الأراضي اللبنانية.
ويضيف هرئيل، أن هذه الأمور يجب أن تحصل من خلال الحفاظ على شرعية للقيام بالعملية العسكرية، من خلال دعم شعبي محلي، وتفهم دولي معين للاعتبارات الإسرائيلية، على الأقل، بينما يعمل الجيش على تقليص أمد الحرب من أجل التخفيف عن الجبهة الداخلية، والسعي إلى وضع إنجازات عملانية جدية، في نهاية الحرب، بيد المستوى السياسي بحيث يتاح له ترجمتها في بلورة واقع سياسي مريح ولأمد بعيد.
ويستدرك بالقول، إن كل ذلك لا يعني القضاء على حزب الله في نهاية الحرب، مثلما يتشدق بعض الوزراء في المجلس الوزاري المصغر، ولكن عندما يدرس الجيش المعارك الأخيرة، وبالرغم من الإخفاقات الواضحة في الحرب على لبنان، و"خيبة الأمل الجزئية" في الحرب على غزة في صيف العام 2014، فإنه يكتشف أنه ساد واقع أمني مستقر نسبيا، مع الأخذ بالحسبان التوقعات المحدودة التي تتيحها المنطقة.
أما بالنسبة للتوقعات الاستخبارية فإنها لا تزال كما هي، فميزان القدرات الإستراتيجية لإسرائيل، بحسبه، مقابل "أعدائها" قد تحسن لصالحها. ومقابل ذلك، فقد تقلصت هوامش الأمن، حيث أن الواقع الإقليمي غير مستقر لدرجة تصاعد مخاطر تدهور حدث تكتيكي محلي على كل الجبهات.
إلى ذلك، يشير المحلل العسكري إلى أن إيران ترسخ نفوذها في سورية، بينما يسهم الدور الأميركي في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، في الموصل والرقة، في مساعدة إيران على تحقيق طموحها في "إنشاء تواصل بري يمتد من طهران مرورا ببغداد ودمشق، وانتهاء ببيروت".
ويضيف أن هذه النجاحات ما كانت ستتحقق بدون المساعدة الروسية، حيث أن روسيا استثمرت نحو 5 مليار دولار في سورية حتى اليوم، وأرسلت نحو 3 آلاف جندي ومستشار عسكري، ونشرت عشرات الطائرات الحربية. وأبرزت محادثات أستانة هيمنة موسكو التي تنجر واشنطن وراءها، وحققت روسيا بذلك أهدافها، وتعمل الآن على الدفع بمصالحها الاقتصادية والأمنية في المنطقة، ووثقت علاقاتها مع قوى أخرى في المنطقة، مثل إيران وتركيا وإسرائيل.
كما يشير إلى أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن ثلث قوة حزب الله، نحو 8 آلاف جندي، يحاربون في سورية، وأن عدد قتلى حزب الله وصل إلى 1800، في حين أصيب 8 آلاف آخرين. وفي المقابل، فقد راكمت قيادة حزب الله، على كل المستويات، تجربة عملانية ذات قيمة كبيرة.
وعلى مستوى التسليح، بحسب هرئيل، فمن المحتمل أن حزب الله حقق نجاحات أقل، حيث أن إيران وسورية بذلتا في السنوات الأخيرة جهودا لتسليحه بصواريخ دقيقة، بحيث تصل دقتها إلى أقل من عشرات الأمتار من الهدف.
وفي سياق ذي صلة بالمناورة العسكرية الأخيرة، فإن شعبة التنصت في مقر قيادة الأركان في تل أبيب قد عملت طيلة المناورة، وجرى دمجها بها كقيادة مستقلة تقوم باستخدام القوة. وبحسب رئيس شعبة التنصت، نداف بادان، فقد استكملت عملية تحول الشعبة من كونها خاضعة للقائد ووظيفتها الربط بين قيادة الأركان والوحدات، إلى قيادة مستقلة وظيفتها تنظيم القيادة والتحكم بالوحدات، ومواصلة نقل المعلومات والاستخبارات الضخمة المستخدمة في القتال، والحماية من تهديدات الهجوم السيبراني.
ويشير هنا إلى أن ارتباط الجيش، والدولة كلها، بالأنظمة الإلكترونية المتطورة يتحول إلى مصيري أكثر أثناء الحرب. فهذه الشعبة، شعبة التنصت، يجب ألا توفر الحماية من تسرب المعلومات، وإنما الحفاظ على الأنظمة لإتاحة المجال أمام الجيش لمواصلة تنفيذ مهماته.
ويضيف أن شعبة التنصت في انتظار قرار آخر من رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، بشأن الإعلان عن "ذراع سايبر"، أو توحيد كل القدرات في هذا المجال ضمن عملها، مثل الحماية وجمع المعلومات والهجوم، والتي تتوزع اليوم بين شعبة التنصت وبين الاستخبارات العسكرية. وتشير التقديرات إلى أن هناك نية في إقامة "ذراع سايبر" مستقل.
يذكر انه شارك في المناورة30 ألف جندي، شملت القوات الجوية والبرية والبحرية، بهدف تحسين القدرات القتالية للجبهة الشمالية ووحداتها العسكرية.