قائمة الموقع

خبر رفع الفيتو عن المصالحة.. تسكين الملف الفلسطيني وتمهيد لـ"صفقة" سياسية

2017-09-18T09:25:25+03:00

شمس نيوز/ تمام محسن

حتى اللحظة لازالت الأوساط الإسرائيلية الرسمية تلتزم الصمت إزاء الأنباء الواردة من القاهرة، حول مساعي المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، وامتنعت واشنطن -على غير عادتها- التلويح بعقوبات ضد السلطة الفلسطينية إنْ هي انخرطت في المصالحة.

لكن تغيرًا حاصل في موقف الولايات المتحدة ومن خلفها "إسرائيل" إزاء ملف المصالحة الفلسطينية، وهو ما كشفه عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، موسى أبو مرزوق قائلًا: إن "هناك تغييرًا في السياسة الأميركية بخصوص المصالحة، ما يعطي الرئيس عباس فرصة للتقدم في هذا الملف دون تردد أو خوف من قطع المساعدات" المالية.

وقال في مقابلة مع صحيفة القدس، أمس الأحد: "أخبرنا مسؤولون غربيون أن الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي رفعا الفيتو عن المصالحة الفلسطينية".

وكانت أعلنت حركة "حماس"، فجر أمس، حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعت حكومة الوفاق إلى ممارسة عملها في القطاع، ووافقت على إجراء الانتخابات، ما لاقى ترحيبًا من حركة "فتح" و"مباركة" رئيس السلطة محمود عباس الذي أُعلن أنه سيعقد اجتماعًا للقيادة لمتابعة الأمر بعد عودته من نيويورك.

فلماذا الآن "يُرفع الفيتو" بعد عقد من تعطل المصالحة؟ وهل تمهد الأطراف لصفقة لتسوية الصراع في المنطقة؟.

في هذا السياق، نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر وصفتها بـ"الموثوقة" إلى وجود "ضوء أخضر" أمريكي بإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني، أعطى مصر وكل الأطراف دفعة جديدة لتهيئة المسرح لاتفاق سلام محتمل في صفقة يُعد لها الرئيس دونالد ترامب ومستشاروه.

ومرارًا تحدثت إدارة ترامب عن "صفقة القرن" لتسوية الصراع العربي-الإسرائيلي دون الكشف عن ملامح هذه الصفقة.

ويقول عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة، معلقًا على تصريحات أبو مرزوق "لا أحد يعلم حتى الوقت الراهن السياق الذي جاءت فيه هذه التصريحات"، مضيفًا أن الحديث عن رفع الفيتو الأمريكي "مفاجئ" بعد أن كانت واشنطن تعارض كليًا وجود مصالحة فلسطينية.

وعزا أبو عامر التغير في الموقف الأمريكي إلى رغبة إدارة ترامب لتسكين الملف الفلسطيني في هذه المرحلة والتفرغ لملفات أخرى مشتعلة في المنطقة.

ويضيف بالقول لـ "شمس نيوز": "ربما أمريكا بحاجة أن يكون الموقف الفلسطيني موحدًا للتباحث مع الرئيس الفلسطيني بشكل يمثل الكل الفلسطيني لتحقيق اتفاق سياسي دائم".

فيما يستبعد المحلل السياسي مصطفى الصواف، وجود صفقة سياسية وراء تحقيق المصالحة، موضحًا أن حماس سترفض أي مشروع لتصفية القضية الفلسطينية.

ويرى الصواف، أن تصريحات القيادي أبو مرزوق فقط "إشارة" إلى استجابة "فتح" لاتفاق المصالحة، لافتًا إلى أن إفشال المصالحة في كل المرات السابقة كان بسبب الرفض الأمريكي والتلويح بالعقوبات ضد السلطة.

هل تمهد مصر للصفقة الكبرى؟

يرى أبو عامر، أن "ربما مصر استجابت لمطلب أمريكي لإيصال الفلسطينيين إلى المصالحة حتى ولو بالضغط عليهم سعيًا لتحقيق مشروع أمريكي لا أحد يعرف ماهيته".

من جهة أخرى، توقع الكاتب والمحلل إبراهيم إبراش أن "مصر قد تشتغل على صفقة كبرى تمهد للصفقة الكبرى الأميركية، وخصوصًا أن مصر تنسق مواقفها مع السعودية والإمارات وواشنطن ليست بعيدة عن الموضوع".

ويوضح أبراش ملامح الصفقة في مقال نشر على موقع "ميدل ايست اون لاين"، أنها تجمع ما بين تخفيف الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح وتثبيت سلطة حماس في قطاع غزة ولو كمرحلة انتقالية، مع مصالحة فلسطينية برؤية مصرية يتم فرضها على الأطراف الفلسطينية وتجاهل مَن لا يتساوق معها، مع صفقة أمنية فيما يتعلق بحدودها مع القطاع وسيناء ومسألة الجنود الإسرائيليين عند حماس وتثبيت التهدئة على حدود قطاع غزة مع ترسيم للحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، بالإضافة إلى دمج حركة حماس في معادلة تسوية سياسية قادمة.

اخبار ذات صلة