غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر هل ستكسب "حماس" جولات المُصالحة مع "فتح" وتدير ظهرها لـ "دحلان" ؟

شمس نيوز/ توفيق المصري

أن يحدث حراك إيجابي في ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس، كان حلمًا لم يتوقع تحقيقه الكثيرون، وذلك بعدما صعدّ رئيس السلطة محمود عباس مؤخرًا من إجراءاته تجاه قطاع غزة، وذهاب حركة "حماس" نحو القيادي مع المفصول عن حركة فتح والغريم "اللدود" لعباس، محمد دحلان.

فإعلان "حماس" بشكلٍ مفاجئ، عن حل اللجنة الإدارية (إحدى شروط عباس)، الأحد الماضي، قوبل بترحيب أممي وفلسطيني، ودعوات لبدء حوار وطني ينهي الانقسام، لكن تساءل الكثيرون، بعدها، عن مصير تفاهمات "حماس" مع النائب محمد دحلان؟؟.

الكاتب عبد الباري عطوان، ألمح إلى أن حماس استخدمت تفاهماتها مع القيادي دحلان كـ"ورقة ضغط" على عباس؛ للدفع به نحو المصالحة الفلسطينية.

وقال عطوان في مقال حمل عنوان، "شُيوخ حماس كسبوا جولات المُصالحة قبل أن تَبدأ وتّوظيف ذّكي لوَرقة دحلان"، إن "السلطة ذهبت إلى تقليص الكهرباء، وخفّضت رواتب ستين ألف موظّف، هم من أبناء حركة فتح في مُعظمهم، وأحالت ستة آلاف منهم على التقاعد المُبكر، ولَعبت دورًا كبيرًا في إبقاء مَعبر رفح الشريان الوحيد إلى العالم مُغلقًا، فلم تَضعُف حركة حماس".

وأضاف عطوان، أنه "لم يَنزل مِئات الآلاف من أبناء القِطاع في تَظاهراتٍ ضدها، وانقلب السّحر على السّاحر، وذَهبت الحَركة-أي حماس-إلى الخَصم اللّدود النائب محمد دحلان، وفَتحت حوارًا معه فكسبت بهذهِ الخُطوة مصر الدّاعمة له، ومُعسكر عَربي يَقف في خَندقها، وفَتح معبر رفح أيّامًا اضافيّةً، والحُصول على دُفعات وقود مِصريّة سخيّة لمحطّة الكهرباء اليتيمة في غزّة".

أفشلت العقوبات**

ويوافقه الرأي، الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، بأن التفاهمات مع دحلان أفشلت العقوبات التي فرضها رئيس السلطة محمود عباس على قطاع غزة، والتي كانت تهدف إلى التضييق على "حماس" ودفع الناس للانفجار في وجهها.

وقال الدجني لـ"شمس نيوز"، إنه "بحسب ما أخبره به رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، خلال لقائه مجموعة من الكتاب قبل وقت قصير، إن العلاقة مع دحلان غير مرتبطة بمعبر وبمصالح، وأنها ضمن العلاقة مع الكل الوطني والاسلامي في اطار النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني".

ويذهب الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، إلى أبعد من ذلك، باعتبار أن علاقة حماس مع دحلان ستستمر، قائلًا: "لأن له علاقة مع مصر والامارات(...)، وله تأثير على المستوى الاقليمي والعربي هو موضوع يؤخذ بعين الاعتبار في رسم السياسات لحركة حماس".

وأضاف عوكل لـ"شمس نيوز"، أن حماس أرادت من تفاهمها مع دحلان، تحسين علاقتها مع مصر، مشيرًا أن تفاهماتها معه، ساهمت في بدء تفاهمات بين حماس والقاهرة، وأن العلاقة بين الطرفين تشهد تحسنًا.

وأوضح عوكل، أن حماس أبدت جدية في التعامل مع ما تطرحه القاهرة، فيما يتعلق بملف المصالحة أو الملفات الأخرى الوضع الفلسطيني في غزة أو بغير غزة.

علاقة مستمرة**

ولفت إلى، أن الحركة شكلت من تفاهماتها مع دحلان نقطة انطلاق نحو تفاهماتها مع مصر وفي تطوير دورها، وتطوير استجابة حماس للدور المصري.

وبالعودة إلى الدجني، أشار أنه لا يمكن أن تكون أي علاقة مع أبو مازن على حساب دحلان ولا أبو مازن على حساب دحلان، مرجحًا أن تكون هذه رؤية حماس وعنوان المرحلة المقبلة.

وينظر إلى مستقبل العلاقة بين حماس ودحلان، برغم "الحرج" الذي سببته لحماس مع أصدقائها (قطر وتركيا)، قائلًا إن "العلاقة ستكون أكثر انفتاحًا على التيار الاصلاحي، وإذا لم يكن هناك لقاءات بين الطرفين، ستكون هناك لقاءات سرية، وهذا هو سيناريو المستقبل القريب".

وأوضح، أن مستقبل العلاقة-بين حماس ودحلان- يتوقف على أداء دحلان وتياره فيما يتعلق بالقضايا الوطنية، والابتعاد عن قضايا الاقليم والتفرغ للقضايا الداخلية، مضيفًا بالقول: "لا شك أن تدخلات دحلان بملفات الإسلام السياسي والهجوم على الإسلام السياسي والتدخل في ليبيا وقضايا أخرى، سيحرج حماس في علاقاتها مع الاقليم".

 وكان النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان، رحب الخطوة التي أعلنت عنها حركة "حماس" بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، معتبرًا أنها بهذه الخطوة أزاحت "الذرائع" التي كان يضعها رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس شرطًا للمضي بالمصالحة.

وقال دحلان في بيان صحافي، الأحد الماضي، "أثمن خطوة الأخوة في حركة حماس بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، وأناشد الجميع بالاستجابة لها"، مضيفًا "بهذه الخطوة فإن حركة حماس أزاحت الذرائع التي كان يضعها أبو مازن شرطًا للمضي بالمصالحة".

وتابع دحلان: "موقفنا (تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح) ثابت ولن يتغير تجاه دعم جهود المصالحة الوطنية، فقد أعلنا هذا الموقف منذ البداية، ودعونا كافة الأطراف للمضي في هذا الممر الإجباري والوحيد لإنجاز وحدة شعبنا وفصائله وقواه الحية".


//