شمس نيوز/ توفيق المصري
كانت أمنية للفلسطيني، ابن قرية الساوية جنوب مدينة نابلس، منذر صوان، بأن تتوسط منزله نافورة شامية الطراز، فشغفه وحبه لاقتنائها لم يوقفه أنها "غير متاحة" في فلسطين.
محاولات بحث الشباب صوان (33 عامًا) عن النوافير عبر الانترنت، لم تتوقف، حتى وجد مطلبه، بصناعات شامية أصيلة من شباب سوريين هاجروا بفعل الحرب السورية إلى تركيا، اتخذوا من صنعها مهنة لهم.
ولم يتوقع بعد استيراده النافورة لمنزله، ونشر صورها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنها ستتحول لمهنة أخرى إلى جانب مهنته الخاصة.
وبعد نشره الصور؛ دفعه ردود فعل الفلسطينيين من مختلف المناطق، المليئة بحب اقتناء النوافير ذات الطابع الشامي الجذاب، لاستيراد كميات ليست كبيرة كنوع من العمل، كما يقول.
ويضيف لـ"شمس نيوز"، أنه بدأ باستيراد النوافير منذ عام تقريبًا. ويعد صوان صاحب الفكرة الأولى في جلب النوافير الشامية إلى فلسطين، بعد أن رأى بأنها تنال اعجاب واستحسان الجمهور، وبرغم من أنه لم يرتق إلى مستوى شركة، إلا أنه يطمح لذلك، ويطلق اسمًا لتجارته كما سمى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "نوافير شامية في فلسطين".
ويقول الشاب صوان: "الكل يحب التراث ويهتم به، والنوافير الشامية تمامًا كالثوب الفلسطيني المطرز، والناس تتجه حاليًا نحو إعادة ايحاء التراث، بلبس الثوب المطرز، والنافورة الشامية التي كانت متواجدة في البيوت الشامية وبعض الدول العربية، وانقرضت لفترة من بعض الدول العربية، اليوم يعاد إحيائها في فلسطين، بإقبال الناس عليها".
ويوضح، أن النوافير التي يقوم باستيرادها "مصنعة يدويًا من الرخام الطبيعي، ويتراوح وزنها من 280 إلى 300 كيلو، مرفقة بقاعدة من حديد، أسفلها عجلات، ليتم تحريكها ونقلها من مكان إلى آخر، حسب رغبة المالك".
وعن الأسعار**
وينوه صوان، أنه قام في البداية بعرض النوافير بسعر مرتفع، "من ثم تم تخفيض سعرها لـ2700 شيقل، كما تباع حاليًا، ومن يطلب نافورتين بـ5 آلاف شيقل ومن يطلب ثلاثة نوافير بـ7 آلاف شيقل".
وحول الأماكن المناسبة لوضعها، يلفت صوان أنه "بالإمكان وضع النافورة في مكان ليس كبيرًا؛ لأن قطرها متر، وارتفاع البحرة 30 سم، والعمود الوسط يرتفع تقريبًا60 سم. فهي صغيرة الحجم، والمتوفر منها لدينا 3 أشكال: الدائرية والمضلعة والنجمة".
ويطمح إلى استيراد نوافير كبيرة الحجم ذات القطر متر ومترين التي تصلح للأراضي الزراعية، وللساحات الكبيرة، بعد الطلب الكبير عليها، لكنه لا زال مترددًا في المضي بهذه الخطوة؛ إذ تحتاج لإمكانيات كبيرة، من مهنيين لديهم خبرة في تركيب النوافير.
وعن شغف وحب اقتناء التراث الشامي، يذكر صوان، أن أحد زبائنه في الخليل قام بتجهيز بيته ليتم تركيب نافورة وسطه، وآخر في مدينة روابي.
ويعبر عن أسفه لعدم مقدرته على توصيل النوافير الشامية إلى قطاع غزة، رغم الطلب الكبير عليها، ويذكر أن أكثر من 200 مواطن في غزة تواصلوا معه للحصول عليها، لكن معيقات الاحتلال وتضييقه للخناق على المعابر تحيل دون وصولها.