قائمة الموقع

خبر "أرون شاؤول" و"هدار جولدن".. السر الدفين في "قرار مكين"

2014-10-09T08:19:22+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

بعد مرور نحو شهرين على انتهاء العدوان الإسرائيلي، وإعلان تهدئة بين حكومة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية بوساطة مصرية، لا زالت إحدى حلقات "المفاجئات" تختفي في "قرار مكين" بمكان ما لا يختلف اثنان على أنه بين السماء والأرض، ولكن من غير المعلوم في أي بقعة على وجه التحديد، ولا في أي وقت ستنطلق الصافرة لتعلن عن فجر جديد لميلاد عيد.

"آرون شاؤول".. "هدار جولدن".. كلمة السر واللغز الذي يجعل الفلسطينيين يحبسون أنفاسهم وتلمع في أعينهم بيارق الأمل، بانتظار من يحمل المفتاح ليقضي الله أمرا كان مفعولا.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة عن خطف الجنديين الإسرائيليين أرون شاؤول وهدار جولدن، في عمليتين منفصلتين أولاهما بحي التفاح شرق مدينة غزة، حيث تم خطف الجندي شاؤول، والثانية في عملية تسلل نوعية إلى داخل كيبوتس إسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وتتهيأ الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية والمصرية لجولة مفاوضات جديدة خلال أسابيع، إلا أن هذه المفاوضات ستحمل في طياتها تطورات جديدة ربما يقودها وفد مختلف بشخصيات مختلفة.

ففي الجانب الإسرائيلي، قرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تعيين الجنرال ليؤور لوتان منسقا جديدا لملف الأسرى والمفقودين ليخلف بذلك دافيد ميدان، والذي أنهى مهام منصبه مؤخرًا.

كما وقال نتنياهو عقب تعيين لوتان إن "إسرائيل ملتزمة بإعادة المفقودين لبيوتهم".

في حين تشير المعلومات إلى أن المقاومة تصر على تشكيل وفد جديد منفصل لمناقشة ملف الأسرى لدى المقاومة في غزة، بعد أن طالبت حركة حماس الجانب المصري بتشكيل وفد منفرد يختص بمناقشة ملفي الأسرى والجنود المفقودين.

وتعتبر المقاومة ملف الجنود الأسرى ملفاً أمنياً مغلقاً لا تدار مفاوضاته مع جهة غير ذات اختصاص أو علاقة بالملف أسوة بجميع صفقات التبادل التي جرت في تاريخ النضال الفلسطيني.

وكل هذه الدلائل تشير إلى أن دولة الاحتلال تتهيأ لصفقة تبادل جديدة خلال الفترة المقبلة، بوفد مفاوض متخصص في قضايا الجنود المفقودين أسوة بصفقات ماضية.

"وفاء الأحرار 2"

مشير المصري، القيادي في حركة حماس والنائب عنها بالمجلس التشريعي، قال إن "المفاوضات القادمة غير المباشرة مع الاحتلال لن تكون مقتصرة على تثبيت التهدئة، بل لصناعة اتفاق جديد عنوانه صفقة "وفاء الأحرار2" على أيدي كتائب القسام" مشيراً إلى أن حركته ستمضي بالمفاوضات غير المباشرة، حتى تطبيق أركان التهدئة، والتزام الاحتلال بجميع استحقاقات الشعب الفلسطيني.

وشدد المصري على أن رئيس وزراء الاحتلال سيجبر على استئناف المفاوضات بوساطة مصرية، مبيّناً أن أولويات حركته متمثلة بتضميد جراح الشعب الفلسطيني، والوقوف بجانب المكلومين، ممن هدمت بيوتهم لتعود غزة أفضل مما كانت عليه.

وكانت حركة حماس أبلغت الجانب المصري بأن الوفد الفلسطيني الموحد للمفاوضات في القاهرة، لا يملك الصلاحيات من أجل مناقشة ملفي الأسرى ومصير الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة.

 ونقلت صحيفة العربي الجديد عن مصدر وصفته بالموثوق أن حركة حماس أبلغت الجانب المصري بأن هذين الملفين أمنيان مغلقان تماماً، إلا أن حماس طالبت بتشكيل وفد منفرد يختص بمناقشة ملفي الأسرى والجنود المفقودين، بينما سيناقش الوفد الحالي الموحد ملفات المطار والميناء والإجراءات الإسرائيلية فقط.

غير مستحيلة

أما المختص في شؤون الأسرى رأفت حمدونة، فأكد على أن موضوع تبادل الأسرى تحصيل حاصل بعد الحرب، لافتاً إلى أن دولة الاحتلال خلال عدوانها على غزة فقدت اثنين من جنودها، ومن البديهي أن يكون هناك صفقة تبادل أسرى جديدة".

وقال حمدونة لـ"شمس نيوز": طالما أن هناك جنود مأسورون، فمن المؤكد أن هناك عملية تبادل، وبشكل طبيعي إسرائيل تتعامل مع هذا الموضوع وكانت قد عقبت على هذه القضية سابقاً بالكثير من التساؤلات بالصحف العبرية"، مستدركاً " لكن ستشهد الأيام المقبلة الكثير من السجالات، فالمسألة غير سهلة ولكنها غير مستحيلة في نفس الوقت".

وأشار إلى أن مصلحة السجون قد عاقبت الأسرى خلال الحرب الأخيرة على غزة، وذلك بعد التكبيرات والتهليلات التي خرجت من الأسرى حال سماعهم نبأ اختطاف الجندي "شاؤول"، منوهاً إلى أنه أصبح لدى الأسرى أمل كبير بالإفراج وخاصة أصحاب المحكوميات العالية.

تحتاج مدة زمنية

في هذا السياق، أوضح المحلل السياسي هاني البسوس أن هناك حديث جديد يدور حول موضوع صفقة إطلاق سراح الأسرى، وأنه على قائمة المواضيع التي سيتم نقاشها في القاهرة ما بين الوفد الفلسطيني والإسرائيلي، مشدداً على أن صفقة تبادل الأسرى تحتاج إلى مدة زمنية طويلة.

ولفت البسوس خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن مصير الإسرائيليين المختطفين لدى كتائب القسام ليس معروفاً حتى هذا الوقت، أي هل هم أحياء أو أموات، مضيفاً: عندما تتم الصفقة يكون ذلك من خلال المفاوضات التي قد لا تمتد نفس المدة الزمنية التي استهلكتها صفقة شاليط، أي خمس سنوات، يعني قد تكون عاما أو أقل من ذلك".

وتابع : هناك تواصل مع الوسطاء الدوليين في صفقة شاليط، الذين من الممكن أن يتدخلوا في هذه الصفقة أيضاً، خاصة أن الجانب الإسرائيلي معني بإتمام الصفقة في أقرب وقت ممكن، وكلما طالت المدة كلما كان الثمن أغلى".

وجزم المحلل السياسي على أن الرابح الأكبر من هذه الصفقة في حال إتمامها هم الأسرى الفلسطينيون الذين يعانون معاناة شاقة وصعبة لسنوات، موضحاً أن الجانب الفلسطيني سيحصل على مزايا وإنجازات على حساب الجانب الإسرائيلي، فـ"إسرائيل معنية بإعادة جنودها أحياء أو أمواتا، وهناك آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ينتظرون حريتهم"، وفق قول البسوس.

وبالتزامن مع هذه الأمور ظهرت ملصقات كبيرة، مكتوب عليها "قريبا وفاء الأحرار 2"، على العديد من مفترقات الطرق في مدينة غزة، تعلن عن قرب إنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي عزز من تمسك أهالي الأسرى بصفقة تبادل على غرار صفقة "وفاء الأحرار"، التي تحرر بموجبها 1047 أسيرًا وأسيرة، مقابل تسليم جندي المدفعية جلعاد شاليط، في أكتوبر/ تشرين أول عام 2011.

وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، قد أعلن في 20 يوليو/ تموز الماضي، عن أسر "شاؤول" (الجندي في لواء "غولاني")، بعد اشتباكات عنيفة جرت شرق حي الشجاعية، الكائن شرقي مدينة غزة، في إطار العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر 51 يوماً.

 

اخبار ذات صلة