شمس نيوز/ غزة
حذر المنسق الخاص لـ"عملية السلام" في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، اليوم الاثنين، من انفجار الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا الانفجار سيكون مدمر.
وقال ميلادينوف خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة، عقب لقاء عقده مع الفصائل والأحزاب السياسية في القطاع: "هناك فرصة حقيقية (المصالحة الوطنية الفلسطينية) تم خلقها بواسطة القيادات الفلسطينية والمنطقة وتمكينها بواسطة المجتمع الدولي".
وأضاف " أنا لم أر أي طرف يعارض تفاهمات القاهرة، التي أعلنت حتى الآن، على العكس رأيت من الأمم المتحدة ومن مختلف الأطراف وأطراف رئيسية تؤيد عودة الحكومة الشرعية لقطاع غزة، بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، وبموازات ذلك أيضاً السياسية ، وهناك قلق في المجتمع الدولي بأن أي انفجار في قطاع غزة سيكون مدمراً".
وقال ميلادينوا:"كان لنا اجتماع مهم جداً مع الفصائل والأحزاب السياسية هنا في قطاع غزة، وخلال الأسبوع الماضي كان هناك اجتماع مهم جداً للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الأوضاع في فلسطين وكان هناك رؤية بأنه يجب أن تعود اللحمة الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والأمم المتحدة كانت واضحة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة غير مقبول وغير محتمل".
مضيفاً "عملنا مع السلطة الفلسطينية ومع مصر من أجل حل الاوضاع الانسانية في قطاع غزة، ولكن أيضا عمل بكثافة كبيرة من اجل الوصول إلى حل سياسي لإنهاء الانقسام الفلسطيني".
ورحب ميلادينوف بإعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية في غزة، قائلاً: "دعوني ارحب بقرار حماس حل اللجنة الإدارية هنا في قطاع غزة ودعوة الحكومة لكي تقوم بكامل مهامها في قطاع غزة، هذه التفاهمات ما كان لها أن تتم لولا الدور المصري الكبير في هذه التفاهمات وأنا اشكرهم لما قاموا به".
وشدد على أنه من المهم جداً أن هذه اللحظة الحاسمة والتاريخية لتفاهمات القاهرة أن يتم الاستفادة منها، مبيناً أن الفلسطينيين شاهدوا عشر سنوات من الانقسام والكثير من الاتفاقيات، التي تم توقيعها ولم تنفذ ولذلك مهم جدا ألا تضيع هذه الفرصة.
وأردف ميلادينوف أنه "من اجل ذلك ناقشنا خطة مع الرئيس (محمود عباس) أبو مازن بأن يكون هناك وفد من الأمم المتحدة هنا في قطاع غزة من مكتبي أنا من أجل المساهمة ورؤية ما يحدث وتمكين الحكومة من العمل في قطاع غزة، وأنا آمل أن يحدث ذلك خلال الأيام القادمة وأن تأتي الحكومة إلى غزة وتأخذ مسؤولياتها في غزة، وأنا ادعو الفصائل وكل الناس من اجل تسهيل عمل الحكومة وعدم وضع عقبات أمامها".
وأكد على أن الحكومة يجب أن تتعامل مع الكثير من الملفات الصعبة، هذه الملفات تتعلق بالموظفين العاملين في قطاع غزة وبالاحتياجات الإنسانية والوضع الإنساني في قطاع غزة، وأريد أن أنبه الناس أنه ليس كل هذه الملفات يمكن أن تحل بسرعة كبيرة ستأخذ وقتاً، نريد صبركم ونحتاج إلى جهد الفلسطينيين والمنطقة والمجتمع الدولي.
وعبر عن جاهزية الأمم المتحدة لمساعدة حكومة الوفاق الوطني في مهامها في غزة، مضيفاً "نحن جاهزون لمساعدة الحكومة الفلسطينية أن تأتي إلى غزة لتتسلم مهامها، ونطلع المجتمع الدولي على كل التطورات في غزة، وخطوة أولى في هذا المجال حل مشكلة الكهرباء، وأنا شجعت الحكومة أن تقوم بذلك كلفة طيبة تجاه قطاع غزة، إذا عادت الكهرباء إلى مستويات ما كانت قبل الأزمة نحن جاهزون أن نكون مع المجتمع الدولي من أجل اعادة البنى التحتية للكهرباء".
وأوضح أن عودة الحكومة من أجل رفع الحصار المفروض على سكان قطاع غزة، منوهاً إلى أنه "خلال الأشهر الماضية هذا الحصار يشتد، والقليل من الناس يسمح لهم بالخروج والدخول إلى غزة، والاقتصاد في غزة يجب ان يتعافى، وهذا الاقتصاد يحتاج إلى خلق وظائف جديدة وفرص اقتصادية جديدة، هذا لن يحصل إلا في حالات واحدة وهي أن يكون السماح بالتصدير من غزة وزيادة الاستيراد ونأمل خلال الشهور القادمة نستطيع أن نحدث تقدم في هذه الملفات".
وقال "اؤكد لسكان غزة أن المجتمع الدولي يقف إلى جانبكم في الوقت الذي تواجهون فيه مصاعب إنسانية والأونروا اليوم تمويلها أقل مما كان يحصل في الماضي، نأمل في الأسابيع القادمة عودة الحكومة لتأخذ مسؤولياتها".
وأضاف ميلادينوف "نحن سنكون موجودون في غزة عندما تعود الحكومة، آمل أنا شخصياً أاني سأكون هنا، ووجودي سيساعد بأن يكون شفافية ومحاسبة وسيساعدنا أن نخبر مجلس الأمن الدولي كيف تتطور هذه العملية عملية النقل والتسلم، آمل أنه الأسبوع القادم عودة الحكومة لغزة".
وأكد أن المصالحة تحتاج إلى كثير من الأموال، لكن البعد السياسي للمصالحة ليس سهلاً والمهم جداً نبدأ بهذه الملفات، وشيئاً فشيئاً لحل بقية الملفات، والكهرباء من الأشياء السهلة التي يجب حلها، وهناك رغبة حقيقة لدى المجتمع الدولي لحلها.
وبالنسبة للدعم المالي للفلسطينيين، أشار إلى أنه تقلص وبسبب الانقسام الفلسطيني زاد هذا التقلص المالي، مضيفاً "نحن نرى المشكلة المالية التي تعاني منها الأونروا والمشكلة، التي تواجهنا على صعيد اعادة اعمار قطاع غزة، حتى في النداء الأخير لنا من اجل الاوضاع الإنسانية في قطاع غزة لم نكن قادرين على توفير المال المطلوب لمواجهة تلك الاوضاع، وإذا عادت الحكومة إلى غزة هذا يعمل على اعادة توحيد الاقتصاد، انهاء الحصار، تمكين الناس من الخروج والدخل إلى غزة وسيحدث دخل إلى الحكومة وسيمكنها من الاستثمار في الاقتصاد في قطاع غزة، ويمكن المانحون كيف تسير الأمور وتقدمها في غزة".
وبين ميلادينوف أن موضوع الموظفين معقد جداً، قائلاً:"أمضينا كثيرا من الوقت في دراسة كيفية حل هذا الملف، هناك امكانية لحله نحتاج إلى أموال ولكن أيضا جهد من قبل السلطة الفلسطينية نحن نظرنا فكيفية خل فرص عمل في غزة وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي ولكن هذا يضع امامنا تحديات بما يمكن أن نفعله، ولكن ايضا ما يمكن إسرائل والسلطة الفلسطينية أن تفعله، نحن نظرنا في ما يمكن أن نفعله بالنسبة لقطاع الطاقة وكل هذه المشاكل ممكن حلها، ولا يمكن حل أي منها إذا استمر الانقسام، واستمراره يعني أننا سنواصل المناشدة من أجل المساعدات الإنسانية وحل هذه المشاكل بصورة مؤقتة".
وشدد ميلادينوف على، أن الجميع يدرك وضع قطاع غزة الإنساني الصعب والمزري الممكن أن ينفجر ويقود إلى خطر شديد، مضيفاً "مهمتنا اليوم أن نرى الحكومة تعود إلى قطاع غزة وتتحمل مسؤوليتها كاملة، والتأكد بأن التفاهمات التي تمت في القاهرة يتم تنفيذها من كل الأطراف كاملة، وإذا فقدنا هذه الفرصة لا اعتقد أن هناك فرصة أخرى.