شمس نيوز/ توفيق المصري
يمسك رائد بيده اليسرى ازميلاً، وباليمنى قطعة خشبية جلبها من أشجار قطاع غزة، وبتمعن وشغف يبدأ بنحت الخطة التي رسمها، مشكلاً بعد مرور ساعات عمل متواصلة، بيت هاتف نقال فريد من نوعه داخل غزة وفلسطين عامة.
يترك الشاب رائد كحيل (30 عامًا)، الازميل وينتقل لاستخدام أداة أخرى بدائية عبارة عن شفرة لتنعيم بيت الهاتف النقال، الذي أنتجه، قبل تهيئته لمرحلة الطلاء، وجفافه، ليتسنى له إلصاق قطعة من القماش في داخل البيت، حتى لا يخدش الهاتف.
وداخل مصنعه الصغير أسفل منزله بحي التفاح شرق مدينة غزة، يقضي رائد معظم وقته، ذاهبًا نحو تطوير ما ورثه عن والده الحاج هشام في صناعة "الأنتيكا"، عبر متابعة الحداثة ومتطلبات واحتياجات الوقت.
***بذوغ الفكرة
فكرة صناعة "أبيات" الهواتف النقالة من الخشب، لم تكن وليدة اللحظة للشاب كحيل، فهي ظلت حبيسة ذهنه مُذ أصبح عاطلاً عن العمل بعد تخرجه من دراسة دبلوم التصميم والديكور في العام 2008 وحتى 2012، واتخذ قرارًا بعدها بدراسة البكالوريوس، وكتب له بعد تخرجه عام 2015، الحصول على فرصة عمل، لكن عائدها لا يلبي رغبته ولم يجعله قادرًا على تلبية احتياجات أسرته لكونه متزوج وأب لطفل، كما يقول.
ومنذ شهر دفعته ظروفه الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، للجوء نحو صناعة بيوت الهواتف الخشبية، التي استوحى فكرتها عن طريق الانترنت والمواقع الأجنبية، منوهًا أنه من الصعب أن يقوم أحد في غزة بصنعها.
وباتخاذ الشاب رائد لصناعة بيوت الهواتف النقالة يدويًا من الخشب المحلي، يعد الأول من نوعه في فلسطين.
ويقول: "حتى أنه من الصعب صنع البيوت بآلات حفر الخشب مثل الـcnc، فهي تحتاج لعمل يدوي وتعتمد على المهارة اليدوية"، مضيفًا أنه يصعب أيضًا على آلة الحفر الإلكترونية تحديد فتحة الكاميرا والأزرار والسماعة ومدخل الشاحن.
شغف كحيل في صناعة بيت هاتف نقال من الخشب يبدأ بعد ورود طلبات الزبائن وأخذ للمقياس، فليس بإمكانه تجهيز بيوت الهواتف مسبقًا لاختلاف الهواتف عن بعضها البعض، ولتعدد أنواعها والتصاميم.
ويتجه الفنان رائد نحو استخدام أخشاب أشجار القطاع في صناعته، منها: خشب الجوز والزيتون والكينية، وفي بعض الأحيان خشب الزان المستورد والمجوني. ويعمل على بيع ما ينتجه بحسب نوعية الخشب المطلوب، ويتراوح أسعار "بيوت" الهواتف النقالة لديه ما بين 40 إلى 80 شيقل.