شمس نيوز/ وكالات
قال النائب في المجلس التشريعي، محمد دحلان، إن اتفاق سلام يحقق حل الدولتين مع "إسرائيل" صار مستحيلا، وإن علاج جراح الحرب الأهلية التي قسمت الفلسطينيين يمثل أولوية الآن.
وتحدث دحلان، عضو حركة فتح، لوكالة "رويترز"، بعد أن عقدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية أول اجتماع لها في القطاع منذ ثلاث سنوات، يوم الثلاثاء الماضي.
وحول المفاوضات مع إسرائيل التي انهارت في 2014، بسبب مسائل منها الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والمصالحة بين فتح وحماس، قال دحلان "الوضع الفلسطيني الداخلي الآن أهم وأقدس وأجدى مما يسمى مفاوضات".
وتحدث دحلان (56 عاما)، وهو مفاوض سابق مع "إسرائيل" يجيد اللغة العبرية ومولود في مخيم للاجئين، عن الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة وشرقي القدس، وهما المنطقتان اللتان احتلتا في حرب يونيو حزيران 1967، واللتان يطالب الفلسطينيون بأن تصبحا بجانب غزة ضمن دولة فلسطينية في المستقبل.
وقال في المقابلة، "هناك تهويد شامل للضفة الغربية وليس فقط للقدس وأصبح من المستحيل تنفيذ حل الدولتين... وبالتالي لا يوجد أفق سياسي".
وأقامت إسرائيل نحو 120 مستوطنة في الضفة الغربية يقيم فيها نحو 350 ألف مستوطن بالإضافة إلى 200 ألف مستوطن في القدس الشرقية وسط 2.6 مليون فلسطيني.
* مصر وحماس
تحسنت العلاقات، يوم الإثنين الماضي، عندما سلمت حماس إدارة غزة لحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية.
وقال دحلان من أبوظبي في المقابلة التي أجريت بالهاتف "هذا شرف لنا أننا... نجحنا في أن تكون هناك هذه التفاهمات بين حركة حماس ومصر".
وأضاف الضيف، الذي كان في السابق رئيسا لجهاز الأمن الوقائي في غزة، أنه لزم الصمت خلال جهود الوساطة لكنه قرر أن يتكلم بعد أن أتت ثمارها الآن.
وقال، "إن مصر التي اتهمت حماس بمساعدة إسلاميين متشددين ينشطون في شبه جزيرة سيناء عبر الحدود، عقدت اجتماعات مع مسؤولين كبار في الحركة التي تنفي مساعدة المتشددين. واتفق الجانبان على تعزيز الأمن على طول الحدود ومنع المتشددين من عبورها".
وقال دحلان "بدون مصالحة مع حماس وتفهم حماس لمطالب الأمن القومي المصري لن تكون هناك مصالحة (فلسطينية) جادة ولن يلعب أحد دورا فعالا غير مصر".
وتستضيف القاهرة مسؤولين من حماس وفتح يوم الثلاثاء المقبل لإجراء مزيد من المحادثات حول تقاسم السلطة وإجراء الانتخابات التي طال تأجيلها بسبب النزاع الداخلي.
وظهرت علامة أولى على الاستياء عندما انتقدت حماس قرار عباس انتظار نتائج المحادثات قبل رفع العقوبات التي فرضها في الفترة الماضية على غزة.
"الأمور الخيرة قادمة في الطريق"
وفي المقابلة دعا دحلان حماس إلى "مزيد من الصبر لأن كل الأمور الخيرة قادمة في الطريق" بفضل الوساطة المصرية.
وفي سياق آخر، قال دحلان الذي يقيم في المنفي منذ 2011 بعد خلاف مع عباس "الكرة في ملعب أبو مازن ووقتما يريد نحن جاهزون".
ورفض فكرة أن مصر تسعى مع السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى المصالحة الفلسطينية كجزء من حملة أمريكية أوسع تبادر بها الولايات المتحدة من أجل اتفاق "سلام" إقليمي مع "إسرائيل".
وقال "الفرص أمام ما أطلق عليه قضية القرن أو صفقة القرن هو صفر لأن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا يريد سلاما وفرض أمرا واقعا من المستوطنات في الضفة والقدس. هناك 700 ألف مستوطن في الضفة والقدس (وهذا) فرض أمرا واقعا لا يطبق معه حل الدولتين".
وحذر نتنياهو الفلسطينيين، يوم الثلاثاء، مما وصفه بالمصالحات الوهمية التي تحتفظ حماس في ظلها بذراعها العسكرية في غزة التي بها مئات الصواريخ.
نقلاً عن "رويترز"