غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الأمم المتحدة: آلاف قد يذبحون إذا سقطت (عين العرب) في أيدي"داعش"

شمس نيوز/دمشق

دعا مبعوث الامم المتحدة لسورية ستيفان دي ميستورا تركيا امس للمساعدة في الحيلولة دون وقوع مذبحة في مدينة كوباني السورية الحدودية على يد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية وعبر عن خشيته من تكرار مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها الالاف في البوسنة عام 1995.

وحث دي ميستورا أنقرة على السماح " للمتطوعين" بعبور الحدود لتعزيز الميليشيات الكردية التي تدافع عن البلدة التي تقع على مرمى البصر من الدبابات التركية.

ونشرت تركيا دبابات على التلال المطلة على كوباني (أو عين العرب ) لكنها حتى الان ترفض التدخل دون التوصل الى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة وحلفاء اخرين بشأن الحرب الاهلية السورية. ومنعت أيضا الاكراد الاتراك من عبور الحدود لتعزيز القوات الكردية المدافعة عن كوباني.

وقال دي ميستورا " اذا سقطت (هذه البلدة) فان السبعمائة اضافة الى 12000 شخص بخلاف المقاتلين سيذبحون على الارجح" في اشارة الى تقديرات لعدد المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن البلدة والعدد الاجمالي للاشخاص الذين يعتقد انهم محاصرون بداخلها.

وتساءل دي ميستورا في مؤتمر صحفي " هل تتذكرون سربرنيتشا.. نعم نتذكرها. لم ننس مطلقا وربما لن نغفر لانفسنا أبدا". واضاف قوله " عندما يكون هناك تهديد وشيك لمدنيين لا ينبغي أن نلوذ بالصمت".

وأدت محنة كوباني التي يغلب الاكراد على سكانها الى تفجر أسوأ حوادث عنف في الشوارع في تركيا منذ سنوات. وفي تركيا أقلية كردية تعدادها 15 مليون نسمة.

وثار الاكراد الاتراك منذ يوم الثلاثاء معبرين عن غضبهم من حكومة الرئيس طيب أردوغان التي يقولون انها تسمح بأن يتعرض أبناء جلدتهم لمذبحة.

وقتل ما لا يقل عن 31 شخصا في ثلاثة أيام من حوادث الشغب في انحاء جنوب شرق تركيا الذي يغلب الاكراد على سكانه منهم ضابطا شرطة قتلا بالرصاص في محاولة على ما يبدو لاغتيال قائد للشرطة. وأصيب هذا القائد بجراح.

وأمكن سماع دوي القذائف بفعل المعارك الضارية بين مقاتلي الدولة الاسلامية والقوات الكردية الاقل تسليحا في شوارع كوباني على الجانب الاخر من الحدود.

وحلقت طائرات حربية فوق البلدة وتعرضت أطرافها الغربية لغارة جوية شنتها فيما يبدو طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومع أن واشنطن زادت من حملة هجماتها الجوية على أهداف الدولة الاسلامية في المنطقة فانها أقرت بأن ما تقدمه من دعم جوي لن يكفي على الارجح لمنع سقوط المدينة.

وقال توني بلينكن نائب مستشارة الامن القومي الاميركي " تركيزنا في سورية على اضعاف قدرات (تنظيم الدولة الاسلامية) في مركزه على القيادة والاستمرار وتزويد نفسه بالموارد".

وأضاف قوله " الحقيقة المفجعة هي أنه في غضون ذلك ستكون هناك أماكن مثل كوباني قد نكون فيها أو لا نكون فاعلين مؤثرين".

وقال بلينكن ان مقاتلي الدولة الاسلامية يسيطرون على 40 في المائة من كوباني.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب الحرب في سورية تقديرا مماثلا وقال ان مقاتلي الدولة الاسلامية تقدموا في كوباني ويسيطرون الان على المنطقة الادارية المركزية التي تعرف باسم " الحي الامني" .

وقال أوجلان عيسو نائب قائد القوات الكردية التي تدافع عن كوباني ان مقاتلي الدولة الاسلامية مازالوا يقصفون وسط البلدة وهو ما يثبت انها لم تسقط بعد.

وأضاف " تدور اشتباكات شرسة وهم يقصفون وسط بلدة كوباني من على بعد" وقال ان المقاتلين يسيطرون على 20 في المئة من البلدة. ودعا الى مزيد من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال دي ميستورا في جنيف " نود مناشدة السلطات التركية...كي تسمح بتدفق المتطوعين على الاقل ومعداتهم حتى يتمكنوا من دخول المدينة والمشاركة في عملية دفاع عن النفس".

وأثارت الانتفاضة الكردية في تركيا ردا غاضبا من جانب الحكومة التركية التي تتهم الزعماء السياسيين الاكراد باستخدام الوضع في كوباني لتقويض الامن في تركيا وافساد عملية السلام الهشة.

وخاض أكراد تركيا تمردا استمر عقودا قتل فيه 40 ألف شخص. وكانت هدنة في العام الماضي أحد المنجزات الرئيسية لحكم أردوغان لكن عبد الله أوجلان المؤسس المسجون لحزب العمال الكردستاني قال أن عملية السلام بين تركيا والاكراد سيقضى عليها اذا سمحت أنقرة بسقوط كوباني.

وفي كلمة اذاعها التلفزيون امس اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزعماء الاكراد " بتوجيه نداءات للعنف بطريقة عفنة" .

وقال " عملية السلام لا تعني غض البصر عن هذا السلوك العفن. عملية السلام لا تعني التسامح مع الخروج على الشرعية".

وأضاف قوله " لقد وضعت يدي وبدني وحياتي في هذه العملية السلمية وسأستمر في الكفاح حتى اخر نفس لاستعادة رباط الاخوة بين 77 مليونا بأي ثمن".

وكانت اعمال الشغب التي استمرت ثلاثة ايام في جنوب تركيا أسوأ أعمال عنف في الشوارع في عدة سنوات ومحاولة اغتيال قائد الشرطة أول حادث من نوعه منذ عام 2001 .

وشهد اقليم غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا جانبا من أسوأ أعمال العنف الليلة قبل الماضية عندما قتل أربعة أشخاص وأصيب 20 اخرون في اشتباكات بين متظاهرين متضامنين مع أكراد كوباني وجماعات مناهضة لهم.

وذكرت وكالة أنباء دوجان أن لقطات فيديو أظهرت حشودا معظم أفرادها مسلحون بالبنادق والسيوف والعصي تجوب الشوارع في غازي عنتاب وأشعل مهاجمون النار في مقرين لحزب الشعب الديمقراطي الكردي.

وقال حسين جليك النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في غازي عنتاب " لا تفسير منطقيا لتصرفات من يقولون انهم يخشون وقوع كارثة في كوباني بينما يدفعون بلادهم الى كارثة". وألقى بنفس القدر من اللوم على الجماعات الكردية التي تحتج دفاعا عن المدينة السورية.