خاص/ تمام محسن
تصوير/ حسن الجدي
حفظت البشرية عن الفيلسوف اليوناني أفلاطون قوله "الموسيقى تعطي روحًا للكون وأجنحة للعقل وحياةً لكل شيء".
ولأنها روح الأشياء وحياتها، اندفع الشاب راجي الجرو لتأسيس أول محل للأدوات الموسيقية بغزة برغم الوضع الاقتصادي الصعب للقطاع المحاصر منذ عقد.
"في الدول الأوروبية تجد الإنسان معدم لكن لديه آلته الموسيقية الخاصة..لأنها تعكس روحه".. يقول الشاب الجرو الذي تخرج في قسم التجارة.
وحول فكرة افتتاح محل للأدوات الموسيقية، يوضح "الفكرة قديمة ففي الشركة كنا نعمل على توريد الأجهزة الصوتية منذ 1987 فحاولنا تطوير الجانب الفني بتوريد أجهزة موسيقية للمؤسسات والأفراد".
ويضيف، أنه يسعى لنشر ثقافة جديدة في المجتمع وتطوير الوعي لدى الغزيين بالموسيقى وآلاتها.
بدأ راجي اهتمامه بالموسيقى في سنوات دراسته الجامعية الأولى، فتعلم العزف على الجيتار مستعينًا بموقع يوتيوب لإرضاء ميله للمعرفة الموسيقية، تاليًا أتقن العزف على آلات أخرى كالبيانو والعود وأنواع أخرى من الجيتار.
يؤمن راجي بمكانة الموسيقى في أدبيات المقاومة ودورها كأحد أساليب النضال ضد الاحتلال على مر التاريخ، ويرى أن "الحروب والموسيقى ممتزجتان في قالب واحد"، ويضيف أنه يمكن توظيف الموسيقى اذا ما ترجمت بأسلوب صحيح لتعكس آلام الحرب والمعاناة لسكان قطاع غزة الذي شهد ثلاثة حروب مدمر خلال ست سنوات.
وبرغم من تدني الأوضاع المعيشية لدى سكان القطاع، واحتلال الموسيقى مكانًا "هامشيًا" لدى الكثيرين، يتوقع راجي أن يجد إقبالًا على آلاته، موضحًا أنه لم يكن في السوق الغزي من قبل عرض للآلات الموسيقية وهذا ما يفسر غياب الطلب والرغبة في اقتناء الآلات لدى الغزيين.
وفيما يتعلق باستيراد الآلات يشير إنه يتم احضارها من أماكن مختفة حول العالم، مراعيًا في ذلك جودة الأخشاب والأوتار والهندسة الصوتية للآلات مع الحرص أن تتناسب أسعارها الوضع الاقتصادي في القطاع.
ويقول إن الاسعار مناسب للجميع بحيث يمكن للأفراد كما المؤسسات اقتنائها.