شمس نيوز / عبدالله عبيد
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم العربي والإسلامي بقضاياهم الداخلية التي تزداد يوماً بعد يوم، خصوصاً بعدما طفا على السطح قضية محاربة تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام، "داعش" ومشاركة عدد كبير من الدول العربية في التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم، إضافة إلى انشغال القادة الفلسطينيين أيضاً بأوضاع وأزمات أنستهم قضيتهم الرئيسية "القدس والمسجد الأقصى"، تزداد في هذه الفترة وتيرة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بجيشه ومستوطنيه على المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة، فيما يبدو أنه تمهيد للقضاء على الوجود الإسلامي في القدس وفرض واقع زماني ومكاني جدي على الأرض.
ولا تزال سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) قائمة في مخططاتها الاستيطانية والتهويدية بحق الأقصى والمدينة المقدسة، سواء كان باستمرار مسلسل الاقتحامات اليومية أو من خلال الصلوات التلمودية والتوراتية التي تقام داخل ساحات الأقصى.
في هذا السياق، عبّر الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى عن أسفه لما يحصل من استباحات يومية للمسجد الأقصى من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، دون تحرك أي عربي وإسلامي لمناصرتها، واصفاً الشعوب العربية الإسلامية بـ "الأموات".
وقال صبري في تصريح لـ"شمس نيوز": للأسف حصلت استباحات من قبل الجيش الإسرائيلي لحرمة المسجد الأقصى المبارك، ولكن لا مغيث لصرخاته وأناته "، منوهاً إلى أن الذين يتصدون للاقتحامات اليهودية هم المرابطون المقدسيون وأبناء مناطق الـ48 الذين ساهموا في الدفاع عنه.
وأضاف : لا نعول على العالم العربي والإسلامي في هذه الأيام، علينا أن نعتمد على أنفسنا بعد اعتمادنا على الله"، مؤكداً أن العرب والمسلمين قد تخلوا عن الأقصى والقدس، " حتى أصبحت مدينة يتيمة ومنسية".
وأردف خطيب المسجد الأقصى بالقول: الشعوب العربية توحدت مع الحلفاء الغرب تحت شعار محاربة الإرهاب، ولا يعلم الحكام العرب أن إسرائيل هي الإرهاب بعينه"، موضحاً أن هناك سياسة استعمارية مبرمجة مفروضة على العالم العربي.
ولفت صبري إلى أن قيادة الشعب الفلسطيني أيضاً منشغلة في قضايا جانبية تلهيهم عن الموضوع الرئيس، وهو القدس والأقصى"، متابعاً حديثه: المشكلة أن كل جهة تبحث عن مصلحتها، حتى نسوا أنهم لهم أقصى يستباح وتنتهك حرماته".
وطالب بوحدة الموقف العربي تجاه المسجد الأقصى وضرورة العمل بحراك سياسي دبلوماسي، مجددا التأكيد على أن المسجد الأقصى أمانه في أعناق المسلمين، وأن الله سبحانه وتعالى سيحاسب من يقصر بحقه".
وزاد قائلاً : نحن بدورنا نخاطب أهل بيت المقدس وفلسطين بشد الرحال للأقصى، في الوقت نفسه نخاطب العالم العربي والإسلامي لنحملهم المسؤولية على تقاعسهم وتخاذلهم"، مشدداً على أن أهل القدس سيقومون بواجباتهم ضمن إمكانياتهم لصد هجمات الصهاينة.