شمس نيوز/ وكالات
يُعتبر المايونيز من الصلصات الأكثر شعبيةً واستهلاكاً في العالم. ففي إسبانيا وبحسب صحيفة El mundo الإسبانية، بلغت نسبة استهلاك هذه الصلصة خلال عام 2016، نحو 55.874 كيلوغرام.
وعلى الرغم من استخداماته واسعة الانتشار، فإنه يصنف أحياناً على أنه غذاء غير صحي ولا يُنصح بإدراجه ضمن النظام الغذائي الصحي.
لكن، هل يتسبب المايونيز حقاً في ظهور مضاعفات سلبية على الصحة؟
السعرات الحرارية والدهون؟
في الحقيقة، بفضل تركيبته التي تشمل الزيوت النباتية، والبيض الخام، والملح، وعصير الليمون أو الخل، قد يتحول المايونيز إلى صلصة تحتوي على نسبة عالية من الدهون والطاقة.
وأفادت رئيسة قسم التغذية والصحة في شركة يونيليفر الإسبانية، ديانا رويغ، بأن "تناول حصة مايونيز، التي تعادل مقدار ملعقة كبيرة (15 مللي) توفر للجسم نحو 90 سعرة حرارية، أي ما يقدر بنحو 5% من الكمية اليومية من الطاقة التي يحتاجها الشخص".
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنه وبالنسبة للشخص البالغ، من المستحسن استهلاك نحو 2000 سعرة حرارية في اليوم، في حين ينبغي أن يكون ما بين 30 و35% منها متأتية من الليبيدات أي الدهون.
ومن ثم، من الممكن دمج المايونيز بنظام غذائي متوازن ومتنوع، لكن دون الإفراط في استهلاكه.
لكن أخصائي التغذية في مصحة ريكرياتيفو دي هويلفا، بابلو أنطونيو لوبيز، يقول إن المشكلة مع المايونيز تكمن في أن الأفراد لا يكتفون بحصة واحدة منه؛ بل يعمدون إلى إضافة كمية أخرى من الصلصة مراراً وتكراراً، مما يزيد من نسبة السعرات الحرارية المسموح بها في وجبة واحدة.
وأكد لوبيز أنه "عند اتباع نظام غذائي متوازن، فلا وجود لأطعمة محظورة".
في المقابل، أوضحت المختصة ديانا رويغ أن المايونيز مصنوع من زيوت غنية بالدهون غير المشبعة (الأحادية والمتعددة). ومن ثم، يمكن إدراجها على أنها دهون صحية؛ نظراً إلى أنها توفر أحماض "أوميغا 3" و"أوميغا 6" الدهنية التي يحتاجها الجسم والتي لا يمكن تصنيعها. فضلاً عن ذلك، تشتمل هذه الزيوت، بصفة خاصة، على الفيتامين "إي".
الكولسترول؟
في هذا الصدد، شددت مختصة التغذية ديانا رويغ على أن البيض والزيت الموجودين في المايونيز لا يؤثران سلباً على مستويات الكولسترول.
وفي بيانها الذي جاء تحت عنوان "عادات الحياة الصحية"، أكدت المؤسسة المعنيّة بفرط كولسترول الدم العائلي، أن المسؤول الأول عن زيادة مستويات الكولسترول في الدم (وعلى وجه الخصوص الكولسترول الضار) يتمثل في الدهون المشبعة أو المهدرجة جزئياً، التي تسمى أيضاًً الأحماض الدهنية العابرة.
ومن ثم، يعتبر خفض استهلاك هذا النوع من الدهون ذا فائدة أكبر على مستوى ليبيدات بلازما الدم مقارنة بعملية الحد من مستوى الكولسترول من النظام الغذائي.
وعلى الرغم من أن معظم الأطعمة الغنية بالكولسترول عادةً ما تكون أيضاً غنية بالدهون المشبعة، فإن البيض ليس كذلك.
لذا، يمكن أن نقول إن بيضة متوسطة الحجم تحتوي على نحو 200 ملليغرام من الكولسترول، لكنها تحتوي على نسبة من الدهون غير المشبعة المفيدة للصحة أكثر من الدهون المشبعة، إلى جانب 70 سعرة حرارية فقط.
المايونيز منزلي الصُنع أم المصنّع؟
فيما يتعلق بهذه المسألة المثيرة للجدل، اتفق الخبراء على أن هذا الأمر يعتمد على ذوق كل شخص.
وفي هذا السياق، بيّن المختص بابلو أنطونيو لوبيز، أن "المايونيز المنزلي يسمح للمستهلك باختيار زيت الزيتون على سبيل المثال، في حين غالباً ما تعتمد المنتجات المصنّعة على زيت عباد الشمس والصويا".
وأضاف أنه يمكن استخدام البيض المتأتي من دجاج الحظيرة عند إعداد المايونيز المنزلي. ومن ثم، يستطيع المستهلك أن يجعل المايونيز يتلاءم مع رغبته وذوقه عند اختيار المكونات، وبإمكانه أيضاً إضافة بعض التوابل. ومن المثير للاهتمام أن المايونيز المنزلي عادة ما يتميز بطعم ونكهة خاصة.
في المقابل، أفادت الخبيرة ديانا رويغ بأنه "من المستحسن استهلاك المايونيز المصنّع بما أنه يساعد على تجنّب بعض المخاطر الصحية مثل داء السلمونيلات؛ نظراً إلى أن البيض في هذه الحالة يخضع لعملية بسترة".
وأضافت رويغ أن "نكهة المايونيز المصنّع لا تختلف كثيراً عن المنزلي، كما أنه يخضع لمعايير غذائية مضمونة ومحفوظ بشكل أفضل من المايونيز المنزلي".
وبحسب النسخة موقع "هاف بوست عربي"، فترة الصلاحية للمايونيز لا عمر لها في حال عدم فتح العبوة، أما بعد الفتح فيدوم من 2 – 3 أشهر من بعد تاريخ "يستهلك قبل" (من بعدها قد يتغير اللون أو الطعم، لكن يبقى المنتج صالحاً عموماً للاستهلاك).
وفي حال إعداده منزلياً، فإن فترة صلاحية زيت الزيتون المستخدم في إعداد المايونيز هي عامان من بعد تاريخ الإنتاج (من بعدها قد يتغير اللون أو الطعم، لكن يبقى المنتج صالحاً عموماً للاستهلاك).