قائمة الموقع

خبر على أبواب المدارس.. أطفال مدخنون يتقاسمون "السجاير"

2017-10-16T07:19:01+03:00

شمس نيوز/ منى الأميطل

على قارعة الطريق كان يقف مصعب في زاوية مؤدية لشارع جانبي ينفث دخان سيجارته بهدوء، ينظر للمارة تارة وللأطفال الذي يلعبون بالجهة المقابلة تارة أخرى.

مصعب من الأطفال المدخنين وهو لم يتجاوز الـ 12 عامًا، يقول "أشعر بمتعة كبيرة عند تدخيني لسيجارتي اليومية، قمت بالتجربة قبل عدة شهور وأحببت السجائر جدًا، وتقريبًا أدخن سيجارة في اليوم".

"قل لي من صديقك أقل لك من أنت"، أصدقاء السوء دفعوا مصعب للدخول لعالم التدخين، فصديقه - في عمره - المقرب أهداه أول سيجارة، يوضح أنه يتفق مع أصدقائه في المدرسة لشراء علبة كاملة من السجائر ليتقاسموها سويًا، أو أحيانًا يشتري  بـ "النفل" وذلك على حسب مصروفه اليومي.

أما على طريق المدرسة وعلى صوت السلام الوطني وطابور الصباح، وقف محمد بالقرب من مدرسته لإنهاء ما تبقى من سيجارته، فقد بدا متوترًا يلتفت يمنى ويسرى خوفًا من أن يراه أحد.

محمد البالغ من العمر 15 عامًا بدأ التدخين منذ عام، أثناء جلوسه مع جاره الذي يكبره بستة أعوام، يقول " أحب رائحة السجائر للغاية فأول سيجارة كانت أثناء جلوسي مع جارنا المدخن طلبتها منه كنوع من التجربة وتعديل المزاج والشعور بأني كبرت، علمًا بأن معظم أصدقائي جرب التدخين من قبل".

عندما يكون القدوة مدخن لن تستطيع أن تقدم النصيحة للصغير لأن الكبير أولى بها، والد محمد مدخن منذ سنوات عديدة وابنه منذ أعوام يشتري له علب السجائر ولكن لم يجرؤ على تناول سيجارة واحدة من سجائر أبيه خوفًا منه.

أما أم عبد الرحمن لديها ابن مدخن يبلغ من العمر 16عامًا تقول وعيناها تلمعان من الحزن، "شعور صعب جدًا أن يكون ابنك مدخن إضافة لتعنته ورفضه الاقلاع عنه، في كل مرة يخبرني بأنها الأخيرة ويعتذر ويعد الوعود ولكن لا يصدق".

وتذكر المرة الأولى التي رأته يمسك بسيجارته فوق سطح المنزل لم تتحمل المنظر حينها فصفعته على وجهه بقوة.

تضيف أم عبد الرحمن، "حاولت كثيرًا بكل الطرق أن أمنعه من التدخين واتبعت العديد من الوسائل ولكن دون جدوى، مشيرة إلى أن والده وكل البيئة المحيطة بابنها عبارة عن مدخنين".

للمعلم داخل المدرسة دور ايضًا لحث الطالب المدخن على الإقلاع عن التدخين، الأستاذ في مدرسة شهداء النصيرات ناصر الهنداوي، يقول " علاقة المدرس مع طالبه يجب أن تكون قائمة على الصداقة، حتى يثق الطالب بالمدرس ويستجيب لنصائحه".

وأردف، " يجب أن يكون الأب قدوة وغير مدخن حتى يقتنع الابن بترك التدخين، مشيرًا إلى أهمية إبعاد الابن عن رفقاء السوء لأنه من الممكن أن يكتسب منهم بعض السلوكيات الخاطئة.

في السياق ذاته، عبر الدكتور درداح الشاعر أخصائي علم النفس عن أسفه بوجود فئة كبيرة من المدخنين الأطفال، مرجعًا إقبال الطفل على التدخين هو نوع من "الهيات والفشخرة" ليثبت بأنه أصبح كبيرًا ورجلًا.

ويوضح، أن أسباب التدخين تختلف من شخص لآخر قد تعود أحيانًا للتراخي في عملية التربية أو البيئة المحيطة مشجعة كأن يكون الأب مدخنًا.

وطالب الشاعر أن يقوم الأهل باحتضان أبنائهم وتقديم النصائح لهم بشكل مستمر حتى لا ينزلقوا في مستنقع التدخين، وضرورة تكثيف الدور الإعلامي لتقديم الدعم والنصائح للشباب وأن يكون له دورممنهج متكامل.

تجدر الإشارة إلى، أن نسبة التدخين في قطاع غزة من أعلى النسب في العالم على الرغم من وجود قانون فلسطيني لمكافحة التدخين (رقم 25/ 2005)، فيما  بلغت نسبة عدد المدخنين بالضفة وغزة ما يزيد عن700 ألف مدخن بنسبة تبلغ 20.5% من مجموع السكان يحرقون سنوياً نحو 537 مليون دولار أميركي بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

كما يبلغ عدد الوفيات الناتجة عن أمراض مرتبطة بالتدخين في الضفة الغربية وغزة، حوالي أربعة آلاف حالة سنوياً.

وأظهرت دراسات حديثة، أن التدخين يضعف العظام ويعرضها للكسر بسبب زيادة نسب النيكوتين في الدم مما يؤدى إلى انقباض الأوعية الدموية، إضافة لتأثيره على الجهاز التنفسي ويؤدي لسرطان الفم والحلق والرئة.

اخبار ذات صلة