قائمة الموقع

خبر دحلان يلوح بغصن الزيتون.. هل يقبل عباس المصالحة أخيرًا؟

2017-10-18T06:10:17+03:00

شمس نيوز/تمام محسن

فيما يلوح محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة "فتح"، بغصن الزيتون لرئيس السلطة محمود عباس، يبدو أن الأخير لا يلقي بالًا أو "متمهلًا" في اتخاذ القرار الحاسم بشأن مصالحة خصمه "الطموح".

إذ تتحدث مصادر فتحاوية، عن بوادر "مصالحة" بين عباس ودحلان، بإيعاز من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وتدخل الإمارات الذي يعد دحلان حليفًا استراتيجيًا لها، منذ نفيه العام 2011 إثر خلافه مع عباس.

تأتي تلك التحركات، في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة في 12 أكتوبر الجاري بين حركتي "فتح" و "حماس"، بوساطة مصرية ودعم إماراتي، ما يمهّد -بحسب مراقبين- إلى مصالحة أخرى لتوحيد فتح.

ونقلت وكالة "قدس نت" عن المصادر التي وصفتها بالرفيعة، تأكيدها أن عباس تلقى رسالة من السيسي شدد خلالها الأخير على الجدية في المطالبة لأبو مازن بفتح صفحة جديدة مع دحلان، وطي الخلافات. لكن عباس لم يرد على هذه الرسالة حتى الآن وينتظر دراسة الأمر مع أعضاء اللجنة المركزية والقيادة الفلسطينية.

دحلان من ناحيته، وكما تحدث في مقابلة مع وكالة "رويترز" في 4 أكتوبر الجاري، قال إنه مستعد للمصالحة معه لتوحيد حركة فتح، مضيفًا "الكرة في ملعب أبو مازن ووقتما يريد نحن جاهزون".

ورفض عباس العديد من الوساطات العربية والداخلية فيما يتعلق بملف دحلان، لكنه في هذه المرة في ظل متغيرات جديدة طرأت على الساحة الفلسطينية والإقليمية يبدو أن الرجلين أقرب إلى التصافح مجددًا أو نخفيف حدة العداء بينهما.

 عودة غير مكتملة**

يرى طلال عوكل، المحلل والكاتب في صحيفة الأيام المحلية، أن عودة دحلان إلى جسم حركة "فتح" صعب، وبحاجة إلى ممارسة ضغوط كبيرة من قبل الأطراف المعنية بإتمام هذه المصالحة.

لكنه يتوقع أن تفضي الجهود المصرية إلى "الحد الأدنى" من المصالحة بين الطرفين، بسحب عباس الإجراءات القضائية بحق دحلان، ثم تركه ومشيئته بالعودة إلى الحلبة السياسية.

ودانت محكمة مكافحة الفساد في رام الله في كانون الأول 2016 دحلان بسرقة أموال عامة، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات وغرامة قدرها 16 مليون دولار، لكن دحلان قال إن المحاكمة كانت سياسية ونتيجة لخصامه مع عباس.

وقال، إن "المحاكمة جاءت كمحاولة من الرئيس عباس للتخلص من خصومه السياسيين".

فيما يبدو المحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو، أكثر تفاؤلًا بعودة دحلان إلى الساحة السياسة بالبناء على انجاز المصالحة بين "فتح" و"حماس" بعد أكثر من عقد من التناحر السياسي والإعلامي.

ويوضح سويرجو بالقول: "استطاع الطرف المصري أن يجمع الرئيس وحركة حماس وينهي حالة الانقسام، فمن يستطيع فعل ذلك يمكنه أن يشكل حالة من الضغط جديدة من أجل انجاز مصالحة داخلية في فتح حتى يعود النظام الفلسطيني قادرًا على ممارسه دوره في حل المشاكل الداخلية والوطنية بعقل جمعي".

وتوقع أن تتم كل المصالحات خلال العام الجاري ليتسنى بحث مشاريع "التسوية" السياسية، "المطلوب دوليًا هو أن يكتمل النظام السياسي الفلسطيني بكل جوانبه لتقديم موقف موحد على أي طرح مستقبلي"، يقول سويرجو.

الدور المصري-الإماراتي **

استطاع دحلان خلال فترة إقامته في المنفى منذ 2011 على إثر خلافات مع عباس، من إقامة علاقات قوية مع الأسرة الحاكمة في الإمارات بالإضافة إلى علاقته بالنظام المصري الحالي.

وبالعودة إلى عوكل، فيشير إلى أنه لا يمكن الصمود طويلًا أمام الالحاح المصري المدعوم خليجيًا في الاستجابة للرؤية المصرية المتمسكة بالمصالحة داخل حركة فتح والتي ترى أيضًا أن لدحلان دور ومكانة في المشهد السياسي الفلسطيني.

وهو ما يتفق معه المحلل سويرجو، قائلًا إن "أطراف عديدة متنفذة ستمارس ضغطًا على عباس، بدعوى أنه لا يمكنه التوجه لأي مؤسسة دولية إلا بتمثيل شامل للكل الفلسطيني" وإنهاء كل الصراعات على الساحة الفلسطينية.

دحلان الذي يراقب المشهد من الإمارات يبدو متأهبًا لعودة قريبة إلى الساحة الفلسطينية، مستفيدًا من دعم الرباعية العربية السياسي والاقتصادي.

وأظهر استطلاع أخير أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، أن مؤيدي حركة فتح في غزة يحولون ولاءهم إلى دحلان. وارتفعت شعبيته في غزة في الأشهر التسعة الماضية من تسعة في المئة إلى 23 في المئة.

اخبار ذات صلة