قائمة الموقع

خبر (صور) الرسام عياش يصطاد مشروعًا فريدًا بلا شباك!

2017-10-19T10:03:54+03:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

تصوير/ حسن الجدي

أمام بحر قطاع غزة، وقف ماهر عياش (29 عامًا) مخاطبًا إياه بما آلت أحواله بعد تخرجه من الجامعة قبل عدة أعوام ولم يجد فرصة عمل يعيل بها زوجته وطفليه عزمي ومحمد، اللذين مع ذكرهم قطع تفكيره وأمسك بغضب حفنة من الرمال والزلف وقذفها نحو البحر.

ولم يتوقع ماهر أن ما أمسك به سيزرع في ذهنه فكرة مشروعه، فعمل على تجميع ما وقعت يديه عليه من الرمال والزلف والزلط، وتوجه بها نحو ورشته الصغيرة التي جهزها في منزله بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وبدأ بها قصة شغفه وتحديه لواقعه بصناعة لوحات فنية فريدة من نوعها.

بحيوية، يجهز ماهر لوحًا خشبيًا قام بطلائه باللون الأسود تمهيدًا لإلصاق حبات من الزلف، بعد أن أمعن التفكير باللوحات الفنية التي سيصنعها بما هو متاح بين يديه، وليبهر الناظر إليها.

يقول الشاب عياش لمراسل "شمس نيوز" وهو يغمس ريشته بلاصق أبيض تمهيدًا لتثبيت زلفة بحرية على لوحته: "ما دفعني لصناعة لوحات من مخرجات البحر، حبي لممارسة موهبتي بجميع أشكالها الفنية، في ظل واقع مرير أعيشه، يحتاج مني الاجتهاد، من أجل توفير لقمة عيش كريمة لي ولأسرتي".

ويوضح، أن الفكرة راودته خلال ذهابه للبحر المتنفس الوحيد لأهالي القطاع، حيث يشعر براحة نفسية يلمسها داخله، منوهًا أنه خلال تجوله على الشاطئ لفت انتباهه الزلط المتناثر، "فعملت على جمعه، وفي ورشتي بدأت العمل عليه بصناعة قلائد مكتوب عليها أسماء أشخاص ونحت عليها أشكال، إلى أن تطور مشروعي لصناعة لوحات فنية"، كما يقول.

الشاب عياش لم يصب بالإحباط لعدم حصوله على وظيفة بعد تخرجه من الجامعة وحصوله على بكالوريوس في قسم السكرتارية، واتجه نحو ممارسة هوايته، بصناعة لوحات فريدة من نوعها وبخامات متوفرة ومتاحة بين أيدي الجميع، ليشكل بذلك نواة مشروعه الخاص الذي يواجه به البطالة في ظل انعدام فرص التوظيف بغزة.

فكرة إعادة تدوير مخرجات البحر، أعادت الشاب ماهر لموهبة طفولته، حيث كان يرافق جده المرحوم محمد عياش، الذي كان يصنع بحرفية ويشكل من "سيقان البامبو" سلالاً.

إلى جانب صنعه للوحات فنية من مخرجات البحر، عمل على إعادة تدوير عدة مواد منها، الإسفنج إلى تحف فنية، والاستفادة من الخشب الطبيعي لصناعة النجف، كما يوضح.

ويضيف وهو يكسر بأداة حديدة بسيطة حبة زلط ليكمل بها تشكيل لوحته: "بعد عدم حصولي على فرصة عمل بمجال تخصصي، هذا أصبح مشروعي الخاص، وأتمنى ترويجه خارج فلسطين، وأحتاج لمن يحتضن مشروعي"، موجهًا رسالة للمعنين والمسؤولين، بأن يعتنوا بالمواهب والخبرات والكفاءات.













اخبار ذات صلة