قائمة الموقع

خبر الشتاء يقرع أبواب السجون وينذر بالأسوأ

2014-10-12T09:08:14+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

ظروف صعبة ومريرة يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، وفصول معاناة تتكرر كل عام مع بدء فصل الشتاء في ظل شدة البرد القارص، وغرف السجون المشبعة بالرطوبة التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، الأمر الذي بات يؤرق الأسرى، فيما ترفض  إدارة السجون تزويدهم بما يلزم من أغطية وملابس شتوية ووسائل تدفئة لحماية أنفسهم، لاسيما في السجون الصحراوية المعروفة بالبرد الشديد.

ويستقبل الأسرى أيام الشتاء بحذر وتخوف في ظل سياسة الانتقام التي تتبعها إدارة مصلحة السجون بحقهم، المتمثلة في التفتيش العاري، ومصادرة الأغطية وبعض المواد التي يستخدمها الأسرى للتدفئة، إضافة إلى سياسة الإهمال الطبي. ما دفع بالمهتمين بشؤونهم للتأكيد أن معاناتهم ستتفاقم في الأيام القادمة بسبب الظروف القاسية المرافقة لهذا الفصل.

وكانت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) قد منعت أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم داخل السجون، وحظرت إدخال الملابس الشتوية والأغطية لهم.

على الأبواب

"أم أحمد" زوجة الأسير شريف طحاينة، المغيب منذ عشرين شهراً في سجون الاحتلال تحت بند الاعتقال الإداري، تقول لـ"شمس نيوز": لم أزر زوجي منذ شهر مارس الماضي، لأنني وأبنائي ممنوعون من الزيارة، ومنذ ذلك الفترة لا أعلم بحاله".

وتضيف طحاينة: فصل الشتاء على الأبواب، وهو الآن في سجن النقب الصحراوي، يبيت في الخيام بدون غطاء ولا لباس مناسب"، منوهة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الملابس الشتوية للأسرى.

وتكمل : نحن نكون في البيت تحت التدفئة المركزية ونلبس الملابس الثقيلة والأغطية، ونعاني من البرد، فما بالك بهؤلاء الأسرى الذين يفتقدون لكل هذه الأشياء، خصوصاً وأن زوجي في سجن النقب وينام بالخيام، في الشتاء برد شديد وفي الصيف حر الشمس يكوي جسده"، داعية له بأن يفرج الله همه ورفاقه الأسرى في القريب العاجل.

ألوان المعاناة

ولا يختلف الحال لدى أم ضياء والدة الأسيرين ضياء ومحمد الأغا، من مدينة خان يونس، واللذين يقبعان في غياهب السجون والزنازين الإسرائيلية، والتي بدت علامات الحزن ظاهرة على تقاسيم وجهها.

تقول الأغا لـ"شمس نيوز": الاحتلال يمنع إدخال الملابس الشتوية إلى أبنائي وبقية الأسرى دون إبداء الأسباب، ويمنع الأهالي من زيارة أبنائهم".

وأضافت: كنت أنتظر بشغف زيارة فلذات كبدي، لأنني ام شاهدتهما منذ ثمانية شهور مضت، بسبب منع الزيارة".

وأكدت أن الأسرى القابعين خلف القضبان يعانون أشد ألوان المعاناة، وتزداد معاناتهم مع بداية فصل الشتاء لعدم توفر الأغطية والملابس، والأدوات الكهربائية التي تساعدهم في التدفئة من برد الشتاء القارص.

ودعت السيدة الستينية، كافة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية المعنية بقضايا الأسرى للتحرك الفوري والعاجل، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي والسماح بإدخال احتياجات الأسرى من ملابس وأغطية ومأكل ومشرب وغيرها.

خطوات تصعيدية

من جهته، أكد الناطق باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر، أن معاناة الأسرى تتضاعف مع دخول فصل الشتاء، مع نقص الملابس الشتوية ومنع دخول الملابس عبر الزيارات، عدا عن عدم توفير الأغطية في السجون، والتي إن وجدت يتم بيعها للأسرى بأضعاف الثمن.

وأشار الأشقر في حديثه لـ"شمس نيوز"،  إلى أن الأسرى الفلسطينيين يهددون بخطوات تصعيدية لوقف عقوبات إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، حيث فرضت عليهم سلسلة من الإجراءات العقابية كالعزل الانفرادي ومنع الزيارات وما نتج عنها من نقص المستلزمات الأساسية، مضيفاً أن "الأسرى هددوا بالقيام بخطواتهم التصعيدية بسبب الضغوطات الخجولة على إدارة السجون التي ما زالت تخلف وعودها في كل مرة بشأن تعليق العقوبات".

وتحدث الأشقر عن تفشي الأمراض في صفوف الأسرى، مثل الروماتزم والإنفلونزا وغيرها من الأمراض التي أصبحت ملازمة لهم، مما يضاعف معاناتهم بشكل كبير، مؤكداً أن آلاف الأسرى يحتاجون في كل عام لملابس تقيهم البرد القارص، لعدم توفير إدارة السجون لاحتياجاتهم، ناهيك عن عدم قدرة الأسير على العيش من حسابه الخاص، مما يضاعف مشكلاتهم.

ودعا الأشقر، المؤسسات الحقوقية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى القيام بدورها تجاه الأسرى وممارسة ضغوط جدية على إدارة سجون الاحتلال لوقف الإجراءات العقابية المتخذة بحق المعتقلين منذ خطف وقتل المستوطنين الثلاثة بالضفة الغربية المحتلة في يونيو الماضي.

 

اخبار ذات صلة