شمس نيوز/علي الهندي
حظي الفلسطينيون خلال الأسابيع الماضية بسلسلة من التسهيلات الإسرائيلية، هذه التسهيلات بدأت بالفعل منذ عيد الأضحى، الأمر الذي يحدث للمرة الأولى منذ انقسام عام 2007، ومن بينها سماح الاحتلال للمئات من كبار السن بزيارة الضفة الغربية والصلاة في المسجد الأقصى، وستشهد هذه التسهيلات الإسرائيلية تصاعداً في الفترة المقبلة، من بينها تحسين العمل على المعابر، وفق مسؤولين في السلطة الفلسطينية.
كما ستمنح حكومة الاحتلال تصاريح للمئات من العمال الغزّيين للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وتصاريح للطلبة، ولم شمل داخلي لمئات المواطنين لا تعترف إسرائيل بوجودهم لأنهم غير مسجلين في سجلاتها، فضلاً عن توسيع معبر كرم أبو سالم ليستوعب 800 شاحنة، أي ضعف استيعابه حالياً، إضافة الى بحث فتح المنطقة الصناعية على أن تتولى طواقم السلطة الفلسطينية مهامها بداية الأسبوع المقبل ويكون العاملون من قطاع غزة والضفة المحتلة.
لكن ينظر الكثير من المختصين والمحللين الفلسطينيين الى هذه الرزمة من التسهيلات بعين الريبة كونها عادة ما يتم إرفاقها برزمة شروط ومحاولات لاختراق المقاومة الفلسطينية وتحقيق أهداف على المدى البعيد من خلال ضرب الأمن الداخلي للقطاع.
ضرب الأمن الداخلي
وحذر البروفيسور عبد الستار قاسم من أن مساعي إعادة إعمار غزة هي بمثابة منافذ للدخول إلى القطاع وإرسال اللجان والمختصين ومراقبة النشاطات داخل القطاع وذلك بهدف اختراق الأمن الداخلي للمقاومة، من ليسهل على إسرائيل كسب أي معركة قادمة.
وأكد قاسم أن إعمار غزة يتحقق من خلال رفع الحظر المالي عن القطاع وحينها تصبح جميع المؤسسات والجمعيات والفصائل الفلسطينية كفيلة في بناء غزة دون تدخل من أحد، وذلك من خلال السماح بحركة الأموال في بنوك غزة "وهذا حق طبيعي في أي مكان من العالم" بحسب وصفه.
وأردف بالقول: الإصرار على بقاء الحظر المالي والعمل على جمع الأموال وبعد ذلك وضع الشروط والإشراف على صرفها، كل ذلك يؤكد وجود نية مبيتة لضرب أمن المقاومة بغزة وتعريضه للخطر الشديد، ولا يتم حل مشكلة ل 200 ألف فلسطيني مشرد من خلال صناعة مشكلة أكبر لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن آخرين.
وبخصوص الضمانات التي يطلبها المجتمع الدولي بعدم العودة إلى زمن الحرب، أكد الكاتب الفلسطيني أنها تتمثل في عدم وصول شيكل واحد لمساعدة المقاومة، فضلا عن نيتهم في التواجد على أرض غزة ومراقبة النشاطات هناك، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على التحصين الأمني الذي عملت عليه فصائل المقاومة على مدى سنوات طويلة.
مطلوب فك الحصار
بدوره، أكد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن المطلوب اليوم هو فك الحصار عن غزة والتخفيف عن المواطنين ومن بينهم فئة العمال، دون إغفال مساعي الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته لاستغلال هذه التسهيلات في محاولة إسقاط البعض، وهذا ما يجب مقابلته بمزيد من الوعي والحذر.
وأشار الصواف إلى أن التجارب الماضية تؤكد على أن وطنية الفلسطينيين أغلى من أي شيء، مذكرا بالانتفاضتين الأولى والثانية اللتين وقعتا عقب محاولات الاحتلال إذلال الشعب الفلسطيني.
وأوضح الصواف أن حركة حماس هي جزء من المقاومة الفلسطينية وأن ما حدث خلال العدوان الإسرائيلي الأخير وتصدي المقاومة وما حققته من إنجازات وتسجيل نقاط على الاحتلال يجعل المواطنين أكثر ثقة بها ولا يفكرون في الانتفاض عنها.
وحول التسهيلات القادمة في ملف إعادة الإعمار، شدّد الصواف على ضرورة توفر الإرادة السياسية للدول والرغبة والنوايا الحقيقية في الإعمار للوصول إلى نتائج ملموسة، مستدركا: لكن التجارب الماضية تجعلنا أكثر حذرا لأنها حملت الكثير من الوعود دون وجود أي صدى لها على أرض الواقع ولا نريد ان نسمع جعجعة دون أن نرى طحينا".
وحول الضمانات التي يريدها العالم، بيّن الصواف أنه لا يمكن تحققها إلا من خلال الحل العادل للقضية الفلسطينية، مضيفا : ما يتم الآن هو معالجة آثار الاحتلال، والمطلوب معالجة الاحتلال نفسه وإنهاؤه هذا هو الضامن الوحيد لعدم عودة الاشتباك بين الجانبين".