شمس نيوز/ توفيق المصري
أثارت محاولة الاغتيال التي تعرض لها توفيق أبو نعيم، مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة والقيادي بحركة "حماس"، أمس الجمعة، عدة تساؤلات لدى الفلسطينيين، تركزت جلها حول إن كان استهدافه لضرب المصالحة الفلسطينية، أم تأتي في إطار الرد على اعتقالات الحركة لعناصر من أصحاب الفكر "المنحرف" في القطاع، وكان آخرها اعتقال القيادي في تنظيم "داعش" نور عيسى بعد مطاردة استمرت أكثر من عام.
الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، اعتبر أن الدور الذي لعبه أبو نعيم مؤخرًا، بعد التفاهمات التي جرت مع الجانب المصري والتي أفضت لضبط الحدود لمنع خروج ما وصفهم بـ"المتشددين فكريًا" من تجاوز الحدود والوصول إلى الأراضي المصرية، "هذا يبدو أنه أغضبهم بشكل واضح"، قاصدًا ما وصفهم "المتشددين فكريًا".
وأضاف المدهون، في حوار صحافي، أن محاولة اغتيال شخصية بحجم أبو نعيم، تطور نوعي وخطير ينبئ أن هناك من يحاول العبث وخدش الاستقرار الأمني، منوهًا أن الاحتلال المستفيد من محاولة اغتيال أبو نعيم لدوره السابق في المقاومة، والحالي في حماية المقاومة عبر عمله في الأجهزة الأمنية.
ويرى، أن العملية لها تبعات خطيرة، ويمكن أن يكون للاحتلال يد يريد من ورائها توجيه ضربة للاستقرار الأمني الذي يعتبره مضرًا له، معتبرًا أنه حتى لو ثبت تورط الاحتلال في محاولة الاغتيال، فإن المقاومة سيكون ردها مختلفًا وعلى عدة مستويات.
يحمل بصمات**
أما الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء يوسف الشرقاوي، ذهب إلى أبعد من سابقه، حيث رأى أن غزة ستشهد محاولات اغتيال مماثلة للتي تعرض لها أبو نعيم، من تفجير استهدف سيارته وسط القطاع.
وقال الشرقاوي، إن "الاستهداف الذي تعرض له أبو نعيم هو استهداف سياسي قبل أن يكون استهداف أمني"، مشيرًا أن الاستهداف يحمل بصمة التنظيمات "المتشددة" في قطاع غزة، حسب وصفه.
وأضاف الشرقاوي، أن "الأيام المقبلة قد تشهد موجة من الاغتيالات لزعزعة الأمن والاستقرار في قطاع غزة، من قبل المتضررين من المصالحة والتفاهمات الأمنية الأخيرة التي توصلت لها حركة حماس مع مصر".
وتابع الخبير العسكري، أن "التنظيمات السلفية التي تأتمر بأوامر من أجهزة استخبارات-لم يسمّها- أضعف من أن تشكل تهديدًا مباشرًا أو تدخل في مواجهة مباشرة مع المقاومة الفلسطينية، لكنها تعمد لمثل هذه العمليات التي تستهدف المقاومة الفلسطينية وإضعافها، وإرباك الساحة الفلسطينية"، وفق قوله.
ودعا القاهرة والمسؤولين الأمنيين المصريين، لالتقاط الرسالة من هذه العمليات، والعمل على رفع التنسيق السياسي والأمني مع حركة "حماس" في قطاع غزة لمواجهة خطر مثل هذه العمليات.
وشدد على أن مفتاح الاستقرار الأمني في قطاع غزة، هو إقامة علاقة مبنية على حسن الجوار بين قطاع غزة ومصر، والعمل بشكل مشترك لمواجهة التحديات والاحتياجات الأمنية، اللازمة لتثبيت حالة الهدوء والاستقرار.