شمس نيوز/تمام محسن
تصوير/ حسن الجدي
مع تسلل نور الصباح، يحملون أدواتهم البسيطة ووجباتهم الخفيفة، متجهين نحو شاطئ البحر، يصطفون بالعشرات على طول الشاطئ في مشهد غير مألوف، ويبدؤون طقوس الصيد بالصنارة التي تستمر حتى ساعات المغيب.
على شاطئ بحر مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، يتجاور الشابان عمر الشريف وعبد الرحيم الطلالقة، ينتظران صنارتيهما أن تلتقط شيئًا، يتقاسمان الشغف والحكايات والخبرات في صيد الصنارة.
عمر الشريف (30 عامًا) يقول إنه يمارس هواية صيد الأسماك منذ سنين مراهقته أي قبل نحو 15 عامًا.
ويوضح الشريف الذي يعد نفسه أصبح خبيرًا بالسمك ومواسمه، أن شهري تشرين الأول والثاني هما موسم أسماك "الترخونة"، مشيرًا إلى أن كل شهر يشهد نوع معين من الأسماك.
في طقوس الصيد التي تشبه الاحتفال بالنسبة للصيادين الهواة، يبدأ البحث عن الديدان والتي قد تستغرق ساعات طويلة مرهقة، قبل تجهيز الصنارة وإلقائها في البحر. ثم الانتظار لساعات وساعات قبل أن تعود إليهم الصنارة بما ينتظرون ويتوقعون.
ويعد شهرا تشرين الأول والثاني، من كل عام من أفضل شهور السنة بالنسبة لصيادي الصنارة، وفيهما تنشط رحلات الهجرة للأسماك، والكثير منها يقترب من الشاطئ.
ويقول الشريف، إن الصيد بالصنارة هذا العام من أفضل العوام التي مرت عليه، ويشير أنه يتوجه للبحر يوميًا ولا يعود بأقل من ثلاثة كيلو من السمك الطازج، التي تصبح بعد قليل وليمة عشاء "معتبرة" لعائلته.
أما عبد الرحمن الطلالقة (30 عامًا) والذي قرر أخيرًا أن يجاور البحر وينتقل مع عائلته للسكن قريبًا منه، فيقول إن صيد الصنارة بالنسبة له أشبه بحالة من "الإدمان" لا ينقطع عنه ولا يفتر.
ويرتبط سكان قطاع غزة بعلاقة حميمية مع البحر، فهو مصدر رزق آلاف العائلات ومتنفس 2 مليون إنسان هم قاطنيه، في وقت تضيق بهم الأرض جراء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عقد.
ويوضح الطلالقة مواقيت الصيد، قائلًا "في الصيف نطلع للصيد من ساعات العصر وبنضل حتى طلوع الفجر، أما في الشتاء فتبدأ من الفجر إلى مغيب الشمس".
ويتحدث الطلالقة، عن ارتفاع أسعار أدوات الصيد في السوق المحلي ورداءة جودتها وقد يصل سعرها إلى 3000 شيقل، فاضطر أن يحضرها من مصر بسعرٍ أقل.
ويشتكي، من تلوث مياه الشاطئ بالصرف الصحي والتي تدفع بالأسماك بعيدًا عن الشاطئ وتحبط آمال الهواة بصيد أوفر.