شمس نيوز/ هيئة التحرير
مقيدًا، وبعد رفض الاحتلال الإسرائيلي فك وثاقه، بحجة القانون والإجراءات التي تجردت من الإنسانية، احتضن الأسير المقدسي رجب الطحان جسد ابنه المنهك إثر الكيماوي، مجد 19 عامًا، فجر اليوم الاثنين، في الخامسة تمامًا، مصحوبين بالبكاء طيلة الزيارة التي استمرت لنصف ساعة فقط، ليشدّ كلًا منهما أزر الآخر.
بعدما غاص المرض ممتقعًا في جسد الابن، متلهفًا لرؤية والده، ودون أن يدري بهم أحد، تسللت مجموعة من إدارة سجون الاحتلال إلى مستشفى "هداسا عين كارم" ومعهم الأسير المقدسي رجب الطحان لزيارة نجله المريض بالسرطان.
تحت إجراءاتٍ مشددة، أدخل الاحتلال الأسير إلى غرفة ابنه، مكبلًا بقيود القهر، لعدم معرفته إياه بسبب التغيير الكبير الذي أحدثته السنون الغائبة عنهما عند الاحتلال، والمرض المتأصل في دمه، فتلتقي الروحان التي حوصرت لتسعة عشر عامًا، ليجبر الاحتلال الشوق داخلهما على الانطفاء خلال نصف ساعة فقط قبل عودة الأسير إلى سجن نفحة حيث كان يقبع، تاركًا جو غرفة ابنه مختلطة بمشاعر المزيد من الشوق والحزن والفرح.
وخلال اللقاء، أغلق القسم الذي تواجد فيه مجد لحظة الزيارة، لكن المشاعر التي بدت عليه بعد الزيارة، مسحت كل المعاناة التي رآها خلال علاجه، ولولـ 30 دقيقة، فالمعروف أن؛ مجد مصاب بسرطان الدم وفشلت عملية زراعة النخاع الشوكي، وهو الآن يمر بحالة شديدة الخطورة، ويرقد بالعناية المركزة بأحد المستشفيات داخل الأراضي المحتلة عام 48.
وكان عمر مجد في المرة الأولى لاعتقال والده أربعة أشهر، خرج بعدها في صفقة "شاليط" لعام 2011، أي عندما اصبح عمر ابنه ثلاثة عشر عامًا، ثم أعيد اعتقاله عام 2014، وعاش مجد في أحضان والده فقط سنتين وثمانية أشهر ونصف ساعة أضيفت إليه الآن، من أصل 19 عامًا.
وبذلت عائلة الأسير والطواقم القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد بذلت جهودًا مضنية، تواصلت على مدار الأيام الماضية، وتقدمت بأكثر من طلب والتماس للمحكمة الإسرائيلية المركزية في بئر السبع، وانتزع قرار السماح للأسير الطحان بزيارة نجله المريض بسرطان الدم انتزاعًا من المحكمة.
والأسير المقدسي رجب طحان (49 عاما)، أب لخمسة من الأبناء والبنات، من سكان حي رأس العامود اعتقل بتاريخ 29-10-1998 وأدانته المحكمة الاحتلالية بالانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وأصدرت بحقه حكمًا بالسجن مدى الحياة، أمضى منها 13 عامًا، وتحرر ضمن صفقة وفاء الأحرار بتاريخ 18-10-2011 وبعد أقل من ثلاث سنوات، أعاد الاحتلال اعتقاله مع مجموعة من محرري الصفقة.