شمس نيوز/ هيئة التحرير
"يا جبل ما يهزك ريح.. يريدونني إما قتيلاً أو أسيرًا أو طريدًا ولكن أقول لهم شهيدًا شهيدًا شهيدًا" رحل مردد هذه الكلمات، وقاتله لم يُعرف بعد، وفي ذكرى وفاة ياسر عرفات الـ13 والتي توافق اليوم السبت يستذكر الفلسطينيون، تاريخ هذا الرجل.
كُني بـ(أبو عمار) لكن اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، من مواليد القاهرة في 24 أغسطس عام 1929.
عاش عرفات في أسرة فلسطينية مكونة من سبعة أفراد، وقضى طفولته وأوائل شبابه في مصر، ودرس الهندسة المدنية في جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1950، ثم غادر بعد ذلك إلى الكويت، وشكل عام 1957 مع ناشطين آخرين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
بعد ذلك، تأسست منظمة التحرير الفلسطينية في يونيو عام 1964، واعترفت بها الدول العربية ممثلاً وحيدًا للشعب الفلسطيني، وفي مطلع يناير عام 1965 بدأت فتح عملياتها المسلحة ضد "إسرائيل".
استمر صعود نجم عرفات، وترأس عام 1969 المجلس التنفيذي لمنظمة التحرير، وفي عام 1970 شهدت العلاقة الفلسطينية الأردنية انتكاسة بفعل ما عُرف بأحداث أيلول الأسود، التي غادر على إثرها عرفات الأردن مع مئات المقاتلين نحو سوريا ثم لبنان.
"لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي"
عام 1974 ألقى عرفات خطابًا شهيرًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك فكان نصرًا دبلوماسيًا للقضية الفلسطينية، لكن اجتياح "إسرائيل" للبنان وتطويقها بيروت والقيادة الفلسطينية عام 1982، شكل منعطفًا أجبر المقاومة الفلسطينية على الخروج تحت حماية دولية من لبنان إلى تونس ودول عربية.
واندلعت الانتفاضة الأولى بينما سرع المجلس الوطني الفلسطيني الملتئم في الجزائر عام 1988 إلى إعلان الاستقلال الوطني، وفي ظل مناخ دولي ضاغط عُقد مؤتمر "مدريد للسلام" عام 1991 وسط اعتراف كثير من الدول بمنظمة التحرير الفلسطينية.
تبع ذلك مفاوضات "سرية" بين منظمة التحرير و"إسرائيل" أسفرت عن اتفاقية "أوسلو" التي كانت عام 1993، ومن بنودها إقامة سلطة وطنية فلسطينية مرحلية مؤقتة لحين البدء في مفاوضات الحل النهائي.
عاد عرفات إلى الأراضي الفلسطينية- الضفة وغزة عام 1994- التي أعلنت عليها السلطة، ملتزمًا بإيقاف الأعمال المسلحة ضد "إسرائيل"، وانتخب في العام 1996 رئيسًا للسلطة الفلسطينية.
وفي يوليو عام 2000 رفض عرفات بعد لقاء كامب ديفيد التوقيع على طرح برعاية أميركية لا يُلبي مطالب الفلسطينيين، وبعد شهر واحد اندلعت انتفاضة الأقصى وبرز حديث دوائر أميركية و"إسرائيلية" عن عدم جدوى التفاوض مع عرفات.
وفي 29 مارس عام 2002 حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عرفات داخل مقره بالمقاطعة في رام الله مع عدد من مرافقيه، واستمر حصاره حتى 24 مايو من العام نفسه، بينما طلب الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش تشكيل قيادة فلسطينية جديدة لإقصاء عرفات.
وظهرت علامات التدهور الشديد على صحة عرفات في 12 اكتوبر عام 2004، حيث أعلن أطبائه عن إصابته بمرض في الجهاز الهضمي، وفي 29 اكتوبر تفاقم وضعه الصحي، ونقل بطائرة مروحية من رام الله إلى الأردن من ثم أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا للعلاج.
وفي 11 نوفمبر من العام 2004 أعلنت السلطة الفلسطينية عن وفاته، ودفن في مبنى المقاطعة في رام الله.
بعد وفاته تفجر الجدل، وسط اتهامات أطلقتها عائلته وأطراف فلسطينية رجحت موته مسمومًا، وكشف تحقيق استقصائي للجزيرة نشر في العام 2013 عن وجود مادة البلوتونيوم السامة في جسده.
ويحيي الفلسطينيون ذكرى رحيل أبو عمار في 11 نوفمبر من كل عام في مختلف المناطق الفلسطينية.
ونظمت حركة فتح، اليوم السبت، مهرجان حاشد في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، حضره عشرات الألاف من الفلسطينيين بالقطاع، وبحضور فصائل العمل الوطني والاسلامي الفلسطيني.



























