شمس نيوز/هيئة التحرير
تتراكب في الذاكرة الفلسطينية الجماعية، آلاف الصورة لمجازر وحروب ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الأعزل. إذ يصادف اليوم الأربعاء، الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الذكرى الخامسة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أطلق عليها فلسطينيًا "حجارة السجيل".
البداية**
في الساعة الثالثة إلا ربع من عصر 14 نوفمبر للعام 2012، قصفت طائرات الاحتلال سيارة القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري، التي كانت تسير قرب مشفى الخدمة العامة وسط مدينة غزة، ليعلن الذراع العسكري لحركة حماس إثر ذلك استشهاده ومرافقه الخاص محمد الهمص.
وبعد ساعات من الاغتيال، توعّدت كتائب القسام إسرائيل بردٍ قاسٍ قائلةً إن "إسرائيل فتحت أبواب جهنّم على نفسها"، لتندلع حرب "حجارة السجيل"، أو "عمود السحاب" كما أطلق عليها الاحتلال، والتي استمرت لثمانية أيام.
أخذت العملية العسكرية الجوية شكلًا قاسيًا سريعًا جدًا، للقضاء على البنى التحتية، حيث كان الاحتلال متأملًا أن تكسر الهرمية القيادية، وخطف أرواح القادة السياسيين وكوادر المقاومة العسكريين، لكن سقوط الصواريخ الفلسطينية التي توالت على المستوطنات الإسرائيلية أزعجهم، خاصة عندما وصل الأمر إلى تل أبيب وجوارها.
وكانت "استراتيجية الجنون" في الرد الاسرائيلي، والقصف الجوي الواسع والمدمر، وارتكاب المجازر الشاهد الأكبر على مجزرة عائلة الدلو التي راح ضحيتها 12فرد بينهم أطفال، من خلال استخدام الطائرات الحربية الإسرائيلية للقنابل الثقيلة من وزن الطن.
خسائر الحرب**
وخلال العملية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 162 فلسطينيًا، بينهم 42 طفلًا و11 سيدة، وإصابة نحو 1300آخرين، وهدمت إسرائيل 200 منزل بشكل كامل، ودمرت 1500 منزل بشكل جزئي، وقبل إعلان التهدئة بدقائق، كان آخر ضحايا هذه الحرب مقاوم من سرايا القدس.
كان معظم الأطفال الشهداء من الطلبة أو رياض الأطفال، حسب قول وزارة التربية والتعليم، لافتة إلى استشهاد 5 موظفين من قطاع التربية والتعليم، وإصابة 300 طالب وعامل لديها، وتضرر 50 مدرسة بين أضرار جسيمة ومتوسطة.
على الجانب الآخر، اعترف الاحتلال إبان الحرب بمقتل 5 إسرائيليين، بينهم جندي، وإصابة 240 آخرين بين مدنيين وعسكريين.
وانتهك الاحتلال الاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الصحفيين والإعلاميين، حيث استشهد وأصيب عدد كبير من الصحفيين، فيما استهدف الاحتلال عددًا كبيرًا من المؤسسات الإعلامية في أنحاء القطاع.
فيما قدرت خسائر القطاع الاقتصادي بـ "40 مليون دولار" خلال فترة العدوان، فيما أعلنت وزارة الزراعة عن نتائج أولية لخسائر مباشرة وغير مباشرة في القطاع الزراعي تزيد عن "120 مليون دولار" نتيجة استهداف الاحتلال المباشر للأراضي الزراعية بهدف التأثير على السلة الغذائية والأمن الغذائي لسكان قطاع غزة وتدمير ما تم تحقيقه في السنوات الأخيرة من اكتفاء ذاتي.
وقف إطلاق النار**
في 21 نوفمبر من الشهر نفسه، أعلن كلٌ من حركة حماس والحكومة الإسرائيلية وقف إطلاق نار، بعد جهود مصرية حثيثة، ساندتها جهود دولية أخرى، على أن ينفذ الاتفاق في تمام الساعة التاسعة من اليوم نفسه بتوقيت العاصمة المصرية القاهرة.
ونص الاتفاق على وقف إسرائيل كافة الأعمال العدائية على قطاع غزة، وفتح المعابر لتسهيل حركة الاشخاص والبضائع، من جانبها توقف الفصائل الفلسطينية كل العمليات من غزة تجاه إسرائيل، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود.