قائمة الموقع

خبر الاحتلال يستبيح عذرية الأقصى.. ونداءات لإنقاذه

2014-10-15T09:18:52+03:00

شمس نيوز/علي الهندي

بات اقتحام المسجد الأقصى في هذه الأيام أمرا عاديا يمر مرور الكرام على الكثيرين!.. هذا الاقتحام هو جزء من سياسة إسرائيلية واضحة تتكرر على نحو شبه يومي تهدف إلى نزع مكانة المسجد الدينية والوطنية من قلوب الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وهذا ما يبدو واضحا من خلال تصاعد وتيرة الهجمات وتطورها تباعا، لتصل في الأيام الأخيرة إلى اقتحامات عسكرية تستخدم فيها أسلحة متطورة وقنابل سامة لإرهاب المقدسيين ودفعهم للتخلي عما تبقى من الأقصى، كيف لا وهم العقبة الأخيرة في وجه الاحتلال متى زالت بدأ الحلم الإسرائيلي بالتغلغل من أسفل وفوق الأقصى!.

ويرى كثيرون أن هذه الاقتحامات والهجمات المتكررة ما كانت لتحصل لولا وهن وضعف أصاب الأمة الإسلامية في صميم فكرها، فلم تعد للقدس والأقصى القدسية التي هي جزء من عقيدة المسلمين، هذا الضعف واللاإدراك هو أفضل فرصة يبحث عنها الاحتلال الإسرائيلي وينتظرها قادته المتشددون للانقضاض على المدينة المقدسة لتحقيق حلمهم المزعوم ببناء الهيكل!. 

مخططات عدوانية

وفي هذا السياق، يشدد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، على وجود مخططات إسرائيلية عدوانية بحق المسجد الأقصى باتت تتحقق في كل يوم من خلال الاقتحامات المتواصلة، دون أي مبرر سوى سعي الاحتلال لإخلاء المسلمين من الأقصى، حتى يتمكن من إدخال المستوطنين المتشددين، وذلك لتحقيق هدفهم بالسيطرة الكاملة عليه.

واعتبر الشيخ صبري في حديثه لـ"شمس نيوز" أن ما حصل خلال هذا الأسبوع من اقتحامات متكررة يؤكد على مخطط الاحتلال بفرض واقع جديد في الأقصى مستغلا الأعياد اليهودية كما يستغل الوضع العربي القائم المنشغل عن القدس، كون المسجد الأقصى هو الذي يربط مليارين من المسلمين بأرض فلسطين المباركة، فهو الذي تهفو إليه قلوب المسلمين "لذلك هم يتوهمون أن زوال الأقصى وهدمه يقطع علاقة المسلمين بفلسطين".

وأوضح صبري أن خطورة الأمر أنه لم يعد يتعلق بجماعات يهودية بحتة، بل هناك وزراء وأعضاء كنيست وحاخامات، والحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية بشكل مباشر عن انتهاك حرمة المسجد الأقصى اليوم، مشيرا إلى أن حاخامات اليهود غيروا فتواهم التي يزعمون بان وصايا سيدنا موسى عليه السلام ضائعة أسفل الأقصى والآن سمحوا لليهود بدخول أرض الأقصى ليتراجعوا عن ادعاءاتهم الباطلة وهم يلعبون بالدين كما يشاءون من أجل تحقيق أهدافهم العدوانية بحق القدس والأقصى.

ونوه خطيب المسجد الأقصى إلى أن الموقف الرسمي العربي بات متخاذلا اليوم ، فهم منشغلون بمشاكلهم الداخلية وحديثا باتوا منشغلين بالإرهاب، وهم يتناسون أن الاحتلال هو أصل الإرهاب، مؤكدا أن من يتصدى لقوات الاحتلال ومخططاته هم مرابطو ومرابطات القدس بما يملكون من إمكانيات وقدرات متواضعة.

وأعرب صبري عن حزنه الشديد لانعدام التفاعل الشعبي في الضفة المحتلة وقطاع غزة، قائلا: كنا نأمل أن يتم بحث موضوع القدس في مؤتمر القاهرة ، القدس اليوم منفردة ويتيمة ومنفية ومن يتحرك لنصرتها هم أهلها بدعم من إخوانهم في أراضي الـ48 فقط".

يذكر أن قوات الاحتلال تفرض في هذه الأيام إجراءات وقيودا مشددة على دخول المُصلين إلى المسجد الأقصى، منعت بموجبها من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من الدخول اليه بما في ذلك طلاب مصاطب العلم وعدد كبير من العاملين فيه.

مجزرة حقيقية

من جانبه، اعتبر النائب المقدسي أحمد عطون أن ما يجري اليوم هو مجزرة حقيقية بحق المسجد الأقصى المبارك، منوها إلى أن الاحتلال ومنذ فترة طويلة يضع خططا وبرامج ممنهجة بحق القدس والأقصى من خلال إستراتيجية واضحة يسعى لتحقيقها عبر اقتناص الفرص المناسبة لفرض أكبر كم من الوقائع على الأرض بحق المقدسات.

وأوضح عطون لـ"شمس نيوز" أن الاحتلال يكلل نجاحه في مخططاته من خلال الوصول لمرحلة بناء الهيكل المزعوم، ولتحقيق هذا الحلم وهذا المشروع الصهيوني تتفق كل المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية بكل أذرعها, مشيرا إلى أن الأمر لم يعد متعلقا بأفعال قطعان المستوطنين فقط، بل هناك مؤسسات إسرائيلية رسمية ترعى هذا العمل.

وأضاف: الاحتلال يستغل اليوم الظروف المحيطة وغياب قضية القدس عن سلم أولويات القادة والزعماء العرب وحتى الشعوب العربية وانشغال العالم العربي والإسلامي في معارك داخلية هنا وهناك، ليسابق الزمن ويحقق أكبر قدر من الوقائع على طريق تحقيق حلمه الأكبر بإقامة الهيكل المزعوم".

وأردف عطون بالقول: في الآونة الأخيرة كان لافتا الظهور المميز لعدد من القادة السياسيين الإسرائيليين ومن بينهم نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي ورئيس شرطة القدس الذي يشرف على عمليات الاقتحام، بالإضافة لوزير الأمن الداخلي ووزير الإسكان وعدد من الشخصيات الأمنية وأعضاء الكنيست من اليمين المتطرف" موضحاً أن ما يجري هو تكرار لخطى رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرئيل شارون الذي حاول زيارة الأقصى لنفس الغاية والهدف لفرض وقائع سياسية جديدة على الأرض.

وأكد النائب المقدسي أن هذه الزيارات الإسرائيلية الرسمية بمثابة رسالة سياسية للقادة الفلسطينيين والعرب" بأننا نحن من يسيطر على القدس والأقصى ونحن نستطيع اتخاذ أي إجراءات نريدها ونسن القوانين التي تخدم مصالحنا من خلال إنهاء أي حلم أو أمل بالحديث عن "القدس الشرقية" بالمجمل وعن القدس والمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص لفرض الهيمنة والسيطرة الإسرائيلية عليه" مشيرا إلى العديد من القرارات الإسرائيلية التي تم اتخاذها بهذا الصدد ومنها: تصنيف ساحات المسجد الأقصى بأنها ساحات عامة تشرف عليها وزارة الأديان الإسرائيلية، بالإضافة لوجود بعض المرافق تشرف عليها بلدية الاحتلال، وأخيرا ممارسة الطقوس اليهودية داخل المسجد الأقصى.

وأبدى عطون أسفه الشديد كون هذه المجزرة الإسرائيلية تحدث على مرأى ومسمع من العالم أجمع في ظل صمت مريع يلف الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، كما الحال في جميع العواصم العربية ، متسائلا : إذا لم ننتصر اليوم للأقصى وللقدس وللعقيدة فمتى سننتصر؟.

وشدد عطون على أن هذا الصمت هو بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال لفعل ما يشاء والاستمرار في استباحة مقدسات المسلمين، وهو رسالة سلبية من كافة المسلمين يفهمها الاحتلال أنها ضعف وسلمية وهذا ما انعكس على الواقع بارتفاع وتيرة التصعيد مؤخرا.

وأكد عطون أن المسجد الأقصى المبارك هو عقيدة أمة والدفاع عنه ليس حكرا على المقدسيين أو الفلسطينيين، بل هذا واجب على كل الأمة، مطالباً بخطة عربية وإسلامية سريعة وموحدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من القدس والمسجد الأقصى، وإلا سيأتي يوم يبكي العرب والمسلمون على قدس وأقصى ضيعوه وفرطوا بحقه .

ويشهد المسجد الأقصى اعتداءات واسعة من قبل قوات الاحتلال التي حاصرته لتأمين اقتحام عشرات المستوطنين، ما تسبب بخراب ودمار كبير في العديد من النوافذ التاريخية للجامع القبلي "المُصلى الرئيسي في الأقصى" وتحطيم بعض واجهات البوابات العملاقة للجامع، فضلاً عن اقتحام غرفة الأذان وتحطيم محتوياتها وقطع التيار الكهربائي عن المسجد لعدة ساعات، واعتقال وإصابة عدد من المُصلين.

اقتحام عسكري

بدوره، حذّر محمود أبو عطا، الناطق الإعلامي باسم مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، من خطورة حملة التصعيدات الإسرائيلية النوعية ضد المسجد الأقصى من خلال اقتحامات شارك بها مسؤولون من ائتلاف حكومة نتنياهو وتصعيد أسلوب الاقتحام العسكري ومحاصرة المصلين والمرابطين من قبل فرق خاصة لقوات الاحتلال.

وأوضح أبو عطا لـ"شمس نيوز" أن هذه الاقتحامات تأتي بالتزامن مع دعوات من قبل وزراء إسرائيليين من بينهم وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش بإغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين بالإضافة لتصريحات من قبل وزير الأديان الإسرائيلي بالإسراع بترتيبات لصلوات يهودية مستديمة داخل المسجد.

وأكد أن ما جرى خلال الأيام الأخيرة من تصعيد عسكري واضح تمثل في اعتلاء قوات قناصة إسرائيلية لأسوار المدينة وبوابات الأقصى واستخدام أنواع جديدة من القنابل السامة والعمل على تفريغ المسجد من جميع المصلين واستباحة باحاته في الفترة الصباحية وبعد الظهر، هذه الجملة من التطورات السريعة تنذر بالخطر الشديد والداهم بالمسجد الأقصى وهو مؤشر خطير لاقتحامات جديدة خلال الأيام القادمة.

 

اخبار ذات صلة