شمس نيوز / عبدالله عبيد
تتصاعد الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك في هذه الفترة، بغرض التقسيم الزماني والمكاني للوصول إلى الهدف الصهيوني، وهو بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد، وهذه الاقتحامات تشهد مواجهة عال من المرابطين المتواجدين داخل ساحات المسجد الأقصى، إضافة إلى الإعلان عن يوم النفير العام لنصرة القدس والأقصى من الداخل المحتل.
واقتحم مستوطنون متطرفون صباح اليوم الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحماية أمنية مشددة.
ويشهد الداخل الفلسطيني المحتل نفيرًا عامًا نصرة للقدس والأقصى في مواجهة الاقتحامات اليهودية الجماعية التي يشهدها المسجد منذ أسبوع بمناسبة ما يسمى "عيد العرش".
وبدأت حافلات تقل آلاف الفلسطينيين من كافة البلدات العربية بالداخل المحتل بالتوجه إلى القدس للمشاركة في "يوم النفير" للدفاع عن الأقصى بموجب قرار لجنة المتابعة العليا التي أعلنت اليوم يوما للدفاع عن الأقصى في وجه الانتهاكات الإسرائيلية.
خطير جداً
الشيخ جمال العيسوي مواطن بمدينة القدس وإمام مسجد البلد، أكد أن المسجد الأقصى يمر هذه الأيام بفترة عصيبة وخطيرة جداً، لافتاً إلى تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية على المصلين والمرابطين فيه.
وشدد العيسوي لـ"شمس نيوز" على أن أهالي مدينة القدس يقومون بواجباتهم لصد هذه الاعتداءات، " مضيفا: لكن هذا لا يكفي لنصرة المسجد الأقصى، فعلى العالم العربي والإسلامي أن يتحركوا، لأن القدس ليست للفلسطينيين فقط بل للعالم أجمع".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال ومن خلال هذه الاقتحامات يريد أن يدخل المسجد الأقصى " كما ندخله نحن المسلمون"، منوهاً إلى أن المستوطنين يريدون أن يحولوا هذا المسجد لمكان عبادة لهم.
وقال العيسوي : صحيح أن أيادينا فارغة وبأياديهم أشكال وألوان من الأسلحة والقنابل، لكننا نواجهها بالإيمان والصبر والتحدي، وسنبقى موجودين داخل الأقصى قدر المستطاع لإفشال كل مخططات الصهيونية".
سقف زمني
ويشير رئيس لجنة المرابطين في القدس يوسف مخيمر إلى أن الاعتداءات الصهيونية تتصاعد بشكل كبير في المسجد الأقصى، مبيّناً أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل قد وضع سقفا زمنيا لإتمام مرحلة السيطرة التامة على المسجد الأقصى لتقسيمه مكانياً وزمانياً.
وقال مخيمر لـ"شمس نيوز": الاحتلال منع المئات من الوصول للأقصى والصلاة فيه اليوم"، لافتاً إلى حجم الرعب الذي تثيره سلطات الاحتلال بمدينة القدس أيضاً، من إرهاب الناس والتسلط عليهم وعلى ممتلكاتهم وتفتيشهم خصوصاً عند دخولهم الأقصى.
وأضاف: قمنا في لجنة المرابطين بتوجيه العديد من الدعوات في هذا اليوم، يوم النفير لنصرة القدس والأقصى، لكي تهب كل مدن الضفة الغربية وفلسطيني الداخل 48".
وأكمل مخيمر حديثه: نقول للعالم العربي أنه كما تحالف مع جيوش الغرب ضد الإرهاب، عليهم أن يتحالفوا أيضاً ضد الجيش الإسرائيلي الذي ينقض على الأقصى يومياً، وينتهك حرماته".
فعاليات ومواجهات
من جهته، أشار رئيس دائرة المخطوطات الإسلامية الدكتور الشيخ ناجح بكيرات، مدير المسجد الأقصى، إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أقامت حواجز على البوابات الخارجية لمدينة القدس، لمنع أهالي الداخل الفلسطيني من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح بكيرات لـ"شمس نيوز" أن الاحتلال فرغ المسجد الأقصى من المصلين المسلمين، وأدخل اليوم حوالي 103 من المتطرفين إلى ساحاته، منوهاً إلى أن عددا من المرابطات دخلن بالقوة من جهة باب (حطة) في ظل حراسة إسرائيلية مشددة.
وأضاف: الآن هناك فعالية على باب الأسباط وهناك فعاليات على جميع بوابات المسجد الأقصى"، لافتاً إلى أن ما جرى اليوم يدلل دلالة واضحة على أن الاحتلال فعلاً جاد في مشروع التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك".
وكشف مدير المسجد الأقصى عن إرسال رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي أنه لا يمكن أن نترك المسجد دون أن نتصدى لمثل هذا المخطط، وما جرى اليوم من نفير يدلل دلالة واضحة أن الأقصى في قلوبنا، مشيراً إلى أن هناك حملة ستنطلق اليوم من جامعات الضفة الغربية " طلاب من أجل الأقصى".
وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي قيودا مشددة على دخول المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات فجر اليوم الأربعاء ولليوم الثالث على التوالي؛ بزعم ورود معلومات استخبارية بنية شبان "الإخلال بالنظام" في اليوم السابع من عيد العرش اليهودي، في حين أمنت شرطة الاحتلال اقتحام مجموعة من المستوطنين من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة.