شمس نيوز/ وكالات
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة، إن 20 مريضًا من غزة توفوا منذ بداية عام 2017، بسبب رفض "إسرائيل" منحهم تصاريح للسفر عبر معبر بيت حانون/ إيرز شمال القطاع.
وأضافت الصحيفة في تقرير مطول، إن منع "إسرائيل" مرضى غزة من التوجه للمستشفيات في الضفة والقدس وداخل الأراضي المحتلة، وعدم الرد على غالبية طلبات السماح لهم بالتنقل والوصول للمستشفيات يؤدي أحيانا لوفاة بعضهم.
وأشار تقرير جديد أعدته منظمة "بيتسيلم" "الإسرائيلية" لحقوق الانسان سينشر الأسبوع المقبل، إلى اتساع غير مبرر في ظاهرة رفض منح تصاريح الخروج للعلاج الطبي، لافتًا أن غالبية المرضى لم يحصلوا على رفض رسمي وكانوا باستمرار يتلقون رسائل بأن طلباتهم قيد الاتصال.
ورصدت الصحيفة في تقريرها المطول عدة حالات، منها حالة طفلة تدعى يارا تبلغ من العمر 4 سنوات توفيت بعد فشل نقلها للعلاج نتيجة ضمور في القلب، منوهةً أنه تمت محاولة نقلها للعلاج في مستشفى المقاصد بعد تحديد موعد لها هناك إلا أن والدتها لم تحصل على تصريح خروج لمرافقتها بسبب رفض "الشاباك" ذلك، وحين سمح للطفلة بالتوجه الى مستشفى المقاصد تم ذلك بمرافقة جدتها، ولكن وبعد عودتها الى غزة لم يسمح لها بالعودة مجددًا إلى المستشفى لمتابعة علاجها وحالتها الصحية وقد توفيت إثر ذلك في المستشفى الأوروبي بقطاع غزة.
وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية إلى، أن هناك 1920 طلبًا لمرضى من قطاع غزة يريدون المغادرة للعلاج، وأنه تم رفض 20 منهم، ونحو نصفهم تمت الموافقة على منحهم تصاريح لذلك، في حين أن النصف الآخر من هؤلاء المرضى لم يتلقوا أي رد على طلباتهم.
ونوهت المنظمة، أن من بين هؤلاء 222 طفلاً ومراهقًا دون سن 18 سنة، و 113 مسنًا تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، موضحةً أن 42 %من طلبات التصاريح الطبية التي قدمت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي البالغ عددها 1858 طلبًا ظلت عالقة بدون رد.
ووفقًا للمنظمة الدولية، فإن نسبة عدم الرد على الطلبات وصلت حتى سبتمبر/ أيلول الماضي إلى 43.7% من الطلبات المقدمة خلال العام والتي تقدر بنحو 20 ألف طلب، رُفض 2.9% منها "لأسباب أمنية"، و53% تلقوا ردودًا إيجابية، ثلاثة أرباع الطلبات منها في مستشفيات الضفة والقدس.
وتكشف تفصيل الطلبات التي لم يتم الرد عليها، أن حوالي 20% منهم كانوا من الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، و 8% من الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عامًا وما فوق.
وقالت المنظمة، إن حوالي نصف المرضى لا يحصلون على تصاريح للخروج، الامر الذي يؤخر عادة تقديم العلاج للمريض.
من جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، انه خلال الأشهر الأخيرة، فإن ثمانية من بين كل تسعة مرضى سرطان لم يتلقوا العلاج الطبي بسبب عدم رد الجهات "الإسرائيلية" على طلباتهم لمغادرة قطاع غزة من اجل العلاج.
وزعم متحدث باسم جهاز "الشاباك"، أن العام الحالي والماضي "شهدا زيادة في محاولة استغلال الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس للمرضى من أجل نقل متفجرات وأموال وغيرها من أجل النشاطات "الإرهابية"، على حد قوله.
وبرر أسباب المماطلة وعدم الرد على طلبات المرضى بإجراء "عمليات تفتيش أمنية صارمة للذين يطلبون مغادرة القطاع ما يستغرق وقتًا طويلاً لفحص طلباتهم"، حسب قوله.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، انه وفقًا للإجراءات الجديدة لما يسمى "منسق الأنشطة الحكومية الاسرائيلية"، فإن الفترة التي تتعامل فيها الدائرة مع طلبات الحصول على تصاريح الخروج يتم تمديدها أيضًا لفترات طويلة تصل حتى 70 يومًا.
وأشارت إلى، أن حاجة المرضى للعلاج تصل في حدها الأقصى نحو 23 يومًا، وأن هناك حالات طارئة لا تستطيع تحمل الانتظار أكثر من عدة أيام.