شمس نيوز/ رام الله

وصفت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، اليوم السبت، تصريحات حركة حماس في بيانها الأخير بأنها "غير مسؤولة ومتناقضة مع المسؤولية الوطنية"، معتبرًة أن فيها الكثير من التضليل والتنصل من المسؤولية .

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن" تصريحات حماس للأسف الشديد تعتبر تراجعًا واضحًا عن المصالحة الوطنية، وتعد نسفا لكافة الجهود المبذولة من اجل إنهاء الانقسام الأسود للتمكن من إنهاء معاناة أبناء شعبنا البطل في قطاع غزة".

واضاف المحمود، أن "حكومة الوفاق الوطني تستهجن وتستغرب هذه الحملة المفاجئة والتوتيرية والانقسامية  الجديدة التي شنتها حماس لتطال الجهود الوطنية المخلصة المتفق عليها لإرساء أسس المصالحة والتي تبذلها الأطراف الوطنية والعربية الشقيقة وعلى رأسها جمهورية مصر العربية التي تعمل وتتابع في الميدان من اجل إنجاح المصالحة" .

وشدد الناطق باسم الحكومة على، أن "بيان حماس حمل جملة من الأضاليل الواضحة والتي يعرفها الجميع كالقول : بان الحكومة تسلمت كل مسؤولياتها في القطاع ، في حين ان حماس نفسها تعلم بان الحكومة لم تتسلم مايزيد عن خمسة بالمئة مما يجب. ولكن حماس تسوق هذه الأضاليل وغيرها من اجل التهرب من مسؤولياتها ومن استحقاقات تحقيق المصالحة الوطنية التي تصب في خدمة مصالح أبناء شعبنا البطل" .

وأشار المتحدث الرسمي الى، أن تلك الهجمة تثير أسئلة كثيرة في الوقت الذي تتصدى فيه القيادة والحكومة للمشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية ولمدينة القدس العربية المحتلة" .

ولفت المحمود إلى، أن الاحتلال لم يتجرأ على الاستيطان وتهويد مدينة القدس مثلما تجرأ بعد ترسيخ الانقسام الأسود، مؤكدًا  أن الحكومة تصر على التمسك بتحقيق المصالحة وانهاء الانقسام خصوصا في هذه الظروف الصعبة والخطيرة التي تتكالب وتتكاثر على فلسطين وفي القلب منها مدينة القدس .

ودعا المحمود حركة حماس الى، التراجع الفوري عن تصريحاتها والعمل بشكل جدي لما فيه خدمة أبناء شعبنا والاستعداد للعمل على وحدة الصف ونبذ الانقسام حسبما تتطلب المصالح الوطنية العليا .

وكان حركة "حماس" قد طالبت، اليوم السبت، حكومة الوفاق الوطني بالقيام بواجباتها ومسئولياتها كاملة في قطاع غزة، وفي مقدمتها رفع العقوبات، أو تقديم استقالتها وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.

وقالت الحركة في بيان صحافي، إن "حكومة الحمد الله تسلمت كل مسئولياتها في الوزارات بشكل كامل في قطاع غزة ولم تبذل أي جهد في التخفيف عن أبناء شعبنا وفق الصلاحيات".

وأضافت حماس، أن "الحكومة استمرت بفرض العقوبات الظالمة على أهلنا وفشلت فشلا ذريعا في مسار إنهاء الانقسام وتطبيق الاتفاقات المعقودة في القاهرة"، مشيرة إلى أنها أيضا عجزت عن حماية أهل الضفة ولم تتخذ القرارات المناسبة في مواجهة الاستيطان.

وزادت بالقول: "الحكومة توانت عن حماية مقاومة الشعب لسياسة الحكومة الإسرائيلية في الضفة التي أوشكت على تقطيع أواصر مدنها وقراها"، مشيرةً إلى أن "الحكومة كانت عقبة في وجه المقاومة في أداء دورها، إضافة إلى استمرارها في قمع الحريات".

وقالت حماس، إن الحكومة "عجزت تماما في حماية القدس من عمليات التهويد ولم تتخذ القرارات المطلوبة لمواجهة هذه السياسة التهويدية التي يقصد منها تزوير حقائق التاريخ وفرض وقائع على الأرض".

وكان وفدا حركتا حماس وفتح توجهوا الجمعة إلى القاهرة، بدعوة مصرية عاجلة للوقوف على تطورات ملف المصالحة وسبل المضي بها.

واتخذ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في نيسان/أبريل الماضي، جملة من الاجراءات العقابية بحق قطاع غزة، والتي قال الرئيس عباس في 2 تشرين اول/اكتوبر أنها لن ترفع الاجراءات إلا بعد ان تتسلم الحكومة المعابر والوزارات والأجهزة الأمنية بشكل كامل في غزة.