قائمة الموقع

خبر على أبواب مدارس غزة.. يبيعون الموت!!

2014-10-16T11:53:42+03:00

شمس نيوز/ عمر اللوح

تعتبر المأكولات الشعبية من أكثر الأطعمة انتشاراً بقطاع غزة، خاصة تلك الموجودة أمام أبواب المدارس على العربات المتحركة، التي يعتمد عليها الطلبة كثيرا في وجباتهم ويتهافتون عليها.. ولكن معظمها تكون مكشوفة مما يجعلها عرضة للتلوث وتؤدي لإصابة الطلبة بأمراض عديدة بعد تناولها.

وتفتقد هذه الاغذية المتجولة للاهتمام الرقابي في أغلب الأحيان، رغم أن وزارات الصحة في غالبية دول العالم تحظرها وتمنع تلك العادات لما تتسبب به من أخطار على صحة الأطفال.

المواطن محمود الصواف عانى من تجربة مع الأغذية العشوائية التي تباع قريبا من مدارس الأطفال، حيث يقول لـ"شمس نيوز: لا يمكن نسيان اليوم الذي تعرض فيه ابني لمغص في بطنه عندما اشترى سندويش فلافل من أحد البائعين أمام مدرسته، مكث أكثر من يومين يعاني من آثار تناول الفلافل، وتأكدت بعدها أن سبب المرض الذي تعرض له ابنه هو زيت القلي الفاسد لتعرضه لأشعة الشمس وعدم تغييره لفترة طويلة".

وتساءل الصواف عن دور الحكومة في الرقابة، مضيفا: يجب عليهم أن يدركوا أن حياة المواطن ليست لعبة بيد المسئولين بسبب غياب دورهم عن الرقابة، وأنصح البائعين عند أبواب المدارس بأن يتقوا الله ويحللوا قرشهم".

لا يهتمون لسلامة الطلبة

أما مريم عاشور، التي استذكرت ما تعرضت له ابنتها بالصف الرابع الابتدائي عندما تناولت الحلويات من أحد البائعين بالقرب من مدرستها بعد انتهاء الدوام ولم يمضِ سوى ساعتان حتى استفرغت كل ما في معدتها من الحلويات، ونقلت إلى المشفى وتعافت بعد ذلك، لتقول: الحلوى المكشوفة تصاب بالبكتيريا والفطريات، وقد يؤدي تناولها إلى الإصابة بأمراض عديدة".

وأعربت عن تذمرها الشديد من البائعين الذين لا تهمهم سلامة الطلبة؛ أكثر من اهتمامهم بتحقيق الأرباح على حسابهم دون أي اهتمام من أحد في ظل غياب الجهات المسئولة، مطالبة المعنيين والمختصين بتحمل مسؤولياتهم في ذلك، وأن يسنوا قوانين رادعة في التعامل مع الباعة الجائلين أمام المدارس.

الطعام ملوث

أما الطالب خليل وشاح، في الصف السادس الابتدائي فيقول لـ"شمس نيوز": في إحدى المرات اشتريت سندويتش لحمة من أحد البائعين الموجودين بالقرب من مدرستي، ولم يمضِ سوى دقائق بعد تناوله، لأشعر بمغص شديد في بطني، وبعدها استفرغت كل ما في معدتي من طعام، وتوجهت إلى المنزل فأخذني أبي إلى المستشفى وتلقيت العلاج".

وحمل وشاح وزارة الصحة وأجهزة الرقابة الحكومية المسئولية عن تعريض حياة الأطفال للخطر جراء ترك الباعة الجائلين يصولون ويجولون بأغذيتهم الملوثة أمام بوابات مدارس الأطفال دون رادع، مردفا بالقول:  يجب منع هؤلاء البائعين حتى لا يتعرض أحد للأذى وفرض رقابة عليهم وأن تكون العقوبة رادعة لهم حتى يمتنعوا عن بيع الأكل المكشوف والضار للناس".

بلا رقابة

مراسل "شمس نيوز" تجول بين العديد من البائعين الموجودين أمام المدارس وتحدثت مع عدد منهم.

وائل ( 33 عاماً ) يعمل ببيع الفلافل على عربة "تكتك" أمام أحد المدارس، ويوجد إقبال ملحوظ عليه من الطلبة، يقول: الحمد لله البيع مربح على أبواب المدارس" ويتابع: ولكن كثيراً ما يتغير لون زيت القلي لأنه يتعرض لحرارة الشمس فيتأثر لأن زيت القلي بالأساس هو عبارة عن مواد كيميائية".

وأضاف: عندما يبدأ قرص الفلافل بالتفتت أقوم بوضع زيت القلي فوقه ولا أغيره؛ لكن في فصل الشتاء أثناء القلي لا يتفتت الفلافل، وأغير زيت القلي كل خمسة أيام مرة لأنه يتعرض لميكروبات من الجو خاصة عند هبوب الريح"!!.

وأوضح وائل أنه لا يرى أي رقابة رسمية على البيع أمام المدارس من أي جهة؛ ولكن البلدية تحاول منع الباعة بحجة أن وجودهم أمام المدرسة يشوه منظر المدينة، حسب وصفه.

رائحتها كريهة

أما خالد (28 عاماً ) فيبيع الكفة المقلية بعربة متحركة غير مبالٍ للأوساخ التي قد تصيبها، ليقول متحدثا لـ"شمس نيوز": صحيح أن وجودي في هذا المكان غير لائق والأكل يتعرض لحرارة مرتفعة في الصيف مما قد يؤدي إلى التلوث من خلال الهواء، ولكني أحاول بكافة الوسائل أن أحافظ على النظافة وألا أتسبب بأي أذى للطلاب".

ويشير إلى أن ما دفعه للعمل ببيع الأطعمة عدم وجود عمل آخر، وأملا في أن يوفر لقمة العيش. وبين أنه بعد الانتهاء من المدارس ينتقل للبيع في حديقة الجندي المجهول وينظف مكان الصاج والأدوات المستخدمة في نهاية عمله "للمحافظة على حياة الناس" بحسب اعتقاده.

نعمل على إزالتها

من جانبه، أكد مدير عام التنظيم والتخطيط ببلدية غزة المهندس حاتم الشيخ خليل أن بلديته تعمل على مدار الساعة لأجل منع هذه الظاهرة التي اعتبرها غير حضارية وتضر بالمنظر العام للمدينة وتجلب الأمراض للطلبة لأنها غير محمية من الأوساخ رغم ضعف الإمكانيات التي تمتلكها البلدية، داعيا إلى تضافر الجهود لأجل الحد من هذه الظاهرة.

وقال لـ"شمس نيوز: البلدية ستتعامل مع أي بلاغ من المواطنين والطلبة المتأذين بشكل فوري وحتى غير المتأذين منهم لأنه من غير الممكن تجاهل هذه الظاهرة الخطيرة التي قد تودي بحياة المواطنين الذين يتناولون من تلك الأطعمة" مؤكدا وجود تنسيق مع كافة الجهات المعنية لأجل الحد من هذه الظاهرة". 

قد تتسبب بأمراض

بدوره أقر مدير دائرة الأغذية بوزارة الصحة المهندس محمد حميد أن وزارته لا تنفذ حملات ضد الباعة الموجودين أمام أبواب المدارس؛ لأنه لا يوجد قانون بخصوص الباعة؛ بل توجد قيود في تنفيذ بعض الإجراءات بحقهم. ويضيف: عندما يكون هناك شكوك ضد الباعة أو أن البائع يغش نقوم حينها بأخذ عينة من المأكولات وفحصها وإذا ثبت تورطه فإنه يقدم للنيابة".

وقال حميد لـ"شمس نيوز": تكمن خطورة المواد المباعة على العربات الجائلة بتعرضها للتلوث من الهواء عبر نقل الأوساخ، إضافة إلى تعرض زيت القلي لحرارة الشمس لفترة طويلة، لأنه من المواد الكيمائية ويتفاعل مع الحرارة مما يتسبب بأمراض" مبينا أن التنسيق بين وزارته والبلديات ضعيف لقيامهم بتنفيذ بعض الإجراءات الصحية دون الرجوع لوزارة الصحة.

 وأضاف: خلال الشهور الماضية لم نبلغ عن حالات تسمم من أطعمة الباعة الجائلين" مشددا على أن المواطن شريك في الجريمة وهو من يدعم هذه الظاهرة ويساند الباعة على مواصلة غشهم وكذبهم على الزبائن من خلال إقبالهم على شرائها، فيما أن البائعين لا يمتلكون المعرفة الكافية بالمأكولات التي يبيعونها" بحسب وصفه.

اخبار ذات صلة