غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر عباس يخرج عن كياسته الدبلوماسية ..هل نرى أخيرًا "طحنًا" ؟

شمس نيوز/خاص

لأكثر من 50 دقيقة بدى الغضب واضحًا في خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس الأربعاء، في قمة التعاون الإسلامي المنعقدة بإسطنبول، وخروجه عن نهجه الدبلوماسي المعهود، بما أزعج البيت الأبيض ولم يقنع كثيرًا الشارع الفلسطيني الذي وصفه "متقدم سياسيًا لكن..".

وأعلن عباس خلال القمة الطارئة لبحث القرار الأمريكي بشأن القدس، رفضه للوساطة الأمريكية في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال إن الممارسات الاسرائيلية واعتداءاتها "ستجعلنا في حل من اتفاقياتنا معها"، مضيفًا "لتتحمل إسرائيل عبء احتلالها.. لا يمكن أن نبقى سلطة من دون سلطة"، داعيًا دول العالم إلى مراجعة اعترافها بـ" إسرائيل"، مضيفًا أن "الاعتراف بها باطل منذ العام 1948‎ ".

فلسطينيًا، استقبل خطاب عباس بترحيب بارد مشفوعًا بالتساؤل عن الخطوة التالية.

إذ قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، "سيادة الرئيس بالرغم من سقف خطابك العالي، لكنه لا زال مقيدًا بـ"مطلب واحتجاج وتهديد" بدون إجراءات ونحن بيدنا الكثير وعندك شعب عظيم له مئة عام في المواجهة فلا تحبطوه  بالاستمرار في هذا الطريق".

وأضاف في تغريدة على صفحته في تويتر، مخاطبًا عباس "لا تعد للمقاطعة إلى بعودة (الرئيس الأمريكي) ترامب عن  وعده واستنهض شعبك العظيم أينما كان وستجد العالم كله معك".

والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل" في خطوة أثارت احتجاجات في العالم العربي والإسلامي، وامتعاض حلفاء واشنطن الغربيين باعتبارها "تهدد السلام في الشرق الأوسط".

فيما رحبت حركة الجهاد الإسلامي "بكثير مما جاء في خطاب عباس من نقاط ايجابية"، لكنها قالت إن "موقف السلطة هو دون المستوى المطلوب للرد على خطيئة ترامب".

ودعت الحركة في بيان، منظمة التحرير الفلسطينية لإعلان سحب اعترافها بـ"إسرائيل" والغاء اتفاق أوسلو وعدم الاستمرار والارتهان لما يسمى عملية السلام وخيار التسوية وأضاف : "حين ندعو دول العالم الى مراجعة اعترافها بـ(إسرائيل)، فنحن كفلسطينيين يجب أن نبادر بذلك حتي يحذو العالم حذونا".

وأبدى البيت الأبيض انزعاجه من خطاب عباس "غير المفاجئ" الذي قال إنه "يعيق جهود السلام"

وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، "هذا الخطاب، الذي منع السلام لسنوات، ليس مفاجئًا.  وسنبقى جاهدين في العمل، ونضع خطتنا التي ستعود بالفائدة على الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن المسؤول تأكيده "لقد أوضح الرئيس ترامب في خطابه (الأربعاء الماضي معترفًا بالقدس عاصمة إسرائيل) أن حدود السيادة الإسرائيلية في القدس ستحددها المفاوضات بين الجانبين، وأن الولايات المتحدة ستؤيد دولتين إذا وافقت الأطراف على ذلك، وأن الرئيس لا يزال ملتزما بذلك ونواصل العمل على برنامجنا".

إسرائيليًا، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "لسنا منبهرين بكل تلك التصريحات" مضيفًا أنه يعتقد أن العديد من الدول ستحذو حذو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتعترف بالقدس "عاصمة لإسرائيل".

وقال المحلل السياسي، عدنان أبو عامر، إن "خطاب الرئيس عباس في القمة الإسلامية حول القدس، متقدم سياسيًا، ويتجاوز كثيرا الموقف العربي، وهو المطلوب، رغم أن طموحنا كفلسطينيين أعلى منه، الأهم اليوم هو العودة إلى البيت الفلسطيني لتحشيد جميع القوى حول مواجهة قرار ترمب، والاحتماء بالحاضنة الشعبية.. فرصتنا كفلسطينيين اليوم كبيرة بتحقيق ذلك".

أما الكاتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم"، بدى أقل اقتناعًا بخطاب عباس وقال معلقًا على قمة التعاون: "ما خَيّب آمالنا أكثر، خِطاب "رئيس" فلسطين الطويل المكرّر الذي لم يَتضمّن كلمةً واحدةً عن "المقاومة"، أو "الانتفاضة"، أو سَحب الاعتراف بالدّولة الإسرائيليّة العنصريّة، وتجميد أو إلغاء اتفاقات أوسلو وكل ما تفرّع عنها من وقائع على الأرض، خاصّةً قيام السّلطة الفلسطينيّة".

وأضاف "كان هذا الخطاب نسخةً من خطاباتٍ سابقة أُلقيت أمام الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة، الكَثير من الجعجعة والتّهديد، والقَليل من الطّحن والتّنفيذ".

فيما عدّ طلال عوكل الكاتب في صحيفة "الأيام" المحلية، خطاب عباس يقدم "غطاء سياسيًا" لتصعيد المقاومة الشعبية السلمية، مشيرًا إلى أنه  قدم ملامح استراتيجية وطنية فلسطينية جديدة سواء في العلاقة مع "اسرائيل" أو الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي.

وتابع بالقول: "نظن أن ما ورد في الخطاب، يشكل نقطة متقدمة على طريق تحقيق اجماع وطني فلسطيني، مع ما تحتاجه الى قرارات محددة. في كل الاحوال فإن خطاب الرئيس  يقدم غطاء سياسيًا لتصعيد المقاومة الشعبية السلمية ونحو استنفار كل طاقة العمل السياسي والدبلوماسي والقانوني الفلسطيني".